نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺟُﻊ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻸﺳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ





ﻧﺸﺮﺕ " ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ " ، ﻭﻫﻲ ﻣﺆﺳّﺴﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻣﻘﺮّﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﻭﺭﻗﺔً ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺃﻭﻟﻴّﺔ ﻟﻠﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴّﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ " ، ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﺃﻟﻴﻤﺎﺭ ﻻﺫﻗﺎﻧﻲ، ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ‏( ﻭﺗﻜﺒﺢ ‏) ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭ " ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ، ﻭﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗّﺒﻌﺘﻬﺎ ﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﺧﺮﻯ ." ﻓﻀﻼً ﻋﻦ " ﺭﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ " ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨّﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﺪّ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﻻﺀً ﻟﻸﺳﺪ، ﻟﻴﺲ ﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺘﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻷﻥّ ﻧﺤﻮ %50 ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ، ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ


طرطوس مركز احتجاجات متواصلة - مواقع سورية
طرطوس مركز احتجاجات متواصلة - مواقع سورية
 
  .
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻧﺸﻄﺎﺀ ﻋﻠﻮﻳﻴﻦ، ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، " ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕٍ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻧﺤﻞ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺪﻓﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﺮ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺾّ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ " ، ﻓﻠﻮﺣﻘﺖ ﺑﺸﺪّﺓ، ﻭﻗﻀﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ . ﻭ " ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ " ، ﻭﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻋﻠﻮﻳﻴﻦ، ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺳﺮّﺍً ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ . ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤّﻨﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕٍ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔً ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ، ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻮﻳﻮﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﻭﺭﻳﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺷﻬﺪ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﺻﺪﺍﻣﺎﺕٍ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ . ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺸﺒّﺎﻥ " ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ " ، ﺑﺪﻋﻢٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ، " ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺤﺜﻴﺚ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺑﻠﺪٍ ﻳﻘﻴﻬﻢ ﻣﺪّﺓ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ." ﻭﺧﻠﺼﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ، ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ " ﻧﺸﻮﺏ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺧﺪﻣﻴّﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﻴﺸﻴّﺔ، ﻗﺪ ﺗﺘﻄﻮّﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ ﻭﻃﻨﻴّﺔ، ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻫﺸّﺔ ﻭﺿﻌﻴﻔﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈّﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ."
ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻬﺎ، ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺒﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً . ﻭﻳﻔﺘﻘﺮ ﺍﻟﺘﻄﺮّﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﻗﻠّﺘﻪ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﻔّﻲ، ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﺗﻐﻴّﺮﺍﺕٍ ﻋﻤﻴﻘﺔٍ ﻃﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ، ﻭﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔٍ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗّﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﻈﺎﻡ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺷﺒّﺎﻧﻬﻢ ﻭﻗﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻪ ﻟﺴﺤﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺘﻪ . ﺭﺑّﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺇﻋﻼﻣﻴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮّﺭﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻘﻮّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻗﺼﺪﺍً ﻭﻋﻦ ﻭﻋﻲ، ﺿﻤﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻄﺎﺏٍ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﻓﺌﺎﺕٍ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﻘﺎﻃﻪ، ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺕ " ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ " ﻣﺤﺪّﺩﺍً ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﺗﺸﻤﻞ ﻫﻮﻳّﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺮﻛّﺒﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘَﺴَﺐ، ﻭﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﻴﻦ ﻣﻌﻠﻮﻑ " ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻠِّﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ " ، ﺣﻴﺚ ﻳُﺴﺘﻌﺎﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺑﻌﻨﺼﺮ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﺎ ‏( ﺩﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﻣﺬﻫﺒﻲ ﺃﻭ ﻗﻮﻣﻲ ... ﺇﻟﺦ ‏) ، ﻣﺨﺘﺰﻻً ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻛﻠّﻬﺎ ﻭﻣﻌﺒّﺮﺍً ﻋﻨﻬﺎ . ﻭﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔً ﺃﻭ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔً ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺟّﻬﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ . ﺳﻴﺨﺘﻠﻒ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺮﺀ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ، ﺣﻴﻦ ﻳﻌﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻳﻌﺮّﻑ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻃﺒﻘﻲ، ﻣﺜﻼً، ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺇﻣّﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮّﻑ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻣﺴﺘﻠَﺐَ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، ﻭﻣﻔﻘﺮﺍً ﺑﻔﻌﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺘﺴﻠّﻂ، ﻧﻬّﺎﺏ ﻭﻓﺎﺳﺪ، ﻓﻴﺒﻨﻲ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﺎﺱ، ﺃﻭ ﻳﺘّﺨﺬ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕٍ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻟﻪ ﻭﻟﻬﻢ، ﻓﻴﻨﺤﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ، ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ " ﻣﺼﺎﻟﺢ " ﻣﺘﺨﻴّﻠﺔ، ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ " ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻠّﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ."
ﻋﻤَﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ، ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺇﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ " ﺭﺃﻱٍ ﻋﺎﻡ " ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻳّﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﺹ، ﻋﺒﺮ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ، ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕٍ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔٍ ﻭﻣﺬﻫﺒﻴﺔ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻫﻢ ﺇﺫ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺿﺪّ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺪ، ﺑﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔً ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪَ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡَ ﻓﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﺮﻭﺯُ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕٍ ﻣﺴﻠّﺤﺔٍ ﺗﺘﺒﻨّﻰ ﻧﻬﺠﺎً ﺗﻜﻔﻴﺮﻳﺎً، ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ . ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ، ﻟﻮﻧﺎ ﺍﻟﺸﺒﻞ، ﻟﺘﻜﺮّﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﺧﻄﺎﺏَ ﻗﺴَﻢ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ، ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮﺕ ﺗﺬﻣّﺮَ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﻣﻄﺎﻟَﺒﺘَﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡَ ﺑﺜﻤﺎﺭ " ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ " ، ﻗﺎﺋﻠﺔً ﺇﻥّ ﺃﺣﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ " ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ " ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ !
ﻓﻬﻞ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻷﺳﺪ؟
-----------
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
 

ﻃﺎﺭﻕ ﻋﺰﻳﺰﺓ
السبت 8 يوليوز 2023