
منظمة الصليب الأحمر الدولية
عشرات من مقاتلي حركة طالبان تلقوا تدريبات على الإسعافات الأولية في شهر نيسان - أبريل. نفس الرزمة التدريبية قدمتها منظمة الصليب الأحمر لما يقارب من مائة من جنود الحكومة الأفغانية. وعبر ممثلون عن الحكومة الأفغانية عن استنكارهم أمام الصحافة بالقول: "طالبان لا تحتاج إلى مثل هذه المساعدة".
إلا أن المتحدث باسم منظمة الصليب الأحمر كريستيان كاردون أكد أن المنظمة "منذ تأسيسها قبل 150 عاما كانت تقدم المساعدة للجنود خلال فترات الحروب". وعليه فالحالة في أفغانستان لا تشكل استثناءا، في نظر الصليب الأحمر.
أما الدكتور ليو فان بيرخن من الجامعة الحرة في أمستردام والمتخصص في العلاقة بين الرعاية الطبية خلال الحروب وحقوق الإنسان، فيرى أن مبدأ الحياد هو مبدأ جيد جدا، ولكن من الصعب أحيانا الالتزام به في الحروب.
"ببساطة، تقول منظمة الصليب الأحمر الدولية: "نحن نساعد هذا الطرف، إذن علينا أيضا مساعدة الطرف الآخر". هذا هو الحياد في أجلى صوره، غير أن مثل هذه الرؤية تكون لها بالتأكيد عواقب لا تعد دائما ’محايدة‘ في نظر أطراف النزاع الأخرى".
ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتفظ بأكثر من 150 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، لم ترد رسميا على منظمة الصليب الأحمر الدولية، إلا أن الدكتور فان بيرخن يتوقع أن تكون خيبة أمل الأمريكيين في المنظمة الدولية كبيرة جدا.
"يعتقد الأمريكيون أن وجود منظمة مثل الصليب الأحمر في أفغانستان ليس فقط لتقديم المساعدة الطبية وحدها، ولكن أيضا للقيام بقليل من العمل الإنساني أيضا ومساعدة حركة طالبان ليس مثالا جيدا على العمل الإنساني، هكذا ستكون وجهة نظر الأمريكيين".
ويرى الدكتور فان بيرخن أن الأمريكيين محقون في هذه النقطة، لأن "أفكار طالبان لا علاقة لها بحقوق الإنسان ولا بالعمل الإنساني"، في نظر فان بيرخن. "أفكار طالبان غير إنسانية. أنظر على سبيل المثال أفكارهم بشأن المرأة ".
ولكن الأمريكيين لن يذهبوا أبعد من ذلك كأن يقولوا مثلا إن الصليب الأحمر لا يحق له تقديم العون الطبي في حالات النزاع المسلح. لأن ذلك يعارض تماما الحق الأزلي في تقديم العون الطبي للجميع، مهما كانت الظروف أو الخلفيات. وهذا في النهاية هو الموقف الرسمي للصليب الأحمر.
"إذا دُربت طالبان لتقديم العون الطبي للجنود الجرحى، فستقوم بمساعدة أعضاء حركتها فقط، وليس بقية الناس من الذين يعارضونها. وهذا أيضا يعد خرقا للفلسفة التي تقوم عليها منظمة الصليب الأحمر والتي تدعو إلى تقديم المساعدة للجميع بغض النظر عن الخلفية. إذن، هنا أيضا مفارقة".
الدكتور فان بيرخن عضو في المؤسسة الهولندية يوهانس فير وهي منظمة عالمية لحقوق الإنسان خاصة بمهنيي الصحة. وعلى غرار الصليب الأحمر، تهدف هذه المؤسسة نشر مبدأ تقديم المساعدة الطبية للجميع. لكن الدكتور فان بيرخن يعترف بأن هذا المثال، مثال حركة طالبان، يدل على أن هذا المبدأ يمكن أن يكون صعبا في واقع الممارسة والتطبيق.
