نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


مثالية فوضى وأحلام مقهورة ..... مصر عند مفترق طرق والكل يحلم برحيل الدكتاتور




القاهرة - آن بياتريس كلاسمان - الكبار والصغار، اليسار والإسلاميون، الكل شارك في المسيرة المليونية الثلاثاء في القاهرة مطالبين برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، الكل يحلم بمصر بلا مبارك ولكن سرعان ما يتشتت هذا الإجماع على رحيل مبارك عندما يطرح السؤال: ماذا بعد مبارك؟


ميجدان التحرير في ليلة الحسم المليونية بالقاهرة
ميجدان التحرير في ليلة الحسم المليونية بالقاهرة
تسود مصر حالة الطوارئ رسميا منذ نحو 30 عاما، وهي نفس المدة التي حكمها مبارك. ولكن حالة الطوارئ التي تسود العاصمة المصرية الثلاثاء لم تحدث أبدا خلال هذه العقود الثلاثة.

تدفق مئات الآلاف ظهر اليوم إلى ميدان التحرير وسط القاهرة للتعبير أمام العالم بصيحات الاحتجاج عن كراهيتهم لنظام مبارك.

وتخللت مجموعات المتوجهين ناحية الميدان مجموعات صغيرة من جماعة الإخوان المسلمين بمتوسط يتراوح بين 10 و 20 شخصا للمجموعة وتسود القاهرة أجواء ساخنة حيث اكتظ الميدان بالمحتجين واضطروا للتحول إلى الشوارع المحيطة.

لدى كل شخص هنا حلم مختلف عن مصر جديدة أفضل ولكن الشيء الوحيد الذي يوحدهم هو رغبتهم في رحيل الرئيس. غير أن لدى كل من هؤلاء خطط مختلفة عندما يتعلق الأمر في وقت ما بعد مبارك، ولكن ليس هناك من يريد الحديث عن ذلك.

وتقول إيناس سعيد التي تعمل في تكنولوجيا المعلومات:"على النظام أن يرحل ثم تأتي حكومة انتقالية، أريد أن أحرر بلدي من الفساد".

وإلى جانب إيناس وقف أحمد عبد الحليم ذو اللحية الطويلة التي تنم عن تدينه الإسلامي مشيرا إلى أنه كان أحد الجنود الذين شاركوا في حرب تشرين أول/أكتوبر عام 1973 ضد إسرائيل.

وقال عبد الحليم وهو يتكأ على عصاه "لقد حررنا سيناء آنذاك ثم ها نحن نحرر أنفسنا الآن من حكم فرعون الظالم".

ورغم تدين عبد الحليم إلا أنه لا ينتمي لحزب سياسي، مثله في ذلك مثل معظم المتظاهرين الذين شاركوا في "المظاهرة المليونية".

وأكد عبد الحليم عدم انضمامه لأحزاب سياسية . وتابع "على أية حال ليس لدينا أحزاب بالمعنى الصحيح في مصر".

وجماعة الإخوان المسلمين التي تسعى لتحكيم الشريعة الإسلامية في مصر ليس لها حزب رسمي حيث أن مصر تحظر حتى الآن الأحزاب القائمة على أساس ديني ورغم ذلك فإن جماعة الإخوان المسلمين ليست أقل تنظيما من الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه مبارك.

ويقول المحامي الشاب أيمن سليمان/25 عاما/ الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، إنه متجه للمظاهرة ليسطر تاريخا، فهو حسب قوله يريد أن "يكون موجودا مع المتظاهرين عندما يسقط مبارك".

وقضى الشاب أيمن ، الذي يقيم أصلا في محافظة الشرقية ، الأيام السبعة الماضية في القاهرة من أجل هذا الهدف ، وفي سبيل ذلك ترك أيمن الشرطة تضربه بالهراوات "كل ذلك ليس مهما.. نحن مستعدون أصلا للشهادة في سبيل الله".

استمتع الشاب أيمن سليمان بلحظات الحرية، تعجبه تلك النظرات غير المستحسنة لمظهره والتي وجهها له ثلاثة رجال يبدون وكأنهم من عناصر شرطة أمن الدولة.

وتشكلت مجموعة صغيرة من المتظاهرين المؤيدين لمبارك على مقربة من جموع المعارضين له واستغرب أحد المشاركين في المظاهرة المؤيدة من أن حشود المتظاهرين "يريدون تغيير حكومة بأكملها في يوم واحد، كيف ذلك؟".

حاول المشاركون في "المظاهرة المليونية" تنظيم أنفسهم بشتى السبل. فهذه فتاة محجبة تطوف على المتظاهرين قائلة:"نريد أن نبقى في الميدان، لا نريد أن نخرج في مسيرة لأن هناك خطرا من أن تندس مجموعات معارضة لنا بيننا وتسبب فوضى مما قد يؤدي إلى أن يصبح الوضع خطيرا".

ولكن هذه الفتاة لا تستطيع إقناع جميع المتظاهرين بذلك، حيث قال بعض المتظاهرين إنهم يريدون السير إلى عدد من قصور الرئاسة في القاهرة.

وسارت الحياة بشكل شبه طبيعي في عدد من الأحياء الأخرى في القاهرة حيث سادت على سبيل المثال حالة من الهدوء المخيف أمام البورصة المصرية المغلظقة منذ عدة أيام.

وجلس عدد من الرجال والنساء على المقاهي القليلة التي لا تزال تفتح أبوابها رغم الاضطرابات. معظم هؤلاء يرتدون ملابس جيدة ويتحدثون معظم الوقت في أجهزة الهاتف المحمول

آن بياتريس كلاسمان
الاربعاء 2 فبراير 2011