نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


وليد جنبلاط يعتذر من الأسد ومن سوريا ويعلن فتح مرحلة وراثية جديدة يتولاها ابنه تيمور





بيروت - حسن عبّاس - أعلن الزعيم الدرزي اللبناني، النائب وليد جنبلاط، في برنامج "حوار مفتوح" الذي تعرضه قناة "الجزيرة الفضائية" عن ختم جرح اغتيال والده كمال جنبلاط كي لا يتم توريث الأحقاد للأجيال الجديدة. كما أعلن أن إبنه تيمور الذي "هو الأرجح" في تولي زعامة البيت السياسي الجنبلاطي سيختم مرحلة ويتولى مرحلة جديدة، موجهاً اعتذاراته للرئيس السوري بشار الأسد ولسوريا وللشعب السوري. كلام جنبلاط جاء قبل ثلاثة أيام من ذكرى اغتيال والده وتمهيداً لزيارته سوريا التي أكّد أنه سيلبي دعوتها إذا دعته.


الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط
الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط
جنبلاط بدأ حديثه بالتأكيد على "أنه في 16 آذار 1977 وبعد تغييب كمال جنبلاط ومن أجل التواصل الوطني والعربي بين لبنان وبين سوريا، العمق الطبيعي، ذهبت بعد الأربعين وصافحت الرئيس الراحل حافظ الأسد وكانت علاقة شخصية وسياسية طويلة جداً إلى أن رحل عام 2000 وكان هناك نقاشات ونضالات طويلة وملاحم مشتركة، نحن والقيادة السورية والشعب والجيش السوري، من أجل الحفاظ على عروبة لبنان والحفاظ على التواصل السوري في مواجهة اسرائيل".
وبعد هذه المقدمة، أعلن أنه "اليوم سنختم هذه المرحلة. آنذاك قلت أسامح ولن أنسى، واليوم أسامح وأنسى. لا أريد أن أورث أحقاداً للأجيال المقبلة أو للذي سيليني في قيادة هذا البيت، تيمور أو غيره، وتيمور هو الأرجح".
وأشار جنبلاط الى أنه سيكلّف في 16 آذار القيادي في حزبه، المقدم شريف فياض، وابنه تيمور بـ"وضع زهرة لختم هذا الجرح والدخول في النسيان"، مضيفاً: "لا أريد أن أفكر مجدداً. انتهى الوضوع، تيمور سيختم مرحلة ويتولى لاحقاً في الظرف المناسب مرحلة جديدة والحزب شأن الحزب".
وقال الزعيم الدرزي الذي اعتبر أن حديثه "قد يشكّل مجدداً مدخلاً للتواصل بين لبنان وسوريا وبين شريحة العرب الدروز في لبنان وبين سوريا" أنه "صدر منّي في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي بحقّ الرئيس بشار الأسد في لحظة من التوتر والانقسام الهائل، وكان ذلك في لحظة تخلّي، كما يصفها عقلاء الدروز، وقد خرجت فيها من العام إلى الخاص، واليوم ومن أجل عودة تحسين العلاقة بين الشعبين والدولتين اللبنانية والسورية وبين عرب الدروز في لبنان وسوريا، أسأل هل يمكن للرئيس بشار الأسد تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة، لست ادري؟".
وقد علّق جنبلاط على "لحظة الغضب" التي هجا خلالها الرئيس السوري في مهرجان 14 آذار معتبراً "أنّي قلت كلاماً غير مألوف وخارج عن الأدبيات السياسية وعن أدب الخصام السياسي، وأقول اليوم للقيادة السورية من أجل المصلحة القومية ومن أجل العلاقة الموضوعية هل يمكن أن تجاوز هذا الامر؟ أقول ذلك بشكل بسيط وقد وصفت 16 آذار 1977 و16 آذار 2005، وما أشبه الامس باليوم".
