نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


معتقل سلفي جهادي مغربي يطالب بإعدامه معتبراً أعواد المشانق أهون من خدعة العدل و الحرية




الرباط - أبوسعيد شكري - في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ المسجونين على خلفية اتهامهم بالإرهاب،طالب المعتقل الإسلامي عمر معروف، المحسوب على ما يسمى بتيار السلفية الجهادية، والموجود حاليا في سجن مدينة القنيطرة، بتنفيذ حكم الإعدام في حقه، وذلك حسب ماجاء في رسالة وجهها إلى جمعية "النصير" لمساندة المعتقلين الإسلاميين، تلقت صحيفة " الهدهد" الدولية نسخة منها، قال فيها إن شعاره حاليا هو أن أعواد المشانق أهون من خدعة العدل و الحرية


بعض معتقلي السلفية الجهادية - أرشيف
بعض معتقلي السلفية الجهادية - أرشيف
وفي هذه الرسالة يحكي عمر معروف القصة الكاملة لوجوده خلف القضبان، فيقول إنه متزوج و رب أسرة متكونة من أم و أربعة أطفال يعيشون في الديار الدانماركية التي يحمل جنسيتها، مشيرا إلى انه اعتقل يوم 27/02/2003 في إطار ما يسمى بمحاربة الإرهاب، و حكم عليه "بأقصى ما يمكن أن يحكم به بريء." حسب تعبيره، من دون أن يحدد أين ومتى وكيف ألقي عليه القبض.

واستطرد معروف قائلا:" لاعتقادي و إيماني ببراءتي، و رغبة في استرجاع حريتي المغتصبة، سعيت بكل الوسائل المشروعة لإسماع صوتي للجميع في محاولة لإطلاق سراحي، أو على الأقل إعادة محاكمتي في إطار حل هذا الملف الذي له بعد سياسي،كنت طالبت خلال هذه السنوات السبع من الاعتقال بكل الوسائل المكفولة و المشروعة من أجل حياة كريمة و إنسانية. فالحكم القضائي لا يمكن أن يسلب المعتقل كرامته و إنسانيته المكفولة في كل الشرائع والقوانين."

وأوضح أنه طيلة هذه السنوات السبع ،حاول متابعة دراسته داخل السجن، "منتظرا اليوم الذي ترجع فيه الأمور إلى نصابها،" وحصل على شهادة الباكالوريا مرتين، و يتابع الدراسة حاليا بكلية الحقوق بمدينة سلا (المجاورة للرباط) بالسنة الثالثة من شعبة القانون الخاص، و في نفس الوقت يتابع دراسته بالسنة الأولى في علم الاجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقنيطرة.

وبرر سبب كتابته لهذه الرسالة، فقال إنه يكمن "في مواجهتي مع ذاتي، منذ أن تم الهجوم علينا في يوم 02/12/2009، و التغيير الذي حصل في السجن المركزي بالقنيطرة ،حيث في هذا اليوم رمي كتاب الله المصحف الكريم أمام الجميع في القمامة مع كتب دينية و مقررات دراسية. و انتهكت أعراض و سلبت أغراض و أفرشة في عز البرد القارص، و انتهى هذا الهجوم بسلب الحقوق المكتسبة الطبيعية لكل المعتقلين،" وفقا لقوله.

ومضى معروف يحكي عن ظروف المعتقلين،بمزيد من التفاصيل، وقال:"تحولت حياتنا إلى جحيم و عذاب لا يطاقان. حاولت تفكيك لغز ما يجري هذه الأيام من خلال هذه الممارسات فلم أجد عنوانا واحدا، غير أنها خطة حبكت بشكل مفتوح و لا نهائي للموت البطيء في حقنا، حتى بت على وشك اليقين أن الإعدام الذي أنا محكوم به من الأهون لو طبق مرة واحدة، على أن أعيش هذا الضيق في هذه المحنة التي لا أدري سببها، و ما هي مبررات الإدارة لها حيث أن هذه المرحلة هي أخطر مرحلة مررت بها.

كل المكتسبات التي ضحينا من أجلها رجعت إلى نقطة الصفر دون مراعاة لحجم العقوبة بل و دون مراعاة لحالتي الصحية حيث أنني مصاب بداء السكري و ارتفاع ضغط الدم و محتاج إلى تغذية خاصة. أنا هنا لا أحمل الإدارة أي معاناة لتغذيتي الخاصة، و لكن الذي لا أفهمه كيف تمنع عائلتي من تزويدي بشتى أشكال الخضر زيادة على هذا الانطباع اليومي المستفز من طرف فرق أمنية جديدة، و هم رجالات المندوب( يعني المسؤول عن السجن) خلف استياء كبيرا و استفزازا خطيرا على نفسيتي

لذا قررت أن أعلن بنبرة عالية و أطالب بتطبيق حكم الإعدام الصادر في حقي ،و أنا في كامل قواي العقلية و هو قرار صادق و مسؤول اتخذته بعد طول تفكير. أطالب بتنفيذ حكم الإعدام على هذا الجسد الرافض لكل أنواع الانتهاكات والتعسفات ، هذا الجسد المكرم من الله سبحانه و تعالى، و أرفع عن الجمعيات الحقوقية أي مسؤولية حقوقية لأنكم دافعتم عن حقوقنا مشكورين."

وخلص معروف في ختام رسالته إلى القول: "إن شعاري منذ اليوم، لن أخضع للموت البطيء، و أن أعواد المشانق أو طلقة رصاصة أهون عندي من خدعة العدل و الحرية. فأما المسؤولية أحملها أمام الله عز و جل لكل من ساهم في إصدار الحكم الجائر في حقي، و كان سببا في تيتيم أطفالي."

ولوحظ أسفل الرسالة أنها تحمل تاريخ شهر يناير 2010دون تحديد اليوم بالضبط، ولا أحد يدري لماذا لم يتم الكشف عنها إعلاميا من قبل، وربما يرتبط الأمر بحصول تأخير في وصولها إلى جمعية " النصير" لمساندة المعتقلين الإسلاميين.

ويذكر أنه سبق لمعتقلي السلفية الجهادية أن عبروا مرارا في فرص مختلفة عن سوء أحوالهم وظروف سجنهم، وخاضوا سلسلة من الإضرابات عن الطعام لتحسين شروط إيوائهم

أبو سعيد شكري
الاثنين 15 مارس 2010