تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


كيف "صمد" الجنود في الخنادق في الحرب العالمية؟ مؤرخون يردون




باريس - كيف "صمد" المقاتلون في الحرب الكبرى لمدة طويلة في ظروف مريعة وسط الخنادق؟ على هذا السؤال يعطي المؤرخون غيرد كرومايخ من جامعة دوسلدورف وجون هورن من ترينيتي كوليدج في دبلن وآنيت بيكر من جامعة باريس اويست في نانتير تفسيراتهم:


- غيرد كرومايخ:

"لانهم كانوا جميعهم يتحلون بروح وطنية وبقوا مقتنعين تماما انه بوجودهم على الجبهة يدافعون عن بلادهم. وبالتأكيد فان الانضباط لعب دورا وكذلك الشعور بالتضامن والولاء تجاه رفاقهم الذين لا يجوز التخلي عنهم. لكن الشعور الاقوى كان الاعتقاد الراسخ بان وجودهم (على الجبهة) كان للزود عن الوطن".

- جون هورن :

"صمودهم يعود جزئيا الى سلوك تقليدي لاارادي يتمثل بالانصياع الى السلطة، وايضا الى حس بالهوية الوطنية وشرعية معركتهم. في 1914 كان لدى جميع المقاتلين تقريبا ايا يكن معسكرهم شعور بانهم انما يدافعون عن انفسهم في وجه عدوان. وبالطبع فان القوة والضغط لعبا دورهما لكن القمع فقط كان عاجزا عن ارغام الجنود على القتال كما تدل على ذلك حركات التمرد في 1917 في فرنسا وروسيا.

ان اصول السلوك الذكوري والتضامن بين رفاق القتال كان لها تأثيرها ايضا. وكذلك فان الوهم بان الهجوم المقبل سيحمل اخيرا النصر يبرر هدر الدماء. لكن عندما تبدد ذلك الوهم في نهاية المطاف حصلت حركات تمرد في العام 1917".

- آنيت بيكر :

"ان صمد الجنود فذلك يعود اولا الى انهم لم يبقوا في الواقع لمدة طويلة جدا في الخط الامامي، يومين او ثلاثة ايام على التوالي قبل تبديلهم. فان مدد المعركة القصوى لم تكن عموما طويلة بالنسبة لمعظم الرجال. ذلك لا يخفف من رعب الجبهة. خلال المعارك الكبرى كان الامر مروعا. في فردان كان المقاتلون يبقون احيانا ثمانية ايام في الخط الامامي بدون التمكن من تبديلهم، وبدون مياه وطعام. وان وصفت (معركة) فردان ب+الجحيم+ فلانه لم يكن هناك كلمة اخرى (لوصف) مشهد صحراوي خال تماما من الاشجار والاعشاب، لا شيء قطعا والجنود يقفزون من حفرة قذائف الى حفرة قذائف مع انتشار رائحة الجثث المتحللة في كل مكان وصراخات الذين كانوا يحتضرون.. لكن في الخطوط الخلفية كانت الظروف الحياتية اقل صعوبة للاحتمال وان لم تكن جيدة.


وما كان يجعل المقاتلون يصمدون ايضا كان الوهم بان المعركة المقبلة ستحمل النصر. كان هناك اعتقاد في كل مرة بان الامور ستنتهي قريبا. وبان التضحية صعبة لكنها من اجل تحقيق النصر بسرعة كبيرة. في 1916 قررت الكتلتان شن هجمات في آن واحد، على فردان وعلى لاسوم مع الفكرة نفسها وهي تحقيق النصر. وكانوا يتمكنون بطريقة مذهلة من اقناع الرجال بذلك. واعتبارا من 1917، بدأت قناعة المقاتلين بذلك تتلاشى اكثر فاكثر. لكنهم استمروا لانه سقط الكثير من القتلى، والتراجع او التخلي عن هؤلاء القتلى سيعني خيانتهم.

وكانت تحصل بين الحين والاخر بعض الشظايا مثل رفض جنود فرنسيين الانصياع للاوامر اثناء كارثة هجوم نيفيل على شومان دي دام. ثم في 1918 امام الهجوم الاخير للالمان الذي كاد ان ينجح، قال اولئك الذين كانوا مستعدين للتوقف في 1917 في قرارة انفسهم : +مستحيل لا يمكن ان نتركهم ينتصرون+. وشهدنا اعادة تعبئة هائلة وطنية وثقافية وعاطفية".

ا ف ب
السبت 15 فبراير 2014