تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


أسئلة الملف النووي السوري......فرنسا تدعو سوريا لانتهاج "الشفافية" مع وكالة الطاقة الذرية




باريس - اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان باريس "تدعو سوريا الى اظهار التعاون والشفافية الضرورين بهدف كشف كل الحقيقة حول انشطتها النووية الماضية والراهنة".


تخطيط من دير شبيغل لعملية الهجوم الاسرائيلية على موقع الكبر السوري
تخطيط من دير شبيغل لعملية الهجوم الاسرائيلية على موقع الكبر السوري
وبعدما تحدثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا عن عدم تعاون سوريا معها، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ردا على سؤال ان "عددا من المسائل لا تزال عالقة، وخصوصا حول طبيعة موقع دير الزور".

والاثنين، اعلنت الوكالة الذرية انها لم تستطع تحقيق اي تقدم منذ عامين على صعيد التحقيق في شان الانشطة النووية غير القانونية المفترضة لسوريا لان دمشق لا تزال ترفض التعاون.

وفي تقرير سري اطلعت عليه فرانس برس الاثنين في فيينا، افادت الوكالة الاممية ان سوريا "لم تتعاون مع الوكالة منذ حزيران/يونيو 2008 بشان المواضيع التي لم تحل والمرتبطة بموقع دير الزور والمواقع الثلاثة الاخرى المرتبطة به".

وتتهم الولايات المتحدة سوريا بانها سعت سرا الى بناء مفاعل نووي في موقع دير الزور، في الصحراء، بمساعدة كوريا الشمالية قبل ان يقصفه الطيران الاسرائيلي في ايلول/سبتمبر 2007.

ورصد مفتشو الوكالة "اثارا مهمة" ليورانيوم صنع في الموقع نفسه الامر الذي لم تقدم له دمشق تفسيرا حتى الان.
وطالبت الوكالة ايضا بالسماح لمفتشيها بدخول ثلاثة مواقع اخرى تعتقد انها مرتبطة بموقع دير الزور من دون نجاح حتى الان.

هذا وقد تصاعدت في الاشهر الاخيرة هجمة الصحافة الأمريكية على مقاربة الرئيس أوباما للتعاطي مع سوريا بإعتبارها دولة غير جديرة بالثقة، وأن هذا الأسلوب الدبلوماسي تسبب بإهانة الولايات المتحدة والسخرية منها على العلن. فقد رأوا إنّ عملية قيام حوار بين الولايات المتحدة وسوريا لا يتم من خلال تحريك ضغوط قد تمارسها وكالة الطاقة الذرية، وهذه الضغوط مرشحة أن تصل إلى مجلس الأمن، من خلال الدفع نحو عمليات تفتيش خاصة في مراحل لاحقة، على غرار المثال العراقي بين 1991 و 2003، فتعطي درساً لسوريا لوضع قواعد جديدة للعبة.

إليوت أبرامز، عضو مجلس الأمن القومي في عهد ريغان وبوش الإبن،كتب "في مجلة Weekly Standards، ": أنّ سلوك الأسد يثير الدهشة فقط إذا كنت تنظر إليه باعتباره باحثاً عن السلام، وربما هذا التوجه "الأوبامي" للتعاطي مع الأسد. لكن لن تفاجىء أبداً اذا كنت ترى بشار الأسد على حقيقته بإعتباره دكتاتوراً مفزعاً يعتمد على النظام الإيراني لمصالح سياسية ومالية وعسكرية.

لغز دير الزوز يحله عميل سوري لدى الموساد

الملف النووي السوري بدأ الكلام عنه قبل وقت طويل من توجيه الضربة لمنشأة "الكبر" في دير الزور. فنائب مدير المخابرات والتحليل الوطنية الأمريكية ذكر عام 2004، أن المحققين الباكستانيين قد أكدوا له أن عبد القدير خان، العالم الباكستاني النووي الذي كان يدير برنامجا سرياً، قدم منتجات ومعدات وتكنولوجيا نووية لسوريا". كما أفادت التقارير الصحفية في عام 2004 بأن خان قد زار سوريا في عدة مناسبات، واجتمع مع مسؤولين سوريين كبار في ايران. بينما نفت سوريا هذه، اعترف بشار الأسد في مقابلة عام 2007 مع صحيفة نمساوية انه تلقى رسالة من خان في عام 2001. وادعى أنه رفض فيها اقتراح خان، "بإعتباره فخاً اسرائيلياً".

