تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


مناضلو تونس ومناضلاتها يعتبرون انفسهم مشاريع شهداء في ذكرى بلعيد




تونس - صوفية الهمامي - "نحن المناضلون أناس موتى ولكننا في أجازة من الموت" أهم عبارة وردت في كتاب "تحت أعواد المشانق" ليوليوس فوتشيك ، وهو كتاب يتحدث عن نضال الشعب التشيكي ضد الغزو النازي، ويستعرض كيف كان فوتشيك يتوقع الخطر كل يوم من الآلة النازية، الى أن قطع رأسه بعد التعذيب بين جدران الأقبية الباردة.
المناضل في كل مكان ميت ليحي، يستخف بالموت ويحاربها بجرأته التي يكتشف بها زيف الحياة لتتحقق الحياة الحقيقية لغيره وحين يموت تبدأ حياته هو وانتصاراته على أعدائه، وهذا ما يؤكده بدر شاكر السياب حين يقول : "وأبعث الحياة إن موتى انتصار".


 
والمناضل أيضا مشروع شهيد يحمل روحه بين يديه وبانتظار أن يسقطها أعداء الحياة والفرح، وكم من مناضل سقط ليزيد في غيظ قانصيه، وقد سخر منهم عبد الرحيم محمود الشاعر الفلسطيني : سأحمل روحي على راحتي / وأمضي بها في مهاوي الردى / فإما حياة تسر الصديق/ وإما ممات يغيظ العدى.
المناضلون جميعهم مشاريع شهداء والقائمة طويلة لكن لماذا يسقط شكري بلعيد أول شهيد في تونس بعد ثورة الفقراء المسروقة؟
في مثل هذا اليوم اغتيل شكري بلعيد الذي كان يستشعر إغتياله وبالطريقة التي تخيلها  بالحديد البارد، رحل والثورة عالقة في رحم المستقبل ولكنه سطر لها مساراها الذي نراه . 
شكري بلعيد طوى عاما قد طوانا حزنا وكان غيابه خسارة فادحة في وطن يهتز كل يوم، ولكن لماذا شكري ؟ ومن الذي قتل شكري ؟ ومن المستفيد من إسكات شكري؟  
شكري المبتسم دوما لم يكن عدوا لأحد بل كان خصما سياسيا عنيدا يتمتع بالبلاغة والقبول يحسن التأثير وقوة الإقناع ويتقن فنون الاتصال والتواصل.
شكري لم يكن عدوا لأنصار الشريعة المتهمين بقتله من قبل وزارة الداخلية التونسية، بل دافع على البعض منهم في قضية سليمان ولم يسبق وإن تهجم عليهم أو اتهمهم، بل كان ينبذ العنف وينتقد بشدة  ممارسات روابط حماية الثورة خاصة بعد أحداث 9 أفريل 2012.
وزارة الداخلية صنفت تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا على اعتبار أنه المورط في إغتيال كل من بلعيد والبراهمي وجنود تونس في الشعابي وأعوان الأمن في قبلاط وسيدي علي بن عون وقضايا أخرى كالذي حدث في المنيهلة ومنزل بورقيبة .
وتنظيم أنصار الشريعة يشرف عليه رجل يدعى سيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض، وبمنطق الأشياء فهو المطلوب رقم واحد لأنه هو المسؤول الأول عن الإفتاء .
ولكن هل تكفي مجرد شبهة التكفير حتى يفتي أبو عياض بقتل بلعيد حسب ما يتردد من الموقوفين؟ هل هناك من دفع بأبي عياض للإفتاء؟ 
من خلال متابعتنا لمجريات الأحداث والتصريحات لاحظنا أن علاقة الود التي كانت تربط بين أبوعياض وجماعته وعدد من قيادات حركة النهضة والغنوشي الذي يعتبرهم أبناؤنه وشبابه الغائب، وعلي العريض الذي قال إنهم يمارسون الرياضة انقطعت نهائيا وصنف أنصار الشريعة  حركة إرهابية وانتفت ضرورة تقاطع المصالح. 
