نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


الأطفال المرضى في الإمارات .. أمراء وأطباء وضباط شرطة




أبوظبي - أحمد هاشم - ظل الطفل خالد طارق، المصاب بمرض خطير لا شفاء منه، يحلم كثيرا بلقاء نجم المنتخب البرتغالي ونادي ريال مدريد الإسباني، كريستيانو رونالدو.

وكانت هذه الرغبة، حلما يصعب تحقيقه، كون طارق يعيش في الإمارات، ولا يملك القدرة على السفر إلى اسبانيا، ولا يملك وسيلة للتواصل مع النجم العالمي.


 
لكن مؤسسة "تحقيق أمنية" الإماراتية، استطاعت ان تحول حلم الطفل المريض إلى حقيقة، ليجتمع خالد برونالدو في جلسة جرت بمدينة دبي.

ولم يكن هذا الحلم هو الوحيد الذي تحققه مؤسسة "تحقيق أمنية"، بل هناك أكثر من ألفي أمنية لأطفال مرضى من مختلف الجنسيات العربية والاوروبية والاسيوية وحولتها المؤسسة إلى واقع.

ومؤسسة "تحقيق أمنية"، هي مؤسسة تطوعية غير ربحية، تهدف إلى رعاية الأطفال المصابين بأمراض خطرة، والاستماع إلى احلامهم وامنياتهم مهما كانت كبيرة، وتحويلها إلى حقيقة لإسعادهم. وبدأت المؤسسة نشاطها عام 2003 وتعمل على تحقيق أمنيات الأطفال المرضى ممن يعانون من الأمراض التي تهدد حياتهم. وكل أسبوع تقريبا، تحقق المؤسسة حلم طفل بلقاء شخصية شهيرة، او السفر لمتنزهات عالمية، ومواقع سياحية، واقتناء العاب وأجهزة الكترونية ذات أسعار عالية، او ممارسة مهن مختلفة، مثل التحول إلى أطباء ومهندسين ورجال إطفاء وضباط شرطة.

وتقول والدة الطفل خالد طارق إن ابنها كان ينتظر كثيراً لتحقيق أمنيته بلقاء اللاعب البرتغالي رونالدو، ويرجو أن تتحقق في وقت قريب، وعندما علمت مؤسسة "أمنية" بهذا المطلب، سارعت بالتواصل مع اللاعب ومدير اعماله، ونجحت في تنسيق موعد للقاء الطفل خلال زيارة اللاعب لدبي.

وتضيف الأم: السعادة التي علت وجه ابني لم أرى مثلها منذ ولادته، وكاد أن يطير من الفرحة بعد تأكيدات قوية من مسؤولي المؤسسة بوصولهم إلى اتفاق مع مدير أعمال اللاعب بالموافقة على لقاء خالد.

ولم يخف الطفل خالد /15 سنة/ سعادته بتحقيق أمنيته بلقاء رونالدو، وقال إنه كان في حلم أمام اللاعب ولم يصدق للوهلة الأولى أنه أمام رونالدو الذي يتسابق الجميع لالتقاط الصور التذكارية معه في جميع الأوقات والمناسبات.

وقبل أيام، أعربت الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان رئيسة مؤسسة "تحقيق أمنية "عن فخر المؤسسة بالوصول إلى تحقيق الأمنية رقم 2000 والتي كانت أحد الأهداف الأساسية للمؤسسة للعام الجاري. وذكرت أن المؤسسة استطاعت خلال العام الماضي تحقيق أمنيات نحو 428 طفلاً في دولة الإمارات ينتمون إلى 22 جنسية من مختلف دول العالم.

وأكدت حرص المؤسسة على الاستمرار في جهودها الإنسانية لإيصال رسالتها النبيلة للعالم، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات الرامية إلى تحقيق أمنيات الأطفال الذين يعانون مشكلات ومعوقات صحية ونفسية وغيرها على مستوى الدولة.

و أشادت بالدعم المستمر من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد للمؤسسة، الأمر الذي يعكس التزام المجتمع الإماراتي بالعمل الخيري والإنساني إضافة إلى كادر العمل والمتطوعين والتزامهم بتحقيق أهداف مؤسسة تحقيق أمنية السامية في دعم شريحة الأطفال المرضى في الإمارات وخارجها.