وعن العلاقة مع سوريا، اعتبر جنبلاط أنه "مستعدٌ لعلاقة مع سوريا وفق الأطر التي وضعناها سويًا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد بالتضحيات المشتركة والتي اختُتمت باتفاق الطائف الذي ينصّ على أن لا صلح مع إسرائيل، وعلى العلاقات المميزة مع سوريا، أمّا الباقي في التفاصيل الداخلية اللبنانية فلن أدخل فيها الآن، لكن هذا هو الاطار الذي أريده للعلاقة مع دمشق".
وأكّد جنبلاط التزامه خيار المقاومة والمواجهة في المنطقة معللاً ذلك بأنه "لم تتغيّر أسس المواجهة، وهناك عدوان اسرائيلي وأميركي في المنطقة ولا بد من الاستمرار في المواجهة ضمن الامكانات في هذا البلد الصغير الذي اسمه لبنان". ولكنه استمر في طرح التساؤلات حول هذا الخيار، معتبراً أنه "في السابق كان الواقع العربي افضل من الآن والمنطقة افضل من الآن. ونحن مع خيار المواجهة والمقاومة، ولكن يحقّ لي التساؤل هل سنكون وحدنا في لبنان في هذه المواجهة؟"، قبل أن يعود ويؤكد أنه "ليس هناك تناقضًا بين الاستقلال والمقاومة، ولا بين العروبة وفلسطين والعلاقة المميزة مع سوريا".
جنبلاط اعتبر أن الخيار الأفضل يبقى دمج المقاومة في الجيش وأعاد التذكير بموقفه قائلاً: "أنا من الذين قالوا ولا زلت إنّه في الظروف المناسبة للمقاومة من الأفضل في يوم ما أن يكون هناك انخراط تدريجي لها ضمن الدولة والجيش، وهذه الظروف المناسبة هي ظروف عربية ودولية وإقليمية، وحتى تأتي اللحظة فلنعمل لتحصين الساحة".
ولفت جنبلاط إلى أن ما أوردته جريدة "الوطن" السورية من أنه "هاجم وحرّض على الشعب السوري" هو "كلام غير صحيح"، وأوضح: "أنا توجّهت الى الشعب اللبناني لعدم الدخول في اي موجة عداء تجاه الشعب السوري والمواطن والعامل السوري في لبنان وذلك بعد اسبوعين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لقد قلت هذا الكلام وحافظت على هدوئي في أقصى الدرجات من التوتر إلا في تلك اللحظة، لحظة التخلّي". واعاد التأكيد على أنه "لا بد من علاقات سياسية واقتصادية وطبيعية بين هذا الشعب في لبنان وسوريا، وهي كانت موجودة وستبقى، مرّت فترة تأزّم وأعتقد اننا تجاوزناها".
وعن زيارته سوريا، وضع الكرة في الملعب السوري، معلقاً أنه "لا أستطيع ان أحدد إذا كنت سأزور سوريا، وعلينا سؤال القيادة السورية اذا كانت ستتجاوز تلك اللحظة. وإذا وجّهت لي دعوة فسألبّيها".
ورداً على سؤال عما إذا كان يرى كلامه هذا كافيًا لفتح صفحة جديدة مع سوريا، أجاب جنبلاط: "نعم كلامي أعتقده كافياً"، وأضاف: "ذهبت بعد أربعين كمال جنبلاط إلى دمشق، وفي عام 1981 قال لي حافظ الأسد إن كمال جنبلاط كان على حق، وربما كانت هذه رسالة إلى كمال جنبلاط، لقد تجاوزنا أزمات كبيرة من أجل المصلحة العربية وما أطلبه تجاوز معيّن ولكن بظروف مختلفة".
جنبلاط أعاد التذكير بخروجه من تحالف قوى 14 آذار، لافتاً الى أنه "في 2 آب 2009 أعلنت خروجي من 14 اذار وأعلنت وقوفي في صف وسطي محايد إذا صح التعبير، وذلك من اجل الخروج من التخندق الذي كاد أن يُودي بنا الى حرب أهلية، ولا زلت على موقفي الوسطي الذي يتأكد بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الرئيس سعد الحريري، فقد كان لا بد من صدمة للخروج من 14 و8 آذار لأن الشارع وصل الى حالة احتقان لا تطاق".
