أما إليزابيث نوكس فتتساءل "إنهم أحباؤنا وأكثر الأشخاص قربا إلى قلوبنا، فلماذا نتركهم لغرباء عن العائلة مهما كانوا خبراء؟".
قامت السيدة نوكس بتأسيس جمعية تهتم بمساعدة أولئك الذين يريدون إقامة طقوس العزاء في منازلهم. وقد نظمت الجمعية ورش عمل للتوعية والتدريب على هذه الأنشطة. جدير بالذكر أن نشاط الجمعية أصبح يمتد اليوم في أكثر من خمس وأربعين ولاية، تفخر الجمعية أنها ساعدت أسرا بها على تنظيم مراسم العزاء في منازلهم دون الحاجة للرجوع إلى مكاتب الجنازات أو حتى استشارة موظفيها.
عقب رحيل بيتر، قامت إحدى الراهبات بالدير الذي تم دفن الجثمان به، بمساعدة سالي كريج أرملة الفقيد، في استخراج الشهادات اللازمة وتصاريح الدفن، كما قدمتها إلى طبيب.
بعد ذلك قامت الأسرة بتجهيز المتوفي، من تغسيل للجثمان، ثم وضعوا نعشه في حجرة المكتب، للسهر عليه، قبل الدفن، وفقا للمراسم التقليدية المعروفة، ثم غطوه بلحاف، ووضعوا مفرشا منسوج يدويا من إقليم التبت فوق الرأس والأكتاف.
كانت سالي تعرف تماما ما يتوجب عليها عمله للسهر على زوجها الراحل بيتر. أحضرت ثلجا مجففا، ومن ثم استغنت بذلك عن عملية تحنيط الجثمان. قامت بعد ذلك بالاتصال بالأصدقاء وباقي أفراد الأسرة ليودعوا فقيدهم، ويسهروا عليه خلال أربعة أيام. توضح أرملة الفقيد "حولنا مكتبه إلى إبراشية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه".
الطريف في الأمر، وبرغم مشاعر الحزن على الفقيد الراحل، إلا أن إقامة طقوس العزاء في المنزل "Home Funerals"، يعد أقل تكلفة بشكل ملحوظ، مما جعل الأمر يتحول إلى ظاهرة في الولايات المتحدة. وفقا لاتحاد مكاتب الجنازات بالولايات المتحدة (NFDA)، تقدر تكلفة إقامة طقوس العزاء التقليدية عن طريق مكتب نحو سبعة آلاف دولار (خمسة آلاف يورو تقريبا)، بينما إقامة العزاء في المنزل، لا تكاد تتكلف بضعة مئات من الدولارات على أقصى تقدير.
من جانبه يرى جاك ميتشل أحد مسؤولي اتحاد (NFDA)، أن البعد الاقتصادي هو أحد أبرز العوامل التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة. بالرغم من ذلك يؤكد أن تنظيم طقوس العزاء في المنزل، لا تزال عملية بالغة التعقيد، وأنه يتعين القيام بها عن طريق خبراء متخصصين.
أما السيدة نوكس، فعلى العكس من ذلك ترى أن الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع أزمة "الفقاعة العقارية"، التي أدت لتفجر مشكلة القطاع المالي في الولايات المتحدة والعالم كله، لم تعد تسمح بالتبذير وبعثرة عدة آلاف من الدولارات على مراسم شكلية.
وتؤكد السيدة نوكس أيضا أن "إقامة الجنازات في المنازل، وبعيدا عن الشق الاقتصادي، تمثل بادرة حب، يظهر فيها الجميع تعاطفه وتضامنه مع أحزان غيره"، مشيرة إلى الموقف الذي تعرضت له سالي من قبل، والذي كان بمثابة النقطة التي انطلقت منها هذه الظاهرة. وعلى الرغم من أن جمعية إليزابيث نوكس، تشهد بمرور الوقت إقبالا متزايدا، لا يزال غالبية الأمريكيين يثقون أكثر في مكاتب تنظيم الجنازات.
في هذا السياق يوضح جاري لاديرمان أستاذ اللاهوت بجامعة إيموري أنه "بعد الحرب الأهلية وتحديدا في السنوات الأولى من القرن العشرين، أصبح الناس يفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن يتمكنوا من إقامة جنازة لائقة عن طريق مكتب جنازات"، مشيرا إلى أنه في الماضي كانت مشاعرة وروابط التضامن والحميمية أكثر صلابة بين الأحياء والأموات.
يبدو أن سالي كريج أرملة بيتر بسلوكها هذا، نجحت في استعادة قدرا من الحميمية المفقودة، حيث تؤكد أنه لو عاد الزمان لما غيرت سلوكها ولأصرت على إقامة الجنازة في المنزل. "لم يغادر المنزل مطلقا إلى أن حانت عملية الترميد – حرق الجثمان – وقد فعلنا كل شيء حسب وصيته وكما يحب ويريد"، هكذا تتذكر سالي تجربتها في هذا المجال. الشيء الوحيد الذي تطلب مساعدة خارجية في حالة بيتر كان استئجار سيارة نقل موتى لنقل الجثمان إلى مكان الترميد فقط.
