نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


الدراجة الهوائية وسيلة مواصلات منتشرة بين العمال تثير غيرة الزوجات في مصر




القاهرة - عصام فضل - في مواجهة واقعهم الاقتصادي المتردي،وأزمة مرورية يعاني منها جميع المصريين فقراء وأغنياء ،لجأ آلاف العمال إلى العودة لاستخدام"الدراجة"كوسيلة مواصلات في تنقلهم إلى عملهم.وبحكم استخدام العامل للدراجة على مدار سنوات طويلة فقد تحولت علاقته بها إلى نوع من هذه العلاقات التي يحكمها رابط قوي،فنجد العامل يعتني بدراجته جيدا ويقوم بصيانتها بشكل دوري ويعاملها كأنها واحد من أفراد الأسرة حتى أن الكثير من العمال يضعوندراجاتهم خلال الليل داخل منازلهم،وهوأمر يثير غيرة العديد من الزوجات حتى أن زوجة أحد العمال قالت أنها تعتبرالدراجة زوجته الثانية وأنها تتمنى أن تلقيها من الشباك وتحطمها.


يقول محمد فتوح الذييعمل بشركة الحديد والصلب بمنطقة التبينإنه يذهب إلى عمله بالشركة باستخدام الدراجة منذ نحو 17 عاما،ويضيف لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "أعتبرهاجزءا من عملي وزوجتي الثانية وأهتم بها وكأنها أحد أبنائي فلا يمكن أن أنامقبل أن أنزل للشارع للاطمئنان عليها فإذا اكتشتفت مثلا أن الإطار يحتاجللنفخ فأسارع بها إلى الورشة ورغم أنني أسكن بالدور الرابع إلا أنني لا يمكنأن أتكاسل عن هذا الواجب وفي حالة السهو وإذا تفاجأت في الصباح مثلا أنهاكانت تحتاج لصيانة فإنني أقرر أن أعاقب نفسي بالذهاب إلى عملي سيرا علىالأقدامحوالى 20دقيقة"،ويتابع"وإذا حدث لها أي عطل أثناء قيادتي لها فالزملاء يطلقون دعابة صارت شهيره وسطنا وهي/يا أخي شيلها ماهي طول عمرها شيلاك / ."

ومنذ سنوات حدث تغيير جوهري في علاقة فتوح بدراجته عندما انتقل إلى مسكن آخر،يقول"عندما انتقلت إلى مسكن جديد كنت أخشى على الدراجة من السرقة ،فبدأت أحملها على ذراعي للطابق الرابعلتبيت معنا في الشقة".
ويضيف"أحب دراجتي وأخاف عليها جدا،وفيذات مرة كنت أستبدل أسطوانة الغاز عليها فتعرض الكرسي الخلفي للكسر فقررتألا أكرر هذا حتي ولو وصل الأمر ألا نتمكن من استبدال الأسطوانة فالدراجةبالنسبة لي أهم بكثير".

ويرى إياد عبدالرحمن الذي يعمل بإحدى شركات القطاع العام بمنطقة حلوان أن الدراجة بالنسبة للعامل هي حياته،ويقول" عندمااشتريت دراجتي الأولى كعامل أصررت على أن أصنعها لدي أحد المحترفينبمواصفات أحددها أنا وسافرت إلى بورسعيد واشتريت الإطارات وتكبدت تكاليفالجمارك،وتم صناعتها بحرفية وبشكل رائع وكنت أربطها بسلسلة حديدية على سلم العمارة بالطابق الرابع ولكن تمت سرقتها بعد نحو8 سنوات من العشرة بيننا،وقتها قررت ألا أترك الدراجة على السلم بل أضعها في الشقة وقمت بشراء أخرى جديدة وأحافظ عليها كما أحافظ على إحدىبناتي ولا أسمح لأحد أن يستعيرها مني". ويضيف"تنشب العديد من المشاجرات مع زوجتي بسبب كراهيتها للدراجة وضيق الشقة ولهو الأطفال". ويقول ماجد بركات الموظف بشركة مياه الشرب " ورثت حبي للدراجة عن والدي الذي كان موظفا بنفس الشركة ويذهب إلى عمله بالدراجة،ويضيف" الدراجة بالنسبة لي جزء من عملي ونجاحي فطالماأعمل لابد أن يكون لدي دراجة" .

