
البرادعي ...تهميش متعمد
والخميس صرح نائب الرئيس المصري عمر سليمان ان الاخوان "مترددون وليسوا رافضين للحوار الذي هو من مصلحتهم"، فجاءه الرد سريعا في اليوم نفسه على لسان القيادي في تنظيم الاخوان محمد مرسي الذي قال انهم "ليسوا مترددين لكنهم يرفضون الحوار مع النظام بشكل قاطع".
الا ان الاخوان المسلمين اعلنوا ليل السبت الاحد قرارهم بالدخول في الحوار الاحد من دون تشاور مع الحلفاء المعارضين على ما يبدو. وقال احد اعضاء اللجنة المكلفة بالحوار طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "فوجئنا بقرار الاخوان ولم نبلغ به مسبقا".
وحرص الاخوان على مواكبة الحوار بحملة اعلامية واسعة.
ولم تمض ساعتين على انتهاء الجلسة الاولى للحوار حتى سارع اثنان من قياديي الاخوان الى عقد مؤتمر صحافي اعتبرا فيه ان ما تم التوصل اليه "غير كاف"، وان "ما حصل اليوم هو نقطة واحدة في طريق طويل"، من دون ان ينسيا الاشارة الى ان نجاح "الثورة" مرتبط ب"الضغط الشعبي الذي نقوم به والذي لا بد ان يستمر".
واتبع المؤتمر الصحافي ببيان مفصل يعرض فيه الاخوان ما حصل خلال جلسة الحوار بلهجة الراعي المشرف على هذا النقاش، الذي يضع نفسه على مستوى "متكافىء" مع اركان النظام المصري، مذكرا بان الشارع "المليوني" هو وسيلة الضغط الاساسية.
فالحوار حسب البيان جرى "من مركز متكافىء مع الطرف الاخر ووفق ارادة حرة، واستجابة النظام للمطالب الشعبية هي التي ستحدد الى متى سيستمر الحوار، كل ذلك والتظاهر السلمي المليوني مستمر لتحقيق مطالب الشعب".
محمد البرادعي ابرز الغائبين عن هذا الحوار شكك بنتائجه ولم يخف امتعاضه من تغييبه عنه، مع العلم ان الاخوان اعلنوا مرارا تأييدهم لتسلمه السلطة خلال مرحلة انتقالية متوقعة.
وقال البرادعي لشبكة ان بي سي الاحد "لم ادع للمشاركة في المفاوضات، لكنني اتابع ما يحصل"، معتبرا ان هذه العملية "غير واضحة" ومضيفا "لا احد يعلم من يتحاور مع من حتى الان (...) والعملية يديرها نائب الرئيس (عمر) سليمان والجيش، وتلك هي المشكلة".
والملاحظ ان بيان الاخوان لفت الى غياب "الشبان اصحاب الفضل في هذه الثورة المباركة" معتبرا انه "لا بد من تدارك ذلك في المستقبل"، الا انه لم يشر الى عدم دعوة البرادعي الى الحوار.
حول دور الاخوان المسلمين في هذا الحوار قال الاستاذ الجامعي في التاريخ المعاصر محمد عفيفي لفرانس برس ان الاخوان المسلمين "ليسوا الطرف الرئيسي في الثورة لكنهم الطرف الاكثر تنظيما فيها والاكثر تنظيما في التفاوض".
واعتبر انه "لو استمرت المعارضة الرسمية في حالة الاختلافات التي تعاني منها اليوم فان هذا الامر سيكون لصالح الاخوان الذين سيكونون في هذه الحالة الطرف الاقوى في التفاوض". واوضح انه يشير بكلامه الى الخلافات القائمة بين اطراف المعارضة الرسمية وخصوصا حزب الوفد وحزب التجمع والحزب الناصري.
وعن تغييب البرادعي عن المفاوضات مع اركان النظام لم يستغرب عفيفي هذا الامر. وقال "ان البرادعي يمثل روحا جديدة لدى المجموعات الشبابية وله تاريخ طويل في توجيه الانتقادات للنظام، والفكرة العامة عنه انه يحظى بدعم غربي وقد يترشح لرئاسة الجمهورية لذلك من المؤكد انهم سيتعمدون تهميشه".
وذهب عفيفي الى حد اعتبار ان "النظام في مصر قد يتفاوض مع الاخوان على مضض الا انه يفضل التفاوض معهم على التفاوض مع البرادعي".
من جهته اعتبر الباحث نبيل عبد الفتاح مدير مركز الاهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية ان "الاخوان المسلمين هم القوة الاقوى بين المفاوضين لانها تستند الى قاعدة سياسية واجتماعية والى درجة كبيرة من التنطيم" معتبرا انهم "يتمتعون بحس براغماتي كبير ولا شيء يحول دون ان يعقدوا صفقات مع النظام".
وراى ان الذي يساعد على اعطائهم هذه القوة ان الاطراف المعارضة معهم "ليس لها الوزن السياسي الكافي".
واعتبر من جهة ثانية ان النظام "يريد تهميش البرادعي لانه يملك خبرة كبيرة في العلاقات الدولية وعلاقات واسعة مع النخب في الغرب".
وقال انه لم يفاجأ بدخول جماعة الاخوان المسلمين الحوار لان المسؤولين فيها "يريدون ان يوجهوا رسالة تطمين الى الغرب بشكل عام بانهم لا يشكلون تهديدا للاستقرار السياسي في مصر وان لهم ثقلهم في المجتمع المصري".
