غلاف رواية قصر شمعايا للكاتب الفلسطيني علي الكردي
يروي الكاتب كيف حشرت عائلات اللاجئين في هذا القصر الذي بناه الثري اليهودي شمعايا أفندي في العام 1885، وتحول الى ملجأ مقسم ليتسع لعدد كبير من العائلات.
وتتبع الرواية مصائر هؤلاء الذين تركوا اراضيهم واملاكهم في فلسطين، بدءا من سيرة العذاب والفقر وقلة الحيلة، وصولا الى مصائر وهجرات متتالية باتجاه دول الخليج او الدول الاسكندنافية وسواها.
لكن لبطل الرواية سيرة أخرى، هو الذي يبدأ دراسته في الاليانس وهي واحدة من سلسلة مدارس يهودية عالمية - تحولت بدورها، ولا زالت إلى الآن، الى مدرسة للاجئين الفلسطينيين تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) - ويمضي متأملا في نسيج هذا المكان الاستثنائي، الذي جمع في دائرة واحدة فلسطينيين ويهودا ومسيحيين ومسلمين.
ويتحدث الكاتب عن "تعايش أصيل" بين الجميع، ويشير خصوصا الى قصص حب بين يهود وفلسطينيين، ولا سيما في تلك القصة المسماة ب"روميو الفلسطيني وجولييت اليهودية" حيث يعجز العاشق الفلسطيني عن الزواج من محبوبته اليهودية فيحرق نفسه، وتتبعه بتجرع السم حين يصلها النبأ.
ورغم اشاراته المتتالية الى رحيل يهود تحت جنح الظلام خارج سوريا، الا ان الشخصيات اليهودية التي تمر في الرواية قليلة الحضور، ومن بينها ابن طبيب يهودي مشهور يهاجر الى اسرائيل فيصبح طيارا يشارك في الحرب ضد البلد الذي خرج منه، وحين تسقط طائرته ويقع في الاسر تجري مواجهته مع الاب الذي فضل البقاء حيث ولد. لكن الاب ينكر ابنه حين يواجهه أسيرا.
ومن أبرز شخصيات الرواية زميل دراسة للبطل الفلسطيني يهرب ويظهر في باريس بعد أعوام طويلة من الهجرة، وهناك يتحدث كيف "نزعت أسماؤنا العربية، وفرضت علينا الذاكرة اليهودية الأوروبية". وهناك راشيل التي أحبت شابا فلسطينيا خذلها بسبب عدم قدرته على الاستجابة لزواج مستحيل، يهرب هو الى مصر بحجة الدراسة، وتهاجر هي الى الولايات المتحدة لتقضي في حسرة ذلك الشاب.
لكن مصير بطل الرواية الفلسطيني يفترق عن مصير زملائه على اختلاف مشاربهم في ذلك الحي، خصوصا صديقيه كاتب القصة، والفنان التشكيلي، ففي الوقت الذي تابع هؤلاء دراستهم وشؤون حياتهم، يمضي هو إلى العمل الفلسطيني المسلح، الى ان يعتقل اثر عملية، ثم يطلق سراحه بعملية تبادل للاسرى مع اسرائيل. ليختار بعدها العمل في مجال الصحافة والكتابة.
واذا كان هناك من تقاطع بين شخصيات الرواية وشخصيات واقعية، فان الكاتب علي الكردي نفى ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان تكون الرواية سيرة ذاتية. وقال "قد يكون فيها شيء من السيرة الذاتية، ولكنها ليست سيرة".
وعن بطل الرواية قال "فيه الكثير من شخصيتي"، وأضاف "لا أريد أن أكتب شيئا تسجيليا عن واقع قائم، فالشرط الفني هو هاجسي. لقد أردت أن أكتب رواية، ولكن لكي تنبض بالحياة لا بد أن تنهل من الواقع".
ويعترف الكردي، وهو صاحب مجموعة قصصية وحيدة بعنوان "موكب البط البري"، بأن "عملا كهذا كان بحاجة للجنون، ولكنني كنت محكوما بقارئ هذا الزمن، القارئ الذي لا يحتمل المطولات، وينتظر اشارات فقط لتدل على الواقع، ليستكمل هو بناء وتخيل العالم".
ويوضح "تحت تأثير هذا الهاجس، قررت أنني لا أريد أن يكون العمل طويلا، ولعل هذا أثر على كتابتي".
وعن تاثير الرقابة على كتابته، قال "بشكل أو بآخر الرقابة كانت موجودة"، وأضاف "هناك مسائل في غاية الحساسية، مثل موضوع هوية اليهود العرب. في إطار هذه العلاقات المعقدة هنالك جوانب إنسانية".
