مشهد من فيلم الافيون والعصا
كما إنه يجسم عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، فالثورة الجزائرية التي ولدت في الجزائر ترعرت في تونس كذلك كان شأن السينما الجزائرية التي ولدت في قلب الكفاح من أجل الإستقلال استقرت في تونس، وأنتجت أعمالا مشتركة جريئة ومناضلة ومختلفة عن تلك السينما التجارية التي غزت القاعات والبيوت.
إنطلاقا من هذه الخلفية النضالية المشتركة والتلاحم بين الشعبين الشقيقين التونسي والجزائري في كفاحهما المشترك ضدّ الإستعمار الفرنسي، إنطلق أسبوع الفيلم الجزائري لسنة 2010 برؤية نضالية، أراد المنظمون أن يبرزوا من خلاله الدور الذي لعبه سينمائيو الحرية الذين إلتحقوا بتونس في الفترة الممتدة بين 1956 و1962 للإنضمام إلى الثورة الجزائرية ومساندة كفاح الجزائر بالصوت والصورة.
أفلام وثقت زمن الثورة والكفاح معتمدة على صور جمعها مختصون من ميدان الحرب، وعلى الذاكرة كتاب الإنسان الأول، كتاب صفحاته خالدة بالتاريخ الحافل والصور الجريئة والشجاعة،عاشها الجزائريون والتونسيون معا، مثل القصف الفرنسي الوحشي على ساقية سيدي يوسف، القرية الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية على الطريق المؤدّي من مدينة سوق أهراس بالجزائر إلى مدينة الكاف بالشمال الغربي لتونس، القرية الرمز التي امتزجت في فيها دماء التونسيين والجزائريين في ساحة النضال من أجل التحرير ومكافحة الاستعمار حين تعرضّت لعدوان جوّي فرنسي صبيحة يوم الثامن فبراير من عام 1958 إذ بلغ عدد القتلى 79 من بينهم 11 إمرأة و 20 طفلا وأكثر من 130 جريحا.
أسماء كثيرة أصبح لها وزنها في عالم السينما سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل،شاركت في الثورة الجزائرية كالمخرج جمال شندرلي، وهو أول سينمائي جزائري إستقر بتونس سنة 1957، ثم إلتحق به سينمائيون شبان أمثال أحمد راشدي الذي أنتج فيلم "فجر المعذبين"، ثم ما يمكن إعتباره رائعة السينما الجزائرية بعد الإستقلال وهو فيلم "الافيون والعصا"، ومحمد لخضر حامينا الذي بدأ مسيرته السينمائية بإخراج الشريط القصير "ياسمينة" سنة 1961 وأنتجته مصلحة السينما للحكومة الجزائرية المؤقتة القائمة بتونس آنذاك، ويعد ياسمينة الذي إفتتح أسبوع السينما الجزائرية بتونس من الأعمال الأولى للسينما الجزائرية المكافحة، وما ياسمينة إلا فتاة صغيرة تائهة مع دجاجتها تسير إلى غاية الحدود للإلتحاق بذويها بعد تدمير قريتها تحت وقع القنابل.
ويعتبر شريط "ريح الأوراس" الذي أخرجه أيضا محمد لخضر حامينا سنة 1967، من أبرز كلاسيكيات السينما حيث كان ملحمة مثيرة لأم قصفت قريتها بالقنابل وقتل زوجها، فتجد نفسها في حالة بحث عن إبنها الموقوف من طرف العسكريين الفرنسيين بين الثكنات ومخيمات الإعتقال.
كما كانت أفلام مثل "الغاضبون" للأمين مرباح و"أطفال القصبة" لموسى حداد و"نوّة" الفيلم الرائع لعبد العزيز طولبي، من أول الأفلام التي اقترحت مقاربة شرحت قرار الجزائريين بتفجير حرب التحرير مع دفع أغلى التضحيات.
أفلام أخرى للمخرج مرزاق علوان وإبراهيم تساكي وصولا لفيلم "أنديجان" لرشيد بوشارب الذي أنهى مؤخرا تصوير فيلمه الجديد "خارجون عن القانون" في إنتاج مشترك تونسي جزائري.
أسبوع السينما الجزائرية أيام معدودة، لكنها أيام بحجم الثورة أيام بحجم التاريخ. أيام السينما الجزائرية موعد الإبداع المؤلم بصور المعاناة والتعذيب، لقاء تونسي جزائري ناطق بلغة واحدة يفهمها الشعبين هي لغة الاكتواء بنار المستعمر الذي مازال يصر على عدم الإعتذار...
