نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


سيناريو التوريث لم يحترق في ليبيا رغم اجراءات عاجلة لتفادي احداث تونس و مصر




امستردام - عمر الكدي - اتخذت عدة دول عربية إجراءات عاجلة لتفادي انتقال الانتفاضة إلى أراضيها. وكان معظم الإجراءات ذات طابع اجتماعي- اقتصادي. لكن اليمن والأردن اتخذ كلاهما خطوات سياسية. فقد أقال ملك الأردن حكومة سمير الرفاعي، وكلف معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة، والذي عرض على حزب جبهة العمل الإسلامي خمس حقائب وزارية، إلا أن الحزب رفض الانضمام إلى الحكومة، وفضل البقاء في المعارضة. أما المعارض الأشهر ليث شبيلات فوجه رسالة للعاهل الأردني، خيره فيها بين الإسراع في الإصلاح، أو "مواجهة العاصفة". في اليمن قرر الرئيس علي عبد الله صالح عدم الترشح لولاية جديدة، بعد 33 سنة سلطة، كما صرح بأن ابنه لن يخلفه في منصبه، وذلك بعد المظاهرات الحاشدة التي نظمها الطلبة في الجامعات اليمنية.


سيناريو التوريث لم يحترق في ليبيا رغم اجراءات عاجلة لتفادي احداث تونس و مصر
في سوريا اتخذت الحكومة عدة إجراءات من بينها إعفاء بعض المزارعين من دفع القروض، وإعادة جدولة القروض الأخرى، بالإضافة إلى دعم المزارعين في المناطق التي تعرضت للجفاف، واستيعاب معظم الخرجين الجدد، كما أسست صندوقا للمساعدة الاجتماعية، لصالح أكثر من مليوني فقير في البلاد، ولم تغفل الدعم الخاص بالتدفئة، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

أما المغرب فشهد يوم أمس مظاهرة شارك فيها أكثر من ألف متظاهر في سلا، تضامنا مع جامع المعتصم، القيادي في حزب العدالة والتنمية، والذي أعتقل مؤخرا مع عدد من زملائه، وردد المتظاهرون شعار "الشعب يريد إسقاط الفساد". وهو ما يعني أن التغيير في المغرب لن يشمل النظام الملكي، وفي أقصى الحالات، سيتم المطالبة بتحويل المغرب إلى ملكية دستورية، ويتوقع أن تتخذ الحكومة يوم 10 فبراير إجراءات عاجلة بتشغيل 3500 خريج جامعي عاطل عن العمل، كما ستقدم المساعدة لحوالي 37 ألف آخرين.
في ليبيا التي وجدت نفسها فجأة بين جارتين مقبلتين على تغييرات كبيرة، فقد ألغت الحكومة كل الرسوم الجمركية على المواد الغذائية، وهو ما سبقتها إليه الحكومة الجزائرية بعد المظاهرات التي تزامنت مع الانتفاضة التونسية، كما رفعت قيمة القروض السكنية إلى 60 ألف دينار بدون فوائد، إلا أن الدعوة للخروج إلى الشوارع يوم 17 فبراير القادم، في الذكرى الخامسة لانتفاضة بنغازي جعل السلطات تتخذ تدابير أكثر تشددا، من بينها إجراءات أمنية تحسبا لأي تحرك وخاصة في المنطقة الشرقية، التي وصل فيها الاحتقان إلى درجة تقترب من الانفجار.
خلال الانتفاضة التونسية عمد القذافي إلى تحريض الشباب على اقتحام الوحدات السكنية، التي لا تزال تحت الإنشاء، وبالفعل تحرك الشباب في وقت متزامن وسط غياب أمني، واقتحموا الشقق في كل المدن الليبية، وهو ما ترتب عليه اشتباكات بين أصحاب الشقق والمقتحمين، تطورت لتتحول إلى توتر قبلي، أدى إلى سقوط خمسة قتلى، وقد فسر المراقبون ما فعله القذافي باعتباره خطوة استباقية، فعندما تكون العلاقات متوترة بين القبائل لن تستطيع تنظيم نفسها للخروج في مظاهرات.