ولد علي الكردي العام 1953 وعاش في حي اليهود حتى العام 1979، في قصر شمعايا الذي "تحول الى خراب يجمع أناسا يعيشون تحت خط الفقر بكثير" على حد قوله
وتتبع الرواية مصائر هؤلاء الذين تركوا اراضيهم واملاكهم في فلسطين، بدءا من سيرة العذاب والفقر وقلة الحيلة، وصولا الى مصائر وهجرات متتالية باتجاه دول الخليج او الدول الاسكندنافية وسواها.
لكن لبطل الرواية سيرة أخرى، هو الذي يبدأ دراسته في الاليانس وهي واحدة من سلسلة مدارس يهودية عالمية - تحولت بدورها، ولا زالت إلى الآن، الى مدرسة للاجئين الفلسطينيين تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) - ويمضي متأملا في نسيج هذا المكان الاستثنائي، الذي جمع في دائرة واحدة فلسطينيين ويهودا ومسيحيين ومسلمين.
ويتحدث الكاتب عن "تعايش أصيل" بين الجميع، ويشير خصوصا الى قصص حب بين يهود وفلسطينيين، ولا سيما في تلك القصة المسماة ب"روميو الفلسطيني وجولييت اليهودية" حيث يعجز العاشق الفلسطيني عن الزواج من محبوبته اليهودية فيحرق نفسه، وتتبعه بتجرع السم حين يصلها النبأ.
ورغم اشاراته المتتالية الى رحيل يهود تحت جنح الظلام خارج سوريا، الا ان الشخصيات اليهودية التي تمر في الرواية قليلة الحضور، ومن بينها ابن طبيب يهودي مشهور يهاجر الى اسرائيل فيصبح طيارا يشارك في الحرب ضد البلد الذي خرج منه، وحين تسقط طائرته ويقع في الاسر تجري مواجهته مع الاب الذي فضل البقاء حيث ولد. لكن الاب ينكر ابنه حين يواجهه أسيرا.
ومن أبرز شخصيات الرواية زميل دراسة للبطل الفلسطيني يهرب ويظهر في باريس بعد أعوام طويلة من الهجرة، وهناك يتحدث كيف "نزعت أسماؤنا العربية، وفرضت علينا الذاكرة اليهودية الأوروبية". وهناك راشيل التي أحبت شابا فلسطينيا خذلها بسبب عدم قدرته على الاستجابة لزواج مستحيل، يهرب هو الى مصر بحجة الدراسة، وتهاجر هي الى الولايات المتحدة لتقضي في حسرة ذلك الشاب.
لكن مصير بطل الرواية الفلسطيني يفترق عن مصير زملائه على اختلاف مشاربهم في ذلك الحي، خصوصا صديقيه كاتب القصة، والفنان التشكيلي، ففي الوقت الذي تابع هؤلاء دراستهم وشؤون حياتهم، يمضي هو إلى العمل الفلسطيني المسلح، الى ان يعتقل اثر عملية، ثم يطلق سراحه بعملية تبادل للاسرى مع اسرائيل. ليختار بعدها العمل في مجال الصحافة والكتابة.
واذا كان هناك من تقاطع بين شخصيات الرواية وشخصيات واقعية، فان الكاتب علي الكردي نفى ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان تكون الرواية سيرة ذاتية. وقال "قد يكون فيها شيء من السيرة الذاتية، ولكنها ليست سيرة".
وعن بطل الرواية قال "فيه الكثير من شخصيتي"، وأضاف "لا أريد أن أكتب شيئا تسجيليا عن واقع قائم، فالشرط الفني هو هاجسي. لقد أردت أن أكتب رواية، ولكن لكي تنبض بالحياة لا بد أن تنهل من الواقع".
ويعترف الكردي، وهو صاحب مجموعة قصصية وحيدة بعنوان "موكب البط البري"، بأن "عملا كهذا كان بحاجة للجنون، ولكنني كنت محكوما بقارئ هذا الزمن، القارئ الذي لا يحتمل المطولات، وينتظر اشارات فقط لتدل على الواقع، ليستكمل هو بناء وتخيل العالم".
ويوضح "تحت تأثير هذا الهاجس، قررت أنني لا أريد أن يكون العمل طويلا، ولعل هذا أثر على كتابتي".
وعن تاثير الرقابة على كتابته، قال "بشكل أو بآخر الرقابة كانت موجودة"، وأضاف "هناك مسائل في غاية الحساسية، مثل موضوع هوية اليهود العرب. في إطار هذه العلاقات المعقدة هنالك جوانب إنسانية".
ولد علي الكردي العام 1953 وعاش في حي اليهود حتى العام 1979، في قصر شمعايا الذي "تحول الى خراب يجمع أناسا يعيشون تحت خط الفقر بكثير" على حد قوله


الصفحات
سياسة