وأضافت "الإمارات من الدول السباقة في المجال الإنساني، ونحن في المؤسسة نعكس هذه الجهود التي تنسجم مع توجهات دولتنا في تقديم الدعم والمساندة للحالات المحتاجة للمساعدة".

وقالت إن "تحقيق أمنية" تكثف جهودها لإيصال رسالتها الإنسانية بالتعاون مع عدد كبير من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة التي أسهمت في دعم أهدافها النبيلة، إذ يختار الأطفال الذين يتقدمون بطلباتهم للمؤسسة بين فئات الأماني المتنوعة، منها مقابلة شخصية شهيرة أو الذهاب في رحلة لمكان يختارونه، أو الحصول على شيء يرغبون فيه، أو أن يكونوا ليوم واحد مثلما حلموا أطباء أو عناصر شرطة أو أميرات. وتحرص "تحقيق أمنية" على التواصل مع المستشفيات والجهات ذات العلاقة بالدولة التي تعالج الأطفال، ولا تقتصر أنشطتها على الإمارات، إذ تهدف للوصول إلى أطفال العالم العربي المرضى لإسعاد أكبر عدد منهم، وحققت خلال 2014 و2015 أمنيات 126 من أطفال مركز الحسين للسرطان بالأردن.

ومن أبرز الأمنيات خلال 2015 تحقيق أمنية الطفلين خالد وناصر في مقابلة اللاعبين عمر عبدالرحمن وجيان من فريق العين، وتحقيق أمنية الطفل أحمد خالد لمقابلة المطرب محمد عساف، في حين أصبحت الطفلة رغد أميرة لمدة يوم واحد، إضافة إلى تنظيم رحلات لأداء العمرة لـ24 طفلاً.

وقد احتفلت المؤسسة بتحقيقها الأمنية رقم 2000 منذ تأسيسها عام 2003 للإماراتية زينة التي تبلغ من العمر 17 عاما وتعاني من مرض السكري من النوع الأول وتمنت تغيير ديكور وأثاث منزلها في عجمان بشكل كامل.

و تواصلت المؤسسة مع محلات كبرى للأثاث التي قامت باصطحاب زينة مع عائلتها إلى المعرض لاختيار الأثاث وغرف النوم والطعام بالإضافة إلى إرسال فريق مختص من مهندسي الديكور لمعاينة المنزل وتجهيز خطة تغيير كاملة.

وحجزت المؤسسة غرف فندقية لإقامة زينة وعائلتها في إمارة عجمان خلال عملية تجهيز المنزل والذي استغرق اسبوعا. وأبدت العائلة فرحتها بتحقيق أمنية زينة التي لم تصدق أنه منزلها فكل شيء بدا جميلا ومنسقا. وشاركت فروع مؤسسة تحقيق أمنية في احتفالات الامارات بـ " اليوم العالمي للأمنية " الذي يصادف التاسع والعشرين من أبريل من كل عام .

وتضمن الاحتفال إضاءة فنادق كبرى في أبوظبي ودبي باللون الأزرق احتفالا بالمناسبة .

وقال هاني الزبيدي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة إن "تحقيق أمنية" بدأت مشروعها التوسعي في ترجمة "أمنيات الأطفال" إلى واقع على مستوى الوطن العربي، خلال العام الماضي، حيث بدأت في الأردن، في حين تدرس حالياً نقل نشاطها الإنساني إلى دول عربية أخرى، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة فيها .

وبين أن حصاد "أمنيات الأطفال المرضى"، التي حولتها المؤسسة إلى واقع، يتضمن ما يفوق 50 حالة طلبت خلال الأعوام الماضية السفر وأداء مناسك "العمرة" مع أسرهم، وهو ما نفذته المؤسسة لهم، موضحاً أنها تقدم الفرصة في هذا النوع من الأمنيات للطفل المريض و3 من أفراد أسرته .

