نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


بين مؤيد للمقاومة ومُطالب بضبطها ... سجال سياسي لبناني حول مواقف نصر الله وسليمان




بيروت - حسن عبّاس – شغلت المواقف التي اطلقها كل من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطابيهما في الذكرى العاشرة لتحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي من الإحتلال الاسرائيلي الأوساط السياسية اللبنانية. وانقسمت المواقف بين مؤيد لدوام المقاومة المسلحة لاسرائيل وبين مطالب بضبط هذه المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية يتم التوصل اليها


الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
فقد رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تعبوي، ويجعل إسرائيل تصعد تهديداتها واعتداءاتها، مؤكداً أن "إسرائيل هي العدو الأساس، وهي ليست بحاحة لحجج، ولكن لا يجب أن نوفر لها أي حجة".

واعتبر فتفت ان "المشكلة الأساسية في هذا الخطاب هي انه أعطى انطباعا وكأن الأمور قد حسمت في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وكأن القرار أصبح نهائياً"، مبدياً أسفه لكون "اللهجة التخوينية ظهرت من جديد، وهي لا تؤدي إلا الى زعزعة الوحدة الوطنية الداخلية".

وقال ان "تيار المستقبل" يؤكد على حق المقاومة في الدفاع عن لبنان بشتى الوسائل الممكنة، ولكن يجب أن يكون السلاح موجه فقط ضد إسرائيل وأن يكون في عهدة مؤسسات الدولة الرسمية"، لافتاً الى "انه في كل المراحل السياسية التي شهدناها في السابق، حتى في الانتخابات، السلاح يعطي أرجحية معنوية في الكثير من المناطق، وهذه اشكالية كبيرة بين موضوع المقاومة والسلاح".

وعن السجال حول موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، اعتبر "ان هذا الموضوع كان يجب أن يترك إلى طاولة الحوار وليس للجدل الإعلامي". وأعرب عن "اعتقاده ان التفسيرات التي أعطيت لخطاب رئيس الجمهورية بشأن المقاومة هي التي أدت إلى ردات الفعل"، مؤكداً "ان الرئيس سليمان مسؤول لبناني ويستطيع أن يقول ما يريد، وهذا حقه الطبيعي والدستوري".

من ناحيته، قارن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا بين خطاب السيد نصر الله وخطاب رئيس الحكومة سعد الحريري في جلسة مجلس الأمن. فقال ان "لبنان يترأّس العالم بالدعوة إلى الحوار والسلام، في وقت هناك من يرفع صوت الحرب، ولكن نحن نقول إن رسالة لبنان هي في ما قاله ودعا اليه الرئيس الحريري من على منبر الامم المتحدة".

وعن مطالبة الرئيس الحريري بإعطاء دليل لتهريب الأسلحة الى لبنان، قال: " أنا لا أريد أن أعلق، ولكن موقف رئيس حكومة يجب أن يكون هكذا، أي اعطونا الدليل، إلا أن الكل يعرف أن السلاح يأتي الى لبنان، فالملائكة لا تنقل أسلحة في الهواء". وأكد "أن الحدود اللبنانية ـ السورية غير مضبوطة، ولذلك لا يمكننا كدولة لبنانية الإدعاء بأن ليس هناك من تهريب للأسلحة من سوريا الى لبنان".

وتعليقاً على تأكيد سليمان على تعاون المقاومة والجيش والشعب معاً في الدفاع عن لبنان، أكّد أن "كلام الرئيس في الأمس ليس عينه ما قاله في خطاب القسم، فقد تبنينا وسررنا حينها عندما قال إن من حق لبنان أن يدافع عن أرضه مستعملاً كل الإمكانات وسمى إمكانات المقاومة، وبالتالي ما نعترض عليه هو الكلام عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وتنفرد المقاومة وتحاول وضع الجيش والشعب في إطار الإحراج لأخذ موقف اما وراءها او التخلي عن واجبهم الوطني."

وحول موقف "القوات اللبنانية" من سياسة الحكومة اللبنانية قال: "اننا فريق سياسي أساسي في البلد ونحن موافقون على سياسة الحكومة باستثناء البند المتعلق بالمقاومة الذي يتعارض مع أسس بناء الدولة، و نريد حماية لبنان وعدم استدراج الإعتداء الإسرائيلي والمواجهة على أرض لبنان ولهذا نقول يجب أن لا يكون هناك سلاح خارج إطار الشرعية ونسأل هنا: هل يوجد دولة أم لا؟" مجيباً بأن "الدولة في لبنان ناقصة السيادة لأن هناك من يهدد باسمها".

في الجهة المقابلة، رأى امين الإعلام في تيار "التوحيد" هشام الأعور "أن استهداف المقاومة من خلال الهجوم على موقع رئاسة الجمهورية هو استغلال مزدوج لموقع الرئاسة الوطني والدستوري ولموقع المقاومة الشعبي والبطولي، ولقد أثبتت كل التجارب الماضية أن هذا الصراخ لم يعد أحدا يسمعه إلا مطلقه، ولن يحيد المقاومة قيد أنملة عن الزناد المتأهب دوما في وجه العدو، مؤكدا ان "معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ستبقى النقيض الحقيقي لمقولة قوة لبنان في ضعفه، والبديل لنظرية الحياد السويسري غير القابلة للعيش في لبنان".

وأضاف في البيان الذي وزعه أنه "من المعيب أن ندعو رئيس الجمهورية أن يكون محايدا بين خيار المقاومة أو مقاتلة "إسرائيل"، إلا إذا كان هناك فريق حسم رأيه وحدد موقعه عند إسرائيل."

كما حمل رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، لواء الدفاع عن رئيس الجمهورية معتبراً أن موقفه لا يتناقض مع خطاب القسم الداعي إلى تذخير "طاقات المقاومة خدمة للاستراتيجية الدفاعية" في ظل التهديدات الإسرائيلية التي تحدث عنها الرئيس سعد الحريري في نيويورك.

واضاف في تصريح له "انه في ظل التهديدات الإسرائيلية التي تحدث عنها رئيس الحكومة سعد الحريري لدى ترؤسه جلسة مجلس الأمن في نيويورك، أمس، يبدو السجال القائم على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عقيماً. لأن الرئيس، الخبير بالقضايا الدفاعية كقائد سابق للجيش، أدرى بأهمية السلاح المقاوم في تحرير الأرض سنة 2000 وفي رد العدوان الإسرائيلي عن أهدافه في حرب تموز 2006، وفي تأمين الطاقة التي تذخر فعالية الاستراتيجية الدفاعية في أي عدوان إسرائيلي محتمل".

أما رئيس حركة التغيير، عضو قوى 14 آذار ايلي محفوض فقد حذر في نداء من أن "الجمهورية اللبنانية باتت في خطر جدي"، معتبراً ان "فصول الازمة لن تنتهي، طالما حزب الله يغرد وحده خارج سرب الشرعية اللبنانية".

ورأى إن "استمرار سلاح ميليشيوي بين يدي فئة محددة من اللبنانيين ستدفع بالمقابل الى تشجيع أسلحة أخرى مع أحزاب أخرى، وهذا سيؤدي في نهاية مطافه الى تحويل لبنان من دولة مستقرة نسبيا، الى شبه دولة تخيم على أجوائها القلاقل والفوضى

حسن عباس
الخميس 27 ماي 2010