إنطلاقا من هذه الخلفية النضالية المشتركة والتلاحم بين الشعبين الشقيقين التونسي والجزائري في كفاحهما المشترك ضدّ الإستعمار الفرنسي، إنطلق أسبوع الفيلم الجزائري لسنة 2010 برؤية نضالية، أراد المنظمون أن يبرزوا من خلاله الدور الذي لعبه سينمائيو الحرية الذين إلتحقوا بتونس في الفترة الممتدة بين 1956 و1962 للإنضمام إلى الثورة الجزائرية ومساندة كفاح الجزائر بالصوت والصورة.
أفلام وثقت زمن الثورة والكفاح معتمدة على صور جمعها مختصون من ميدان الحرب، وعلى الذاكرة كتاب الإنسان الأول، كتاب صفحاته خالدة بالتاريخ الحافل والصور الجريئة والشجاعة،عاشها الجزائريون والتونسيون معا، مثل القصف الفرنسي الوحشي على ساقية سيدي يوسف، القرية الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية على الطريق المؤدّي من مدينة سوق أهراس بالجزائر إلى مدينة الكاف بالشمال الغربي لتونس، القرية الرمز التي امتزجت في فيها دماء التونسيين والجزائريين في ساحة النضال من أجل التحرير ومكافحة الاستعمار حين تعرضّت لعدوان جوّي فرنسي صبيحة يوم الثامن فبراير من عام 1958 إذ بلغ عدد القتلى 79 من بينهم 11 إمرأة و 20 طفلا وأكثر من 130 جريحا.
أسماء كثيرة أصبح لها وزنها في عالم السينما سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل،شاركت في الثورة الجزائرية كالمخرج جمال شندرلي، وهو أول سينمائي جزائري إستقر بتونس سنة 1957، ثم إلتحق به سينمائيون شبان أمثال أحمد راشدي الذي أنتج فيلم "فجر المعذبين"، ثم ما يمكن إعتباره رائعة السينما الجزائرية بعد الإستقلال وهو فيلم "الافيون والعصا"، ومحمد لخضر حامينا الذي بدأ مسيرته السينمائية بإخراج الشريط القصير "ياسمينة" سنة 1961 وأنتجته مصلحة السينما للحكومة الجزائرية المؤقتة القائمة بتونس آنذاك، ويعد ياسمينة الذي إفتتح أسبوع السينما الجزائرية بتونس من الأعمال الأولى للسينما الجزائرية المكافحة، وما ياسمينة إلا فتاة صغيرة تائهة مع دجاجتها تسير إلى غاية الحدود للإلتحاق بذويها بعد تدمير قريتها تحت وقع القنابل.
ويعتبر شريط "ريح الأوراس" الذي أخرجه أيضا محمد لخضر حامينا سنة 1967، من أبرز كلاسيكيات السينما حيث كان ملحمة مثيرة لأم قصفت قريتها بالقنابل وقتل زوجها، فتجد نفسها في حالة بحث عن إبنها الموقوف من طرف العسكريين الفرنسيين بين الثكنات ومخيمات الإعتقال.
كما كانت أفلام مثل "الغاضبون" للأمين مرباح و"أطفال القصبة" لموسى حداد و"نوّة" الفيلم الرائع لعبد العزيز طولبي، من أول الأفلام التي اقترحت مقاربة شرحت قرار الجزائريين بتفجير حرب التحرير مع دفع أغلى التضحيات.
أفلام أخرى للمخرج مرزاق علوان وإبراهيم تساكي وصولا لفيلم "أنديجان" لرشيد بوشارب الذي أنهى مؤخرا تصوير فيلمه الجديد "خارجون عن القانون" في إنتاج مشترك تونسي جزائري.
أسبوع السينما الجزائرية أيام معدودة، لكنها أيام بحجم الثورة أيام بحجم التاريخ. أيام السينما الجزائرية موعد الإبداع المؤلم بصور المعاناة والتعذيب، لقاء تونسي جزائري ناطق بلغة واحدة يفهمها الشعبين هي لغة الاكتواء بنار المستعمر الذي مازال يصر على عدم الإعتذار...


الصفحات
سياسة








