|
تنشأ الأغلبية السياسية من اقترانٍ طوعي بين مواطنين يلتفون حول أهدافٍ وبرامجَ عامةٍ عابرةٍ للانتماءات الموروثة كالعرق والدين والقبيلة، تتبلور هذه التحالفات عبر عملياتٍ تشاوريةٍ يُقيِّم فيها الناخبون منصّاتٍ متنافسة تعالج قضايا متقاطعة تمسّ الجميع بغضّ النظر عن الهويات الطائفية. وهي أغلبيةٌ ذات طابعٍ زمني متحوِّل، قابلةٌ لإعادة التشكّل تبعاً لتغيّر تفضيلات السياسات وظهور أجنداتٍ جديدة؛ ما يولِّد حافزاً بنيويّاً للاعتدال إدراكاً لعدم ثبات التحالفات الراهنة وإمكان تبدّلها مستقبلاً. في المقابل، تستمدّ الأغلبية الطائفية تماسكها من معطيات الميلاد لا من الاختيار السياسي؛ إذ تكون العضوية فيها موروثة وغير قابلة للتغيير غالباً. وحين يُعاد تشكيل التنظيم السياسي على خطوط الانقسام الأساسية ذاتها، يغدو التنافس الانتخابي أقرب إلى صراعاتٍ صفريةٍ بين جماعاتٍ ثابتة، ويتحوّل وعد الديمقراطية بالتناوب السلمي إلى إحصاءٍ ديموغرافي للقوّة.
يُضيء هذا التمييز أسئلةَ الشرعية الديمقراطية التي لا تقوم على التفوّق العددي المجرّد، بل على المساواة السياسية، والعدالة الإجرائية، وتقييد السلطة زمنيّاً. وإذا كانت الأغلبية السياسية المنظّمة حول اهتماماتٍ عامةٍ متقاطعة تفتح مساراتٍ تتجاوز التصلّب الطائفي، فإنّ نجاح تشكّلها مشروطٌ بترتيباتٍ مؤسّسيةٍ ملائمة، وبنيةٍ ثقافيةٍ داعمة، وقيادةٍ سياسيةٍ واعية؛ وهي شروطٌ لا يصحّ افتراض توفّرها تلقائياً في المجتمعات المنقسمة، وتلك الخارجة من نزاعات مسلّحة.
رابط المقال في الرابط التالي.
https://www.alaraby.co.uk/opin ion/%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%B1% D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8% A7%D9%86%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9% 85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84% D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A% D8%A9
Sent from my iPhone
يُضيء هذا التمييز أسئلةَ الشرعية الديمقراطية التي لا تقوم على التفوّق العددي المجرّد، بل على المساواة السياسية، والعدالة الإجرائية، وتقييد السلطة زمنيّاً. وإذا كانت الأغلبية السياسية المنظّمة حول اهتماماتٍ عامةٍ متقاطعة تفتح مساراتٍ تتجاوز التصلّب الطائفي، فإنّ نجاح تشكّلها مشروطٌ بترتيباتٍ مؤسّسيةٍ ملائمة، وبنيةٍ ثقافيةٍ داعمة، وقيادةٍ سياسيةٍ واعية؛ وهي شروطٌ لا يصحّ افتراض توفّرها تلقائياً في المجتمعات المنقسمة، وتلك الخارجة من نزاعات مسلّحة.
رابط المقال في الرابط التالي.
https://www.alaraby.co.uk/opin
Sent from my iPhone