فهل تكون قيادة النهضة وهي الخبيرة بمثل هذه الجماعات اكتشفت أن أنصار الشريعة مجموعة من الإرهابيين استغفلتهم وغررت بهم، أم أن قطع "العلاقات" دفعا للشبهات وطمس وتغييب للخيوط التي كانت تربطهم.
الملاحظ أيضاً ان من يتهم أنصار الشريعة بالاغتيال ويصنفهم تنظيما إرهابيا لا يذكر البتتة إسم أبو عياض كأن هذا التنظيم العنقودي مفصول عن أميره. 
سيف الله بن حسين أو أبوعياض صدرت ضده عدة بطاقات تفتيش سيما بعد اقتحام السفارة الامريكية واغتيال البراهمي.
لكن التسريبات تفيد أن الفرصة كانت سانحة أكثر من مرة لإلقاء القبض عليه، بدءا من حمام الأنف مقر سكناه حين كان في زيارة الى عائلته، مرورا بجامع الفتح حيث أمّ المصلين بحضور من أصبح وزيرا للشؤون الدينية لاحقا، فسيدي علي بن عون، أما عملية ايقافه في ليبيا فهي قصة طويلة تستحق التوقف لاحقا. 
أبو عياض كان حاضرا أيضاً في جنازة في منطقة طبربة وكان في متناول اعوان الامن والحرس القبض عليه.
كما كان باستطاعتهم ايقافه وهو في مقبرة الجلاز بالعاصمة وعلى مرمى من وزارة الداخلية في جنازة إحدى قريباته، لكن تصدر التعليمات الفوقية بعدم إلقاء القبض عليه كما حدث سابقا. 
بعد حادثة السفارة الامريكية ألقي القبض على أبوعياض بجهة دوار هيشر ووضع في سيارة الشرطة ولكن بعد احتجاج شقيقه على عين المكان مع مجموعة من السلفيين صدرت التعليمات باطلاق سراحه بدعوى الخوف من ردة فعل السلفيين في المنطقة.
من الذي يخشى إيقاف ابوعياض ؟؟ ومن الذي يحميه ويؤمن تحركاته ويمنع وقوعه في أيدي قوات الامن؟  هنا وجب أن نذكر بما قاله خميس الماجري أحد القيادات السلفية في تعليق على إيقاف ابو عياض في ليبيا "لو يتشد أبو عياض برشة رؤوس سياسية ستطير" وقالها ساخرا.
هل المستفيد جهة محلية تونسية ؟ استعصت على المصالح القضائية والأمنية أم هي جهة أجنبية لاحول لتونس ولا قوة على مجابهتها ؟  معلومات أخرى تفيد أن ابو عياض كان على اتصال بوجوه أجنبية قيل انها تواجدت في سيدي علي بن عون؟؟
بعد اغتيال شكري بلعيد استقال حمادي الجبالي وطالب بتعيين حكومة تكنوقراط السؤال : لماذا حزبه رفض وفرض علي العريض رئيسا للحكومة؟  ولماذ جيىء بوزير الداخلية لطفي بن جدو تحديدا ودون غيره؟ على حد قول الغنوشي في خطاب له مع اتباعه في تطاوين ان بن جدو صديقه وصديق الحركة، وهو المعروف كذلك بقربه من الحركة على قول الأستاذ عمر صحابو في مقاله ليوم 4 فيفري بصحيفة المغرب وهو العارف بخبايا الامور؟ 
بعد الحوار الوطني وما آلت اليه الأمور تم التمسك ببن جدو دون غيره،  
علي العريض وهو يغادر وزارة الداخلية لم يجد غير بن جدو يأتمنه على الملفات الحارقة .
يتكرر السيناريو يغادر علي العريض رئاسة الحكومة ويترك الملفات بين يدي لطفي بن جدو الوزير الأمين. 
بعد هذه الباقة من الأسئلة التي يعلم أغلب التونسيين أجوبتها، لطفي بن جدو لا تقل لنا أن قاتل شكري بلعيد مات ولكن قل لنا من قتل شكري بلعيد فعقارب الساعة تدور عكسيا ؟؟؟  
 

صوفية الهمامي
الخميس 6 فبراير 2014