تقرير لشبكة ِ"ABC "الأمريكية عام 2007 نقل عن الموساد الإسرائيلي معلومات تقول بأن سوريا كانت تبني منشأة نووية سرية في صيف ذلك العام، وقد تمكن عملاء الموساد من تجنيد أحد العمال من داخله, وقد وفّر لها معلومات استخبارية بالغة الدقة. ومن خلال هذا المصدر، حصل الموساد على لقطات فيديو، وكذلك صور فوتوغرافية لداخل المنشأة، وساهم في حسم المسألة بأنّ منشأة "الكبر-دير الزور" كانت فعلا منشأة نووية (مع هيكل اسطواني كبير ومحطة للضخ ، وسائر التجهيزات).
الإستخبارات الاسرائيلية, وبحسب "الجيروزالم بوست"، أوصلت هذه المعلومات لوكالة المخابرات المركزية، التي إستعانت بـ" الاقمار الصناعية وساعدت اسرائيل في تحديد احداثيات الموقع والتخطيط لضربه". البلدين ناقشا إمكانية قيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربة؛ المسؤولون الاميركيون درسوا هذه الخيارات. في النهاية ، وجه البيت الابيض رسالة تقول "ان الولايات المتحدة فضلت عدم الهجوم". في الواقع حاول كل من وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس إقناع إسرائيل بعدم القيام بالهجوم ".

من جهته، أعلن مديرعام وكالة الطاقة الذرية, وبشكل رسمي، مجلس الحكام بتاريخ 2 حزيران 2008 أن منشأة دير الزور التي دمرتها إسرائيل في أيلول 2007 كانت مفاعلاً نووياً ترفض سوريا الإعتراف به. وبعد أن تمكنت الوكالة من الوصول الى الموقع في 23 حزيران 2008، أخذ خبراؤها عينات من بيئة المكان وفي حين أنه لا يمكن استبعاد ان المبنى الذي دمر كان يعدّ للاستخدامات غير النووية، لكن الوكالة جزمت أنّ ملامح البناء وقنوات الاتصال للموقع وما يرتبط به من توصيلات لضخ مياه التبريد تشبه إلى حد كبير مواقع المفاعلات النووية. وقد زاد من التأكيد وجود كميات كبيرة من الـ"باريوم سولفيت" و"الغرافيت". كما أن الكثير من الأسئلة أثيرت عن سبب قيام السوريون، بعد القصف مباشرة، بجرف المنطقة، وتشييد مبنى مشابه تماماً للمبنى القديم والتخلص من الدمار في مكان لا يزال مجهولاً ويرفض الكشف عنه. هذا الأمر حدا دايفيد أولبريت، محقق الأمم المتحدة السابق في قضايا التسليح ورئيس معهد العلوم والأمن العالمي ISIS للتصريح لصحيفة نيويورك تايمز أن "سوريا كانت تخفي شيئاً كبيراً وعمدت إلى تدمير الدليل على وجوده وهي تملك الأجوبة على جميع الأسئلة".

أما الدليل الحاسم على أن دير الزور منشأة نووية فهو وجود اليوانيوم الطبيعي غير المصرح عن وجوده في سوريا. ولدى سؤال السوريين عن ذلك، كانت إجابتهم أنّ اليورانيوم هو من بقايا الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت على الموقع.

الوكالة الدولية رفضت هذا التفسير بالإضافة إلى الإدعاء الآخر أنّ المنشأة هي عسكرية وغير نووية، حيث كانت الوكالة طوال سنتين تطالب سوريا بإثباتات على هذا الإدعاء من دون الحصول على جواب. ومن هذا المنطلق، حثت الوكالة الحكومة السورية على تلبية الطلبات المتعلقة بالإطلاع على معلومات عن الموقع بالإضافة إلى ثلاث مواقع أخرى تهم الوكلة الدولية.