وشدد الزعيم اللبناني على أهمية التعاون مع الدول العربية، معتبراً أنه "علينا العمل مع سوريا والسعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية لما فيه خدمة العرب والواقع الاسلامي، فلبنان قد يكون ساحة ولا ننسى الكمّ من العملاء من كل الطوائف، ونحن سنبقى في الدفاع عن قضية فلسطين وسنبقى لنمنع ان يكون لبنان ممراً لأي اعتداء على أمن سوريا".
وطالب في هذا السياق "لكي لا يبقى لبنان وحيدًا في المواجهة"، بتشكيل "جبهة عربية واسعة في المواجهة"، معتبراً أنه "تبدو ملامح المرحلة المقبلة بعد اجتماع دمشق مرحلة مواجهة ولا أحسد الاسرائيليين، فنحن مقبلون على منظر جديد، ويبدو ان هناك مواجهات قد تكون سياسية وعسكرية، وقد آن الآوان على المال العربي والنفط العربي ان يتحرك كما كان بقيادة الملك فيصل، وكان حينها عاملاً مهمّاً لاستخراج بعض الدول من مستنقع التخلّف، وهنا اهمية التنمية البشرية في العالم العربي".
واستطرد جنبلاط في حديثه عن المواجهة مؤكداً أن "المواجهة ليست مغامرة، وقد حاول الملك عبدالله بن عبد العزيز وعن صدق بالمبادرة العربية وفق مبدأ الأرض مقابل السلام، وراهنوا عن صدق وظنّوا أن اميركا قد تفعل شيئًا، لكن لا الغرب ولا اميركا فعلوا شيئاً. وأنا طبعاً أؤيد خيار المواجهة، وهذا هو خيارنا في الأساس عندما كنّا مع سوريا نواجه التقسيم وهذا تاريخنا، وأنا لم اخرج من تاريخي، ولكن من حقّنا أيضاً أن نحلم في يوم ما بتلك الدولة القوية التي يمكنها ان تقرر في يوم ما، ولقد شاركت في مرحلة معينة مع المواطن اللبناني في ساحة الشهداء في 2005 الذي حلم بشيء، وقد حقّقنا الكثير، ولا بد اليوم من الالتفاف في الداخل على برنامج اقتصادي واجتماعي بعيدًا عن النتوءات الطائفية والمذهبية، وقد حلم كمال جنبلاط ايضا ولكنه من أقلية، وفي هذا الشرق الأقليات لا أحد يهتمّ لهم".
ووصف جنبلاط "حزب الله" بأنه "الفريق الاساسي في المواجهة"، لافتاً إلى أن العلاقة معه جيدة، وأنه "مر الزمن على التشنج معه، وطوينا الصفحة عندما استقبلني السيد حسن نصرالله ونطويها على الارض ونختبر النيات من أجل مواجهة ما قد يأتي علينا".
وعن علاقته مع المسؤولين السوريين قال: "كنت دائماً على تواصل مع العماد حكمت الشهابي عندما كان في باريس، ولكن بعد ان عاد الى دمشق توقف الاتصال، ولا أنسى أيضًا أن عبد الحليم خدام والشهابي وغازي كنعان الذين كانوا يشكلون لجنة لبنان، وربما في لحظة تخلّي دخل خدّام في شيء مغلوط وهذا شأنه، وانقطعت عن العلاقة معه".
وفي نهاية المقابلة، اعتبر جنبلاط أنه "اليوم بداية طريق جديدة. في عام 1977 كانت المحنة كبيرة وصمدنا وقطعنا، وكم كلّف هذا الموضوع اللبنانيين، واليوم عندما أُقفل موضوع 16 آذار 1977 أيضاً أُقفل معه موضوع الشهداء الابرياء الذين قضوا لحظة اغتيال كمال جنبلاط بفعل الجهل، ولقد فتحنا صفحة مصالحة مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يجب ان تستمر، وعسى ان تكون طاولة الحوار صفحة مصالحة على مستوى اوسع".

حسن عباس
السبت 13 مارس 2010