في منطقة التبين بحلوان يوجد محطة عامة رئيسية تحمل اسم محطة"العجلاتي" نسبة إلى أقدم ورشة عجلاتي بالمنطقة هي ورشة محمد عبدالسلام الذي يقول "حوالى95%من سكان حي التبين عمال وموظفونبالشركات القريبة،وتصل نسبة الذين يستخدمون الدرجات في الذهاب إلى عملهم ما بين80% إلى85% منهم،ويضيف"الدراجة بالنسبة للعامل وسيلة مواصلات سهلة وغير مكلفة وسريعة ومتاحة في أي وقت وأي مكان،حتي صارت الدراجة بالنسبة له جزءا من عمله ومن أسرته ومن خططه اليومية يعتني بها كأي فرد من العائلة"،ويتابع"أعرف دراجات آلاف العمال الذين يترددون على ورشتي بشكل دائم ويمكن أن أميزها بين مليون دراجة،لذلك عندما تتم سرقة دراجة أحدهم أستطيع إعادتها حتى لو ذهب بها سارقها لورشة أخرى لبيعها أو إجراء تعديلات تغير شكلها،وقدسمحت مؤخرا العديد من المصانع للعمال بالدخول إلى داخل المصنع بالدراجةبسبب السرقات بعد أن كان يتم تخصيص موقف خاص بها أمام الشركة".

ويروي صبحي إسحق الموظف بشركة الحديد والصلب بالتبين قصته مع الدراجة وسرقاتها المتكررة،يقول"منذ نحو 16عاما وأنا أذهب إلى عملي راكبا دراجتي التي لم أغيرها طوال تلك السنوات علما بأنني اشتريتها مستعملة،وقد تعرضت للسرقة مرتين،الأولي منذ نحو15عاما كنت أربطها على سلم العمارة بالطابق الخامس وتوجهت صباحا لشراء طعام وفوجئت بشاب ساحبا دراجتي ويلقي على السلام فسألته /واخد العجلة دي ورايح بيها فين ياولد/ فهرب مسرعا بعد أن القي بها على الرصيف ولم أتمكن من اللحاق به ولكن عدت سعيدا بعد إنقاذ دراجتي.

أماالمرة الثانية فقد سافرت إلى المصيف وتركت الدراجة مربوطهة بجنزير حديدي فيسور العمارة من أسفل وحينما عدت لم أجدها حزنت عليها كثيرا ولكن نظرالظروف عملي كان على في نفس الليلة أنأتخذ قرار بشراء أخرى وبالفعل أشتريت واحدة بالتقسيط وذهبت إلىالعجلاتيحيثأننا نتعامل مع بعض من خلال تلك الدراجة من سنوات طويلة نشأت على إثرهاصداقه فذهبت لعمل بعض التعديلات على الدراجة الجديدة وتشحيمها فسألني عنالدراجة القديمة فقلت له أنها سرقت،فقال لي أنه شاهد دراجتي القديمة مربوطة أسفل إحدى العمارات بشارع قريب،فذهبت فعلا واستعدتها وأنا في غاية السع

في صراحة حاسمة اعترفت سحر. م/وهي زوجة إياد ع. الذي يعمل في إحدى شركات القطاع العام بحلوان" أنها تغار من دراجة زوجها وتتمنى تحطيمها،وتقول" أكره هذه الدراجة كثيرا،فزوجييهتم بها اهتماما كبيرا ويبيتها وسطنا في الشقة حتى أني أشعر أنها غريمتيوزوجته الثانية وأتمنى أن ألقي بها من الشباك وأحطمها ".

وتتواصل اعترافات الزوجات بالغيرة من الدراجة،وتقول أم أحمد "وهي زوجة أحد العاملين في حلوان"أنها ضاقت ذرعا بدراجة زوجها،وتضيف"لا أحب الدراجة فهو يضعها في المنزل بإطاراتها المتسخة ،كما أنها تتسبب في الكثير من الحوادث حيث تسقط على الأطفال الذين يعبثون بها وتصيبهم،إضافة إلى أنه يخصصميزانية من المرتب لصيانتها".

وتقول سعاد إلياس إنها تغار من دراجة زوجها بسبب اهتمامه الشديد بها ،وتضيف"أشعر في أوقات كثيرة أن اهتمامه بها يتجاوز اهتمامه بأولادنا"،وتتابع"في شقتنا القديمة كان يحملها خمسة طوابق ليضعها في الشقة،لكن بعد أن انتقلنا لمنزل أكبر أصبح يضعها في مدخل المنزل وهو ماقلل من غيرتي ".

عصام فضل
الاربعاء 30 أكتوبر 2013