نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


مافيا تجار.... الجزائر تحاول عبثا التحكم في الاقتصاد الموازي مصدر استعار الأسعار ومشعل الاحتجاجات





الجزائر - عامر واعلي - في محاولة لاحتواء انتشار الاقتصاد الموازي الذي يحرمها من موارد ضريبية تحاول الحكومة الجزائرية عبثا التحكم في هذه الظاهرة التي كانت في الاونة الاخيرة مصدر ارتفاع الاسعار الذي تسبب في اعمال العنف، كما يرى بعض الاقتصاديين


احتجاجات الجزائر الأخيرة ضد الغلاء وارتفاع الاسعار
احتجاجات الجزائر الأخيرة ضد الغلاء وارتفاع الاسعار
وتفاديا لتأجيج التوتر بينها وبين هذا القطاع الحساس اضطرت الحكومة الى التراجع عن قرار فرضته على تجار الجملة ويقضي باستعمال الشيكات لتسديد المبالغ الكبيرة كضمان وحيد للشفافية في المبادلات التجارية.

وفي حديث لوكالة فرانس برس اعتبر الاقتصادي صالح موهوبي ان التجارة الموازية غير الرسمية -التي تقدر مواردها بما بين ثلاثة الى ستة مليارات يورو- "تزدهر بشكل خطير".

وقال "انها مصدر كل المضاربات التي تؤدي الى الاضطرابات" في حين شهدت الجزائر الاسبوع الماضي خمسة ايام من اعمال عنف دامية.

وانتقد المحللون قرار تجار الجملة رفع اسعار المواد الاساسية ما ادى الى اندلاع اعمال العنف وذلك استباقا منه التجار لارتفاع المبالغ التي سيتعين عليهم دفعها للضرائب مع تطبيق قرار الالتزام باستعمال الشيكات اعتبارا من الاول من آذار/مارس المقبل.

وبعد ثلاثة ايام من اندلاع اعمال العنف في الخامس من كانون الثاني/يناير التي خلفت خمسة قتلى و800 جريحا، قررت الحكومة تعليق هذا القرار.

وكتب موقع "مغرب امرجان" (المغرب العربي الناشئ) المتخصص في الاقتصاد ان حكومة الوزير الاول احمد اويحيى "تقهقرت في عز المعركة".

واكد الاستاذ الجامعي بلقاسم بوخروف لصحيفة الوطن ان "الدولة تراجعت امام ضغط اصحاب التجارة الموازية الذي يشبه ضغط المافيا".

واعتبر انه "بسعيها الى استعادة الهدوء سريعا بسهولة (...) اتخذت الحكومة اجراء خطيرا يضفي الشرعية على ما هو غير رسمي".

ونفت السلطات الجزائرية التي تستمد مواردها اساسا من تصدير المحروقات والغاز، ان تكون رضخت لضغط الاحداث وتؤكد انها تريد في المقابل التحرك تدريجيا.

واقر وزير الداخلية داحو ولد قابلية في حديث مع فرانس برس بان مسؤولية الاضطرابات تعود الى "الذين تضررت مصالحهم في قضية التجارة وتحرير الاقتصاد وفرضت (السلطات عليهم) قيودا".

لكنه اعتبر ايضا انه "لا يمكن بعد فرض" استعمال الشيكات لان القطاع المالي غير مستعد.

واضاف ان "معركة الاقتصاد الموازي يجب ان تندرج في استراتيجية على المديين المتوسط والطويل" لان "بامكان القطاع غير الرسمي ان يكون شكلا من اشكال التنمية والمساهمة في خلق وظائف".

وافاد تحقيق اجراه مؤخرا منتدى ارباب العمل، اكبر منظمة رجال اعمال في الجزائر، ان "القطاع غير الرسمي يشكل جزءا هاما من الاقتصاد".

واثبت التحقيق انه خلال 2007 كانت الوظائف غير الرسمية تمثل 32% بين ال8,25 ملايين عامل في الجزائر، وهي نسبة ترتفع الى النصف في قطاع التجارة: 592 الف شخص من اصل مليون و140 الفا.

واعتبر التحقيق ان موارد القطاع غير الرسمي "تبلغ 17% من اجمالي صافي موارد العائلات" وتمثل ما بين ثلاثة الى ستة مليار يورو. وان اكثر المجالات المعنية هي البناء والتجارة والنقل والصناعات التقليدية.

لكن بالنسبة للدولة والضمان الاجتماعي فان تنامي هذا الاقتصاد الموازي يشكل عبءا كبيرا حيث انه وبغض النظر عن الموارد الضريبية التي تقدر بنحو مليار يورو، فهو يشكل تنافسا "غير عادل" مع المتعاملين الرسميين ويحبط المستثمرين الاجانب.

وافاد التحقيق ايضا ان هذه الممارسات تشجع الفساد وتخلق لدى "دافع الضرائب العادي" تخوفات من الادارة الضريبية

عامر واعلي
الخميس 13 يناير 2011