"نحن أمام مفارقات كبيرة. قالها بتنهد. "الحرب تعني الدمار والموت وإلحاق الضرر. أما الرعاية الطبية فهي عكس ذلك تماما. هل يمكن التوفيق بينهما؟ ليس من السهل أن تجيب على مفارقة مثل هذه. لا يمكن أن تقول: 'هناك حرب دائرة في منطقة ما نحن على خلاف معها، إذن لن نفعل شيئا. بيد أن تقديم المساعدة في مثل هذه الحالة يؤدي لا محالة إلى طرح أسئلة من هذا القبيل. ليس كل الناس يدركون هذه الوضعية
إلا أن المتحدث باسم منظمة الصليب الأحمر كريستيان كاردون أكد أن المنظمة "منذ تأسيسها قبل 150 عاما كانت تقدم المساعدة للجنود خلال فترات الحروب". وعليه فالحالة في أفغانستان لا تشكل استثناءا، في نظر الصليب الأحمر.
أما الدكتور ليو فان بيرخن من الجامعة الحرة في أمستردام والمتخصص في العلاقة بين الرعاية الطبية خلال الحروب وحقوق الإنسان، فيرى أن مبدأ الحياد هو مبدأ جيد جدا، ولكن من الصعب أحيانا الالتزام به في الحروب.
"ببساطة، تقول منظمة الصليب الأحمر الدولية: "نحن نساعد هذا الطرف، إذن علينا أيضا مساعدة الطرف الآخر". هذا هو الحياد في أجلى صوره، غير أن مثل هذه الرؤية تكون لها بالتأكيد عواقب لا تعد دائما ’محايدة‘ في نظر أطراف النزاع الأخرى".
ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتفظ بأكثر من 150 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، لم ترد رسميا على منظمة الصليب الأحمر الدولية، إلا أن الدكتور فان بيرخن يتوقع أن تكون خيبة أمل الأمريكيين في المنظمة الدولية كبيرة جدا.
"يعتقد الأمريكيون أن وجود منظمة مثل الصليب الأحمر في أفغانستان ليس فقط لتقديم المساعدة الطبية وحدها، ولكن أيضا للقيام بقليل من العمل الإنساني أيضا ومساعدة حركة طالبان ليس مثالا جيدا على العمل الإنساني، هكذا ستكون وجهة نظر الأمريكيين".
ويرى الدكتور فان بيرخن أن الأمريكيين محقون في هذه النقطة، لأن "أفكار طالبان لا علاقة لها بحقوق الإنسان ولا بالعمل الإنساني"، في نظر فان بيرخن. "أفكار طالبان غير إنسانية. أنظر على سبيل المثال أفكارهم بشأن المرأة ".
ولكن الأمريكيين لن يذهبوا أبعد من ذلك كأن يقولوا مثلا إن الصليب الأحمر لا يحق له تقديم العون الطبي في حالات النزاع المسلح. لأن ذلك يعارض تماما الحق الأزلي في تقديم العون الطبي للجميع، مهما كانت الظروف أو الخلفيات. وهذا في النهاية هو الموقف الرسمي للصليب الأحمر.
"إذا دُربت طالبان لتقديم العون الطبي للجنود الجرحى، فستقوم بمساعدة أعضاء حركتها فقط، وليس بقية الناس من الذين يعارضونها. وهذا أيضا يعد خرقا للفلسفة التي تقوم عليها منظمة الصليب الأحمر والتي تدعو إلى تقديم المساعدة للجميع بغض النظر عن الخلفية. إذن، هنا أيضا مفارقة".
الدكتور فان بيرخن عضو في المؤسسة الهولندية يوهانس فير وهي منظمة عالمية لحقوق الإنسان خاصة بمهنيي الصحة. وعلى غرار الصليب الأحمر، تهدف هذه المؤسسة نشر مبدأ تقديم المساعدة الطبية للجميع. لكن الدكتور فان بيرخن يعترف بأن هذا المثال، مثال حركة طالبان، يدل على أن هذا المبدأ يمكن أن يكون صعبا في واقع الممارسة والتطبيق.
"نحن أمام مفارقات كبيرة. قالها بتنهد. "الحرب تعني الدمار والموت وإلحاق الضرر. أما الرعاية الطبية فهي عكس ذلك تماما. هل يمكن التوفيق بينهما؟ ليس من السهل أن تجيب على مفارقة مثل هذه. لا يمكن أن تقول: 'هناك حرب دائرة في منطقة ما نحن على خلاف معها، إذن لن نفعل شيئا. بيد أن تقديم المساعدة في مثل هذه الحالة يؤدي لا محالة إلى طرح أسئلة من هذا القبيل. ليس كل الناس يدركون هذه الوضعية