تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


السينما الايرانية تثبت وجودها رغم التلاعب بحقائق التاريخ والمناكفة الاوروبية بافلام المعارضة




القاهرة - فادي عاكوم - قد يستغرب البعض من النجاح الذي تشهده السينما الايرانية على كافية المستويات، من قصص وسيناريو واخراج وانتاج والاهم الانتشار العالمي وحصد الجوائز في مختلف المهرجانات الدولية، لكن عند التمعن بخط التمدد الافقي لسينما الثورة الايرانية نجدها وقد تم تاسيسها على اسس تاريخية متينة خلال اكثر من مئة عام وساهمت توجيهات رجالات الثورة على اكمال مسيرة نموها بشكل كبير


حصدت الأفلام الايرانية جوائز عدة في مختلف المهرجانات الدولية
حصدت الأفلام الايرانية جوائز عدة في مختلف المهرجانات الدولية
فالاهتمام العالمي بها وضعها امام تحد كبير لاظهار الوجه الحضاري الحقيقي للثورة والتاريخ الفارسي الفني الذائع الصيت، ولا يخلو مهرجانا من المهرجانات من عروضها حتى ان بعض المهرجانات العالمية اقيم خصيصا لها او للاهتمام بها عن غيرها.

فخلال شهر واحد شهد العالم ثلاثة مهرجانات عالمية خاصة بالسينما الايرانية، الاول في ايران تحت اسم مهرجان فجر السينمائي الدولي الثامن والعشرين والذي اتخذ في السنوات الاخيرة طابعا عالميا والثاني في بيروت تحت عنوان "مهرجان السينما الايرانية" واخيرا الدورة الأولى لمهرجان "أفلام الشرق الأوسط اليوم" الذي يقام في مدينة فلورنسا الايطالية، والذي سيلط على الضوء على السينما الايرانية خصوصا فيلم "بشأن ايللي" للمخرج الإيراني أصغر فرضي، الحائز على جائزة الدب الفضي في آخر مهرجان للسينما في برلين، والمرشح لجائزة الأوسكار للعام الحالي. بالاضافة الى عرض 8 أفلام توثق الوضع الحالي للبلاد، كما وسيحضر المهرجان مخرجين مثل بهمن قبادي، اصغر فرضي، باباك جليلي، بيتر لومي، سيمون الهبر، إيريث نيدهارت والصحفية روكسانا صابري .

ومن الممكن تقسيم اسباب نجاح السينما الايرانية الى قسمين، الاول يتعلق بمرحلة تصدير الثورة بعد قيام الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني الذي اولى اهتماما كبيرا للسينما في بلاده، ودعمها وقدم لها كل الامتيازات والتسهيلات واضعا بالوقت نفسه اسسا وقواعدا لا يمكن تجاوزها بل اتت عبارة عن خطوطا حمراء لا تزال الى الان، كما شهدت صناعة السينما عصرها الذهبي خلال عهد رئيس الوزراء مير حسين موسوي وخلال رئاسة رافسنجاني.

فالخميني عرف القوة السحرية للشاشة الكبيرة لايصال الاهداف والافكار التي ناضل لاجلها الى العالم كله، واتت شروطه طبيعية بالنسبة للمسار الاسلامي العام للبلاد كعدم التعاطف مع مرتكبي المعصية واحترام العائلة وعدم التطرق الى المخدرات وتهريبها والخيانة الزوجية، وعدم التطرق الى رجال الدين بطريقة مسيئة، واتت بعض شروطه لتوسع قاعدة العاملين بالسينما اذ اتى طلبه مثلا بعدم الاحتكاك والتلامس الغير شرعي ليوفر الاف فرص العمل للشباب والشابات خصوصا اخصائيي الماكياج والملابس وغيرها من الاختصاصات.

فتصدير الثورة كان ضروريا واتى بثماره لكن يؤخذ على هذه الفترة من السينما الايرانية تحوير بعض الوقائع لتتناسب مع افكار الثورة، خصوصا ما يتعلق بتاريخ المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل حيث تم تصوير اكثر من فيلم في ايران ولبنان عن المقاومة الاسلامية وكانها هي التي اطلقت الرصاصة الاولى ضد الجيش الاسرائيلي في بيروت والجبل والجنوب اللبناني علما ان الانطلاقة كانت مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي قدمت الاف الشهداء، والخطير في الامر ان الجيل الجديد لم يجد امامه الا هذه الافلام فبات ما يتم عرضه هو الحقيقة وكل ما عداه مجرد كلام.

اما السبب الاخر فهو من دون شك المخرجين الايرانيين الشباب المضادين للثورة والذين تهتم بهم المهرجانات الاوروبية في اطار الصراع السياسي مع الحكم الايراني الحالي في ظل الازمة السياسية الحاصلة والثورة الخضراء لمير حسين موسوي واللافت ان تصويرها يتم بطريقة شبه بوليسية وبالخفاء بعيدا عن اعين الرقابة والسلطاة واشهرها مؤخرا فيلم "لا احد يعلم بأمر القطط الفارسية"، الذي قام بجولة كبيرة على مهرجانات الافلام وحصد عدد كبير من الجوائز، واهمية الفيلم تكمن بالاضافة الى قصته التي تتناول الشوارع المظلمة او الخلفية للشارع الايراني، ان الصحافية الاميركية الايرانية الاصل روكسانا صابري شاركت بكتابة النصوص مما اضاف اليه بعدا خاصا خصوصا بعد التغطية الاعلامية العالمية التي رافقت عملية توقيفها في ايران واتهامها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الاميركية
حيث يدور الفيلم حول معاناة الشباب الايراني الذي يواجه الصعوبات الكبيرة للتعبير عن احاسيسه الحداثية خصوصا ميوله الموسيقية من خلال روايات تتشابك لتخرج بمشهد الفيلم العام، واستطاع بهمن قبادي مخرج العمل خلال الـ17 يوما التي قضاها بتصوير الفيلم خلسة عن اعين المخابرات الايرانية وقوات الامن بواسطة كاميرا رقمية ان يخرج بصورة حقيقية واتى الفيلم ليتحول الى مادة توثيقية تستحق الاهتمام.

حتى التصوير بالهواتف النقالة نال نصيبه في المهرجانات حيث سيعرض في مهرجان فلورنسا فيلم "طهران من دون إذن" وهو وثائقي صوّرته سراً المخرجة الإيرانية سيبيدي فارسي بواسطة هاتف خلوي في الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو الماضي.

اخيرا لا بد من الاشارة الى ان النهضة التي تمر بها السينما الايرانية يقابلها تراجع كبير في السينما العربية والمصرية بشكل خاص، وذلك لعدة اسباب منها نقص التمويل وضياع الهوية السياسية وتشعبها مما ادى الى تراجعها بالنسبة الى غيرها من الصناعات المشابهة في ايران والهند وهوليوود

فادي عاكوم
الثلاثاء 2 فبراير 2010