والقى الزبيدي الضوء على أكثر أمنيات الأطفال طرافة وغرابة، مما تلقته المؤسسة منها أمنية لطفلة مصابة بمرض خطر، كانت تبلغ حينها 7 أعوام، وتقضي أمنيتها بأن تقابل شخصية "باربي"، الدمية الشهيرة في العالم، ثم تطير على متن طائرة حول العاصمة أبوظبي، حيث تعيش الطفلة صاحبة الأمنية مع أسرتها، لترى العاصمة ومعالمها ومناطقها من الأعلى، وهو ما حققته لها المؤسسة، من خلال تكليف سيدة متطوعة بارتداء زي "باربي"، لتلتقي لاحقا الطفلة الصغيرة، التي طارت أيضاً حول العاصمة . ومن تلك الأمنيات أمنية طفل من رأس الخيمة، طلب من المؤسسة مؤخراً أن يمتلك ورشة نجارة، بصورة فاجأت المسؤولين عن المؤسسة، التي تجاوبت بدورها مع حلم الطفل، وتنسق حالياً مع أسرته، ونعمل حالياً على توفير الورشة داخل منزل الطفل وأسرته، وفق المقاسات المتاحة في المسكن، فيما ستزودها المؤسسة بأدوات النجارة، التي تناسب عمر الصغير .

واكمل: تحققت امنية الطفلة الباكستانية سارة عمران في أن تصبح أميرة لمدة يوم واحد وسط احتفاليه خاصة نظمتها مؤسسة "تحقيق أمنية" في فندق فاخر في أبوظبي بحضور عشرات الطلاب الذين شاركوها فرحتها في هذا اليوم.

واُستقبلت "الأميرة" سارة بحفاوة بالغة واحاطها الأطفال وموظفو الفندق بالورود وحملوها على أكتافهم في أجواء مليئة بالفرح والبهجة عند المدخل الرئيسي، وبعد ذلك انتقل الجميع إلى الصالة التي تم تخصيصها للاحتفال بالأميرة، حيث استمتع الحضور بالتفاعل مع الشخصيات الكرتونية والتقاط الصور التذكارية بالإضافة إلى عروض الساحر الشيقة وتقطيع قالب الحلوى، كما استضافت إدارة الفندق الطفلة وأسرتها لمدة ليلة واحدة.

وتعاني سارة "7 سنوات" من سرطان الدم "اللوكيميا" منذ أكثر من عام، وتتلقى العلاج في مستشفى توام في مدينة العين.

وكانت أمنيتها الأولى الدخول إلى المدرسة وتحققت بداية هذا العام. واعتبر الزبيدي أن أقسى الحالات والمواقف في مسيرة المؤسسة وعملها على تحقيق "أمنيات الصغار" المرضى، تتمثل في مفارقة عدد منهم الحياة، ممن سبق أن حققت أمنياتهم وعشنا معهم وشاركوا في فعاليات مشتركة مع المؤسسة، من الأطفال المصابين بأمراض خطرة، خصوصا بالأورام السرطانية وأمراض القلب .

ولفت إلى أن فرع المؤسسة في الإمارات هو أحد الفروع الرسمية لمؤسسة "تحقيق أمنية" الدولية، وهي من أبرز المؤسسات الخيرية التي تعمل في مجال رعاية الأطفال، وتمتلك 48 فرعا منتشرا في قارات العالم.

ويحرص فرع المؤسسة في الإمارات على تجسيد حلم الطفل على أرض الواقع في أجواء من الحب والمرح، حيث نظم طوال العام الحالي عشرات الفعاليات والحفلات للأطفال من سن الثالثة إلى 18 الذين يعانون أمراضا خطيرة تتهدد حياتهم.

ومؤخرا كرّم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في منطقة الخليج، مؤسسة "تحقيق أمنية" للعام الثاني على التوالي، تقديراً لدورها المتميز في تحقيق مئات الأمنيات للأطفال الذين يعانون أمراضاً خطرة تهدد حياتهم.

ويأتي التكريم تقديراً لاستمرارية المؤسسة في تقديم المبادرات والخدمات بمجال دعم الطفولة وتحقيقها أمنيات مئات المرضى من مختلف الجنسيات والشرائح في المجتمع.

أحمد هاشم
الثلاثاء 24 ماي 2016