مواجهة على الفيس بوك
ولكن بعد الانتفاضة المصرية أدرك القذافي أن ما حدث في البلدين المجاورين يمكن أن ينتقل إلى بلاده، لذلك مزج بين سياسة العصا والجزرة، حيث نقل ناشطون ليبيون على موقع الفيس بوك أخبارا عن لقاء العقيد القذافي بعدد من الإعلاميين، من بينهم ناشطون على مواقع الاتصال الاجتماعي، وأن اللقاءات امتدت لثلاثة أيام، تحدث فيها القذافي عن الانتفاضتين التونسية والمصرية، ودافع عن الرئيس التونسي المخلوع، كما دافع عن الرئيس حسني مبارك. وهاجم القذافي قناة الجزيرة الفضائية، والشيخ يوسف القرضاوي لأنه دعا المصريين للثورة على مبارك متسائلا لم لا يحرض القرضاوي على القواعد الأمريكية في المنطقة، ولم ينس تحذيرهم من أن قبائلهم ستتحمل المسئولية، إذا ما قاموا بعمل يخل بالأمن.
ومن الإجراءات التي اتخذت في ليبيا إلقاء القبض على المعارض جمال الحاجي في طرابلس، كما ألقي القبض على الناشط علي عبد الونيس المنصوري في مدينة طبرق، وكانا الاثنان قد نشرا مقالات تدعو إلى التظاهر السلمي.
ومؤخرا فتحت صفحة على الفيس بوك تدعي "يوم الغضب في ليبيا 17 فبراير ضد الفساد والمحسوبية"، والتي تدعو إلى التظاهر في نفس اليوم في عدد من المدن الليبية، بعد صلاة العصر يوم الخميس، وأيضا بعد صلاة الجمعة، كما حددت مجموعة من المساجد يتم الانطلاق منها باتجاه الساحة الخضراء وسط طرابلس، وحددت مكان التجمع في بنغازي وبقية المدن الليبية، وأكدت الدعوة على أن التظاهرة ستكون سلمية، وأن الهتافات ستكون وطنية، ولن تتقاطع مع أي تيار سياسي أو أيديولوجي، وطلبت من المتظاهرين الصمود والتكاتف. كما فتحت صفحة على الفيس بوك لأنصار العقيد القذافي باسم "شباب وبنات ليبيا يفتخروا بقائدهم معمر القذافي"، تعهدوا فيها بالتصدي العنيف لكل من يخرج في المظاهرة.

سيناريو التوريث لم يحترق في ليبيا
الإعلامي الليبي محمود شمام، رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة فورن بولسي، يرى أن هناك عدوى تنتقل من تونس إلى مصر، الجزائر، اليمن، والأردن، ومن الممكن أن نراها في بلدان أخرى، كما يعتقد شمام أن هناك تغييرا شاملا قادم إلى البلاد العربية، بسبب القمع والفساد، ولكن هناك تفاوتا في ما يخص الشروط الموضوعية لنجاح أي انتفاضة بين البلدان العربية، ويضيف قائلا: "حتى لو لم تنجح هذه الاحتجاجات في بعض البلدان، ولكنها تحصد نتائج مهمة جدا، بمعنى أن هناك ضغطا رهيبا جدا، يترتب عليه إجراء إصلاحات، وتقديم تنازلات، وانتزاع الناس لحقوقهم، وهو ما يعلم الناس بأن الحصول على حقوقها يقتضي تقديم تضحيات".
وفي ما يتعلق بليبيا يرى شمام أن عدم وجود أحزاب، وغياب الدستور، ووجود مجتمع مدني صغير، في ظل سلطة فرد واحد، قد تشكل عقبة أمام نهاية سعيدة، ولكنها أيضا قد تكون لصالح التغيير، فعندما تهتز سلطة الحاكم المطلق، يفر كل من حوله بسرعة. ويتوقع شمام أن تكون المظاهرات في ليبيا مختلفة عن ما جرى في بلدان أخرى، ولكنها تكفي إذا ما اقتصرت على الليبيين في الداخل، ونابعة من قناعاتهم، وتعتمد على النفس الطويل فستجعل النظام يقدم تنازلات، خاصة وأنه قدم التنازلات تلو التنازلات قبل أن تخرج أي مظاهرة.
كما يعتقد شمام أن سيناريو التوريث الذي احترق في بلدان عربية عدة، لم يحترق بعد في ليبيا، بل ربما يكون أحد مخارج النظام من أزمته، وذلك بتقديم سيف الإسلام القذافي كوجه ليبرالي يطالب بالتغيير، إلا إذا كان إسقاط التوريث أحد مطالب المحتجين.

عمر الكدي - إذاعة هولندا العالمية
الثلاثاء 8 فبراير 2011