نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


3 محاور لاستراتيجية بايدن "الرئيس" حيال إيران والعرب






مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة هذاالاسبوع، يستمر الجدل والتساؤل حول السياسة الخارجية للحزب الديموقراطي في حال فوزه، وخصوصا في ما يتعلق بالمنطقة العربية.

ورغم ان الحملة الرئاسية للحزب الديموقراطي نشرت اكثر من بيان رسمي عن سياستها الخارجية تشير بوضوح الى ضرورة العودة الى الاتفاق النووي مع ايران، مع بعض التعديلات عليه لتلافي النواقص السابقة فيه، الا انها لم تشر رسميا الى الطريقة التي ستنفذ بها هذا الامر وكيفية التعامل مع بقية القضايا المتعلقة.


 

الا ان المستشارين السياسيين للحملة الديموقراطية بدأوا التفكير بهذه الاسئلة منذ اكثر من عامين من خلال عمل بعضهم في مراكز ابحاث مختلفة او في مجلسي الشيوخ و النواب، الامر الذي اتاح لهم التواصل بشكل مباشر مع اكاديميين ايرانيين و روس   وتكوين افكار مختلفة لآلية تنفيذ ما يفكرون به. ومن المعروف ان الديمقراطيين   والجمهوريين ينظرون الى منطقة شرق الاوسط من الزاويا الايرانية،على أساس ان ايران هي من يهدد الاستقرار في المنطقة كلها. 

حاولت ادارة باراك اوباما استرضاء الايرانيين بالاتفاق النووي و رفع العقوبات و غض النظر عن سياستهم العدائية في سوريا و اليمن و لبنان املا بأن يستوعب الايرانيون الفرصة المتاحة لهم. و هم كانوا يأملون بان تفوز هيلاري كلينتون في الانتخابات الماضية لتستمر هذه السياسة. وقد استخدموا كل الامكانات الدبلوماسية، من دون دعمها بقوى الضغط الاميركية المتوافرة، حتى ظهرت ايران وكأنها هي القوة العظمى وليس اميركا.

 ادارة ترامب عكست سياسة اوباما، بالنسبة اليها ايران هي الشر المطلق ويجب ان تعاقب على افعالها، و هكذا  انسحبت من الاتفاق النووي وفرضت عقوبات قاسية على ايران، فانخفضت صادرات ايران من النفط بنسبة ٩٠٪؜  ووصل التضخم الى مستويات عالية جدا، ولم يوفر الطيران الاسرائيلي الاهداف الايرانية في سوريا، وقتل قاسم سليماني، و تم اطلاق سراح معتقلين امركيين لدى ايران من دون دفع ثمن سياسي. وما زالت واشنطن مستعدة للمضي قدما في هذه السياسة حتى آخر يوم من الولاية الرئاسية، و لكنها بحاجة الى فترة رئاسية كاملة للحصول على نتائج المرجوة. 
الادارة الحالية إذاً استخدمت كل عناصر القوة المتوافرة لها  من دون ان تفسح مجالا دبلوماسيا للحل.

الديمقراطيون راقبوا سياسة ترامب و اكتشفوا مواقع قوة فيها لم يجرأوا عليها في سياستهم الماضية. فالاوروبيون، رغم غضبهم من العقوبات الاميركية و الانسحاب من الاتفاق النووي، لم يقاوموا الاميركيين، و الايرانيون لم يردوا على مقتل قاسم سليماني بالطريقة التي كانوا يتخيلونها و الروس و نظام الاسد لم يستطيعوا ايقاف القصف الاسرائيلي للمواقع الايرانية في سورية. 

وهكذا توصل الديموقراطيون الى نتيجة ان افضل سياسة للتعامل مع ايران هي مزج سياسة اوباما مع سياسة ترامب و تطوير الية التعامل و المفاوضات مع ايران بحيث تحقق الاستقرار في المنطقة من خلال مزج الدبلوماسية الجدية المدعومة بقوة العقوبات و العسكر و ذلك عن طريق: 

اولا، تفاوض مباشر اميركي إيراني حول الاتفاق النووي و طريقة تطويره و تعديله وفق الواقع و المطالب الحالية- لا عودة لاتفاق ٢٠١٥. يتماشى ذلك مع بقاء عقوبات المفروضة حاليا مع رفع تدريجي لها، و خصوصا بموضوع المسائل الطبية و الانسانية،   ولكن على ايران ان تثبت جديتها اولا قبل بدء رفع العقوبات الحقيقية.