ومن المتوقع ان يتواصل الحوار الذي يقوده نائب الرئيس المصري عمر سليمان مع الاحزاب والشخصيات المعارضة لفترة طويلة من اجل الاتفاق على تفاصيل الفترة الانتقالية التي تفصل عن انتهاء ولاية الرئيس المصري في الخريف المقبل.
الا ان الاخوان المسلمين اعلنوا ليل السبت الاحد قرارهم بالدخول في الحوار الاحد من دون تشاور مع الحلفاء المعارضين على ما يبدو. وقال احد اعضاء اللجنة المكلفة بالحوار طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "فوجئنا بقرار الاخوان ولم نبلغ به مسبقا".
وحرص الاخوان على مواكبة الحوار بحملة اعلامية واسعة.
ولم تمض ساعتين على انتهاء الجلسة الاولى للحوار حتى سارع اثنان من قياديي الاخوان الى عقد مؤتمر صحافي اعتبرا فيه ان ما تم التوصل اليه "غير كاف"، وان "ما حصل اليوم هو نقطة واحدة في طريق طويل"، من دون ان ينسيا الاشارة الى ان نجاح "الثورة" مرتبط ب"الضغط الشعبي الذي نقوم به والذي لا بد ان يستمر".
واتبع المؤتمر الصحافي ببيان مفصل يعرض فيه الاخوان ما حصل خلال جلسة الحوار بلهجة الراعي المشرف على هذا النقاش، الذي يضع نفسه على مستوى "متكافىء" مع اركان النظام المصري، مذكرا بان الشارع "المليوني" هو وسيلة الضغط الاساسية.
فالحوار حسب البيان جرى "من مركز متكافىء مع الطرف الاخر ووفق ارادة حرة، واستجابة النظام للمطالب الشعبية هي التي ستحدد الى متى سيستمر الحوار، كل ذلك والتظاهر السلمي المليوني مستمر لتحقيق مطالب الشعب".
محمد البرادعي ابرز الغائبين عن هذا الحوار شكك بنتائجه ولم يخف امتعاضه من تغييبه عنه، مع العلم ان الاخوان اعلنوا مرارا تأييدهم لتسلمه السلطة خلال مرحلة انتقالية متوقعة.
وقال البرادعي لشبكة ان بي سي الاحد "لم ادع للمشاركة في المفاوضات، لكنني اتابع ما يحصل"، معتبرا ان هذه العملية "غير واضحة" ومضيفا "لا احد يعلم من يتحاور مع من حتى الان (...) والعملية يديرها نائب الرئيس (عمر) سليمان والجيش، وتلك هي المشكلة".
والملاحظ ان بيان الاخوان لفت الى غياب "الشبان اصحاب الفضل في هذه الثورة المباركة" معتبرا انه "لا بد من تدارك ذلك في المستقبل"، الا انه لم يشر الى عدم دعوة البرادعي الى الحوار.
حول دور الاخوان المسلمين في هذا الحوار قال الاستاذ الجامعي في التاريخ المعاصر محمد عفيفي لفرانس برس ان الاخوان المسلمين "ليسوا الطرف الرئيسي في الثورة لكنهم الطرف الاكثر تنظيما فيها والاكثر تنظيما في التفاوض".
واعتبر انه "لو استمرت المعارضة الرسمية في حالة الاختلافات التي تعاني منها اليوم فان هذا الامر سيكون لصالح الاخوان الذين سيكونون في هذه الحالة الطرف الاقوى في التفاوض". واوضح انه يشير بكلامه الى الخلافات القائمة بين اطراف المعارضة الرسمية وخصوصا حزب الوفد وحزب التجمع والحزب الناصري.
وعن تغييب البرادعي عن المفاوضات مع اركان النظام لم يستغرب عفيفي هذا الامر. وقال "ان البرادعي يمثل روحا جديدة لدى المجموعات الشبابية وله تاريخ طويل في توجيه الانتقادات للنظام، والفكرة العامة عنه انه يحظى بدعم غربي وقد يترشح لرئاسة الجمهورية لذلك من المؤكد انهم سيتعمدون تهميشه".
وذهب عفيفي الى حد اعتبار ان "النظام في مصر قد يتفاوض مع الاخوان على مضض الا انه يفضل التفاوض معهم على التفاوض مع البرادعي".
من جهته اعتبر الباحث نبيل عبد الفتاح مدير مركز الاهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية ان "الاخوان المسلمين هم القوة الاقوى بين المفاوضين لانها تستند الى قاعدة سياسية واجتماعية والى درجة كبيرة من التنطيم" معتبرا انهم "يتمتعون بحس براغماتي كبير ولا شيء يحول دون ان يعقدوا صفقات مع النظام".
وراى ان الذي يساعد على اعطائهم هذه القوة ان الاطراف المعارضة معهم "ليس لها الوزن السياسي الكافي".
واعتبر من جهة ثانية ان النظام "يريد تهميش البرادعي لانه يملك خبرة كبيرة في العلاقات الدولية وعلاقات واسعة مع النخب في الغرب".
وقال انه لم يفاجأ بدخول جماعة الاخوان المسلمين الحوار لان المسؤولين فيها "يريدون ان يوجهوا رسالة تطمين الى الغرب بشكل عام بانهم لا يشكلون تهديدا للاستقرار السياسي في مصر وان لهم ثقلهم في المجتمع المصري".
ومن المتوقع ان يتواصل الحوار الذي يقوده نائب الرئيس المصري عمر سليمان مع الاحزاب والشخصيات المعارضة لفترة طويلة من اجل الاتفاق على تفاصيل الفترة الانتقالية التي تفصل عن انتهاء ولاية الرئيس المصري في الخريف المقبل.