كوريا الشمالية تتعاون مع إيران للتخصيب على الأرض السورية

سوريا التي تعاني من إقتصاد متداع وقلة في التجهيزات الفنية والجهاز البشري القادر على التعامل مع التكنولجيا الحديثة، كان لا بد لها من معونة أجنبية. الادميرال دينيس بلير أدلى بشهادته امام الكونغرس بتاريخ 16 كانون الاول 2009، حين قال بأن كوريا الشمالية قد باعت في الماضي صواريخ باليستية ومواد اخرى لعدة بلدان في الشرق الأوسط ، بما في ذلك إيران وقامت بمساعدة سوريا ببناء مفاعل نووي. وفي تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس بتاريخ 5 كانون الثاني 2010 تبيّن أن التعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية يعود للعام 1997 حين كان حافظ الأسد يفتش عن نظرة مستقبلية لسوريا تمكنها من ولوج المرحلة القادمة "للصراع على الشرق الأوسط".

صحيفة دير شبيغل الألمانية اشارت بتاريخ 23 حزيران 2008 الى تقارير استخباراتية تؤكد أنّ علماء من كوريا الشمالية وايران كانوا يعملون معاً في موقع المفاعل في وقت القصف الاسرائيلي. وقد كان ينظر إلى المفاعل بأنه مخصص لإنتاج البلوتونيوم لاغراض عسكرية باعتبارها ملحقة ببرنامج التخصيب الايراني.

هذه المعلومات كشفت عنها كذلك تقارير مماثلة فقد تحدّث سانكي شيمبون من الصحيفة اليابانية عن التعاون الكوري الشمالي مع الحرس الثوري الايراني في المفاعل السوري. وقد ذكرت هذه الصحيفة في أيلول 2008 أن مصدراً مطلعاً على القضية النووية السورية أنّ هناك مقراً في ايران يضم منشأة اعادة معالجة البلوتونيوم مصممة لمعالجة الوقود النووي القادم من سوريا بالإضافة إلى زيارات مكثفة لمسؤولين ايرانيين للمفاعل السوري بين عامي 2005 و 2006.

وفي تقرير لوكالة" Federal News Service ب" تاريخ 6 نيسان 2009، وعلى أساس المعلومات التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية، فهذا الموقع يتضمن بقايا نووية للبرنامج الذي شرعت في بنائه سوريا. فنمط المفاعل، والسرية التي تم بناؤه بمساعدة الكورية الشمالية، والجهود المبذولة لإخفائه؛ تؤكد وجود نوع من اليورانيوم في تشابه مع موقع كوري شمالي في يونغبيون، ويتساءل التقرير "توجه دولة الى جهد بناء هذا المفاعل النووي ما لم يكن هدفها تطوير أسلحة نووية.

وربما ما يزيد من إحتمال وجود الإيرانيين والكوريين الشماليين في الموقع هو ما أعلنه تقرير وزراة الدفاع الأمريكية عن إنتشار الأسلحة النووية للعام 2001 والذي ذكر فيه أن سوريا تفتقر بالدرجة الأولى للكادرات المدربة والكفوءة في مجال الطاقة النووية بالإضافة إلى البنية التحتية اللازمة للشروع في مشروع لإنتاج أسلحة نووية.

لعبة الحبل المشدود بين سوريا والطاقة الذرية

يشكل المشروع النووي السوري رابع فشل لإتفاقية الحد من إنتشار السلاح النووي ووكالة الطاقة الذرية بعد البرنامج العراقي في الثمانينات، والإيراني بدءا من التسعينات، واللليبي الذي كشف عنه بدءا منذ العام 2000.

وكالة الطاقة الذرية تؤكد على مراوغة سوريا في تعاطيها مع هذا الشأن وتشدد الوكالة على ان مصداقية دمشق مشكوك بأمرها إلى حد بعيد. فمنذ إكتشاف بقايا اليورانيوم في موقعين سوريين، أخذت علاقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسوريا طابع المشي على حبل مشدود، قد يصل إلى تصادم قريب. فقد عثر مفتشو الوكالة على آثار يورانيوم في موقع دير الزور النووي وهو الذي لم يأت ذكره ضمن قوائم الجرد التي أعلنتها سوريا.