ثانيا، تفاوض ايراني مع دول الخليج بشكل مباشر و بدعم اميركي و غربي واضح لدول مجلس التعاون من دون حضور الدول الغربية التفاوض نفسه وذلك لحل المشاكل في ما بين طهران ودول الخليج و اتخاذ اجراءات بناء الثقة بين الاطراف تبدا بأشياء بسيطة مثل  وقف الهجمات الاعلامية و السماح للايرانيين بالحج وفق الانظمة و القوانين المعمول بها وتسهيل سفر الشيعة العرب الى المقامات المقدسة في العراق او ايران و اصدار بيان مشترك يتضمن احتراما للشؤون الداخلية لكل دولة و عدم التدخل فيها، على امل ان يؤدي هذا الامر ،على المدى القريب ،الى تجميد النزاعات المسلحة في اليمن و سوريا و العراق لاحقا وتسهيل دخول المساعدات الانسانية الى مناطق النزاع ووقف اطلاق الصواريخ على منطقة الخليج. 

المحور الثالث، هو اجتماع دولي تشارك فيه ايران و الاتحاد الاوروبي و دول الخليج والولايات المتحدة لمناقشة استقرار المنطقة السياسي و الاقتصادي بشكل عام، واعطاء غطاء دولي للمحورين لارضاء ايران سياسيا و اعادتها للمجتمع الدولي و في الوقت نفسه تحميلها مسؤولية اي نتائج سلبية بعد الاجتماعات، لان رفع العقوبات الاميركية سيترافق مع تطور العملية السياسة و تحقيق نتائج ملموسة على الارض،   وخصوصا في سورية و اليمن حيث يجب تطبيق القرارات الدولية من دون تاخير.

تترافق هذه المحاور الثلاثة مع استمرار الانسحاب الاميركي من المنطقة العربية تدريجيا بشكل عام وبشكل غير مرتبط بتطور المحادثات، فهذا الموضوع له علاقة بالتوجه الاميركي نحو الشرق الذي بداه الرئيس اوباما و الوعود الانتخابية من الحزبيين باعاده الجنود الاميركيين الى وطنهم و تخفيف النفقات في ضوء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر فيه الولايات المتحدة. 

في هذا الوقت استمر تواصل الديمقراطيين مع الاكاديمين الروس لمعرفة ما يمكن تنفيذه بخصوص المأساة السورية. وكان واضحا للطرفين ان الموضوع الان يتعلق، بالجزء الاكبر منه، باعادة الاعمار و شروطه وبمن سيمول. 

ورغم اختلاف الرؤية بين الطرفين حول دور نظام الأسد المستقبلي الا انهما يتفقان على ان النظام بصورته الحالية غير مقبول و لا يمكن التعامل او التعاون معه و لابد من اجراءات سياسية جدية يتخذها النظام لطمأنه المجتمع الدولي تبدأ بملفات منها  الاسلحة الكيمياوية و تسهيل عودة المهجرين الامنة و الحد من السلطات الامنية و كشف مصير المعتقلين و تسهيل عمل اللجنة الدستورية لتصل الى نتائج حقيقية. 

ويعتقد الديمقراطيون ان تواصلهم مع ايران سيسهل عملهم مع الروس لايجاد حل للازمةالسورية. 
فايران، بالنسبة الى الديموقراطيين ليست العدو الذي يجب اخراجه من سوريا. 

في حال فوزهم، لا يعرف الديموقراطيون اذا ما كانوا سيستطيعون تنفيذ بعض هذه الافكار، و لكنهم بالتاكيد لن يتنازلوا 
مجانا عن العقوبات التي فرضتها ادارة ترامب.
--------
النهار

بسام بربندي
الاحد 1 نونبر 2020