قامت السيدة نوكس بتأسيس جمعية تهتم بمساعدة أولئك الذين يريدون إقامة طقوس العزاء في منازلهم. وقد نظمت الجمعية ورش عمل للتوعية والتدريب على هذه الأنشطة. جدير بالذكر أن نشاط الجمعية أصبح يمتد اليوم في أكثر من خمس وأربعين ولاية، تفخر الجمعية أنها ساعدت أسرا بها على تنظيم مراسم العزاء في منازلهم دون الحاجة للرجوع إلى مكاتب الجنازات أو حتى استشارة موظفيها.
عقب رحيل بيتر، قامت إحدى الراهبات بالدير الذي تم دفن الجثمان به، بمساعدة سالي كريج أرملة الفقيد، في استخراج الشهادات اللازمة وتصاريح الدفن، كما قدمتها إلى طبيب.
بعد ذلك قامت الأسرة بتجهيز المتوفي، من تغسيل للجثمان، ثم وضعوا نعشه في حجرة المكتب، للسهر عليه، قبل الدفن، وفقا للمراسم التقليدية المعروفة، ثم غطوه بلحاف، ووضعوا مفرشا منسوج يدويا من إقليم التبت فوق الرأس والأكتاف.
كانت سالي تعرف تماما ما يتوجب عليها عمله للسهر على زوجها الراحل بيتر. أحضرت ثلجا مجففا، ومن ثم استغنت بذلك عن عملية تحنيط الجثمان. قامت بعد ذلك بالاتصال بالأصدقاء وباقي أفراد الأسرة ليودعوا فقيدهم، ويسهروا عليه خلال أربعة أيام. توضح أرملة الفقيد "حولنا مكتبه إلى إبراشية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه".
الطريف في الأمر، وبرغم مشاعر الحزن على الفقيد الراحل، إلا أن إقامة طقوس العزاء في المنزل "Home Funerals"، يعد أقل تكلفة بشكل ملحوظ، مما جعل الأمر يتحول إلى ظاهرة في الولايات المتحدة. وفقا لاتحاد مكاتب الجنازات بالولايات المتحدة (NFDA)، تقدر تكلفة إقامة طقوس العزاء التقليدية عن طريق مكتب نحو سبعة آلاف دولار (خمسة آلاف يورو تقريبا)، بينما إقامة العزاء في المنزل، لا تكاد تتكلف بضعة مئات من الدولارات على أقصى تقدير.
من جانبه يرى جاك ميتشل أحد مسؤولي اتحاد (NFDA)، أن البعد الاقتصادي هو أحد أبرز العوامل التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة. بالرغم من ذلك يؤكد أن تنظيم طقوس العزاء في المنزل، لا تزال عملية بالغة التعقيد، وأنه يتعين القيام بها عن طريق خبراء متخصصين.
أما السيدة نوكس، فعلى العكس من ذلك ترى أن الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع أزمة "الفقاعة العقارية"، التي أدت لتفجر مشكلة القطاع المالي في الولايات المتحدة والعالم كله، لم تعد تسمح بالتبذير وبعثرة عدة آلاف من الدولارات على مراسم شكلية.
وتؤكد السيدة نوكس أيضا أن "إقامة الجنازات في المنازل، وبعيدا عن الشق الاقتصادي، تمثل بادرة حب، يظهر فيها الجميع تعاطفه وتضامنه مع أحزان غيره"، مشيرة إلى الموقف الذي تعرضت له سالي من قبل، والذي كان بمثابة النقطة التي انطلقت منها هذه الظاهرة. وعلى الرغم من أن جمعية إليزابيث نوكس، تشهد بمرور الوقت إقبالا متزايدا، لا يزال غالبية الأمريكيين يثقون أكثر في مكاتب تنظيم الجنازات.
في هذا السياق يوضح جاري لاديرمان أستاذ اللاهوت بجامعة إيموري أنه "بعد الحرب الأهلية وتحديدا في السنوات الأولى من القرن العشرين، أصبح الناس يفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن يتمكنوا من إقامة جنازة لائقة عن طريق مكتب جنازات"، مشيرا إلى أنه في الماضي كانت مشاعرة وروابط التضامن والحميمية أكثر صلابة بين الأحياء والأموات.
يبدو أن سالي كريج أرملة بيتر بسلوكها هذا، نجحت في استعادة قدرا من الحميمية المفقودة، حيث تؤكد أنه لو عاد الزمان لما غيرت سلوكها ولأصرت على إقامة الجنازة في المنزل. "لم يغادر المنزل مطلقا إلى أن حانت عملية الترميد – حرق الجثمان – وقد فعلنا كل شيء حسب وصيته وكما يحب ويريد"، هكذا تتذكر سالي تجربتها في هذا المجال. الشيء الوحيد الذي تطلب مساعدة خارجية في حالة بيتر كان استئجار سيارة نقل موتى لنقل الجثمان إلى مكان الترميد فقط.