نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ


أكاديميون وأدباء يسبرون أغوار تجربة التناص مع الموروث الشعبي في الرواية الجزائرية




الجزائر-انشراح سعدي - قال الدكتور عبد الحميد بورايو ل "الهدهد الدولية" إن ملتقى الروائي الجزائري رشيد ميموني –كاتب باللغة الفرنسية -أخد هذه السنة في دورته المختتمة اليوم أبعادا اكبر، إذعني بتوظيف التراث الشعبي في الرواية الجزائرية بشكل عام وعلاقة هذا التوظيف بمختلف المراحل التاريخية .
وأضاف الباحث عبد الحميد بورايو من بين المحارور الجديدة في الملتقى محور الكتابة والشفوية وطبيعة العلاقة بالرواية الجزائرية وعولجت بعض الموضوعات المتعلقة بكيفية توظيف التراث والتي تتعلق مباشره بالتناص أي علاقة نص روائي بنصوص مستمدة من التراث الشعبي الجزائري.


الاكاديمي الدكتور عبد الحميد بورايو
الاكاديمي الدكتور عبد الحميد بورايو
وكان الدكتور عبد الحميد بورايو قد أكد في مداخلته أن حضور التراث والموروث الشعبي هو ملاحظ بشكل كبير في الكتابة الروائية الجزائرية سواء المكتوبة بالفرنسية أو العربية وذلك منذ الأربعينيات، مستشهدا بأعمال عدد من الكتاب مثل كاتب ياسين ومولود معمري ومالك حداد ومولود فرعون ورشيد ميموني، مضيفا أن التناص مع الموروث الشعبي مازال يترجم في النصوص الروائية إلى غاية يومنا الحالي وعاد الباحث ليستشهد بفترة السبعينيات والثمانينات في مسح تاريخي تأكيدي لما قال إذ يلاحظ ذلك من خلال كتابات الروائيين "عبد الحميد بن هدوقة "و" الطاهر وطار".

وواصل الباحث المسح التاريخي يظهر توظيف الموروث الشعبي من قبل الروائيين الجزائريين الشباب من خلال كتابات العديد منهم مثل الكاتب" حسين علام " و" عبد الوهاب بن منصور" وهذا ما يؤكد أن هذه الخاصية ملازمة لأغلب الكتاب والروائيين الجزائريين كما قال.

وقال بورايو إن أعمال الروائي رشيد ميموني لم تخلو من الموروث الشعبي الذي حاضر في أعماله بشكل لافت مثل ما نجده في روايته "شرف القبيلة" أين طرح موضوع القطيعة مع التراث، وفي رواية "حزام الغولة"أين تطرق إلى الحياة اليومية للإنسان العادي الجزائري من خلال كلامه وتعامله مع الآخرين.

وأكد بورايو أن الاستخدام الجيد للموروث الشعبي في الكتابة الأدبية يعطيها ميزة خاصة ويخلق التواصل بين الأجيال والثقافة الوطنية التي نروم بناءها.

وأشار عبد الحميد بورايو إلى أهمية الاهتمام بالتراث الشعبي وتسجيله بالوسائل التكنولوجية الحديثة حتى يتسنى للكتاب والروائيين الشباب وغيرهم من الفنان استعماله وتوظيفه في كتاباتهم حتى يكون هناك تواصلا ثقافيا بين الأجيال.

ونحا الدكتور مرزاق بقطاش منحى سابقه في توظيف الموروث الشعبي من قبل الروائيين الجزائريين، وأكد أن استعماله من قبلهم كان بطريقة تلقائية أو بطريقة عقلية مقصودة، مثلهم مثل الكتاب العرب في القديم، مشيرا إلى أن كاتب ياسين في روايته "نجمة" لم يستطع أن يفلت من توظيف الموروث الشعبي حيث وظفه توظيفا تلقائيا.

وفي هذا السياق قال مرزاق بقطاش "لا أستطيع أن أتصور كاتبا جزائريا بعيدا عن الخطين المتوازيين وهما التوظيف التلقائي للموروث الشعبي والتوظيف العقلي المقصود له".

وحول توظيف الراحل رشيد ميموني للموروث الشعبي في أعماله، أكد بقطاش أن ذلك كان واضحا في أغلب أعماله كرواية "طومبيزا" ويظهر ذلك من خلال تسميتها التي تعني طفلة سمينة، و"حزام الغولة" وهي كلمة من التراث أيضا.

كما أكد بقطاش من جانبه على أهمية الحفاظ على الموروث الشعبي والموروث الثقافي بصفة عامة واستعماله في الأشكال الفنية والأدبية بشكل يسمح تناقله بين الأجيال.

لم يكن الروائي والقاص الجزائري جيلالي خلاّص لينافي ما قاله بورايو وبقطاش في توظيف الموروث الشعبي من قبل الكتاب الجزائريين، مؤكدا أن بعض الروايات اجتمع فيها التوظيف التلقائي والعقلي للموروث الشعبي في نفس الوقت..

وأضاف جيلالي خلاص من جهة أخرى أن رواية "شرف القبيلة" هي أكثر الروايات التي وظف فيها ميموني الموروث، من خلال حكايات ال"القوالين" أو "المداحين في الأسواق".

وأكدت القاصة زهور ونيسي أن الكتاب الجزائريين لديهم التصاق وثيق بالموروث الشعبي ، مشيرة إلى أن الموروث الشعبي الجزائري مليء بالقيم الأخلاقية وقيم النضال والكفاح والحرية والعدالة.

وأضافت زهور ونيسي أن كل الروايات الجزائرية التي اعتمدت في مضمونها على الموروث الشعبي تكون دائما ناجحة، وتكون قد جعلت نفسها همزة وصل بين الحاضر والماضي، وقالت " لا يمكن أن يكون الإنسان عالميا إلا إذا انطلق من أرضيته المحلية".





ومن جهة أخرى اتفق الأدباء والكتاب المتدخلون بالملتقى الوطني "رشيد ميموني للرواية الجزائرية"على أن توظيف الموروث الشعبي من قبل الروائيين الجزائريين تلقائي حيث نجده في أغلب الروايات سواء المكتوبة باللغة العربية أو المكتوبة باللغة الفرنسية ، وأن معظم الكتاب الجزائريين ينهلون من التراث الشعبي ويستخدمون عناصره في رواياتهم.

وقد شهد هذا الملتقى تكريم عدد من الأدباء والروائيين بجائزة الاستحقاق الأدبي وهم زينب الأعوج وحبيب أيوب وعبد القادر بوضربة الفائز بجائزة"علي معاشي 2009".

انشراح سعدي
الثلاثاء 16 فبراير 2010