من جهتهم يقول السوريون ان مصدر اليورانيوم هو الصواريخ الاسرائيلية التي استخدمت لتدمير مفاعل الكبر في أيلول 2007. ولكن المزيد من جزيئات اليورانيوم تم اكشافها في موقع ثان بالقرب من دمشق، حيث يوجد مفاعل مصغر من النيوترون. وقدد علل السوريون ذلك من تراكم العينات والمواد المستخدمة في التحليل للنشاط النيوتروني.

لكن مصادر وكالة الطاقة الذرية تقول أنها ليست في معرض قبول مثل هذه التفسيرات وهي تمارس ضغوطاً على دمشق للحصول على إجابات أكثر وبالتحديد معرفة مصدر اليورانيوم. وقد شرعت هذه الوكالة بتحقيقاتها الخاصة لأنه من المؤكد ان الحكومة السورية لا تقول الحقيقة. فالوكالة تتشدد حالياً في مسألة شد الحبل تجنباً لسلوك سوريا المراوغ.

المسؤولون الاميركيون في مجال مكافحة انتشار الأسلحة النووية لم يقتنعوا كذلك الأمر بل تقول وجهة نظرهم أنّ "سوريا لديها سوابق في اخفاء انشطتها النووية. فالعالم كله رأى إخفائهم لمفاعل الكبر الذي دمر في عام 2007. وقد تنامى الشك الأميركي في هذا الأطار نتيجة العلاقة الوثيقة التي تربط سوريا بإيران، والتي رفضت الخضوع للإرادة الدولية لوقف برنامجها للاسلحة النووية وأنشطة الإنتاج الذرية، وهناك قلق جدي في أن تكون سوريا هي التالية على نفس الطريق.

ووفق مركز دراسات معهد بوتوماكfor Policy Studies Potomac Institute"" ينبغي أن تشكل قضية سوريا النووية مصدر قلق كبير" ، وبحسب ديفيد كاي الباحث البارز في المعهد "إذا كان بإستطاعة الدول, من تلقاء نفسها، وسراً اتخاذ الترتيبات اللازمة للحصول على الأقل على جزء من دورة إنتاج الأسلحة النووية فإنها لن تتوانى عن القيام بما يلزم لإنتاجها.

وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 21 كانون الثاني 2010، حملت الوكالة الدولية نتائج الإختبارات التي أجرتها على عينات عدة تمّ إستخراجها وطالبت فيها بالمزيد من التحقيقات. لكن الحكومة السورية ردت على ذلك في 10 شباط 2010، رافضة طلب الاجتماع الذي تقدمت به الوكالة. وبكل وضوح، أعلنت وكالة الطاقة الذرية هذا الشهر بأن سوريا لم تتعاون مع الوكالة منذ حزيران 2008 ولم تحل المسائل المتصلة بموقع دير الزور الموقع وغيره من المواقع الثلاثة الأخرى. ونتيجة لذلك، فإن الوكالة لم تتمكن من إحراز تقدم نحو حل معضلة هذه القضايا المتصلة بتلك المواقع. فالمطلوب من سوريا توفير كامل المعلومات عن جميع المواد النووية لديها، وتزويد الوكالة بتصريح للوصول إلى جميع الجهات ذات الصلة وكل الوثائق المطلوبة.

ومن دون أدنى شك، فقد باءت السياسة الأمريكية للتقرب من دمشق بالفشل وتم إذلال سيد البيت الأبيض الذي غدا الآن أمام خيارات صعبة قد تؤدي إلى تغيير دراماتيكي في إستراتيجيته بعد أن إستنفذ مخزون المبادرات وبدأت خيارات أخرى تلوج بالأفق قد لا يكون أقلها خيار عقوبات على سوريا ومواجهتها على أساس نشاطاتها النووية. فهل سيفضي هذا التوجه المحتمل إلى سيناريو شبيه بإيران أو ربما العراق؟

التصعيد الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعزز كل الاحتمالات لكن المشكلة الكبرى امام اميركا من اين تبدأ ؟من ايران ام من سوريا؟ ام ان المسارين مترابطان ؟ اسئلة تنتظر إجابات سياسية او عسكرية لن يطول امدها

ا ف ب - وكالات - طارق نجم
الاربعاء 8 سبتمبر 2010