نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت

نظرة في الإعلان الدستوري

26/03/2025 - لمى قنوت

رياح الشام

25/03/2025 - مصطفى الفقي

في الردّة الأسدية الإيرانية

22/03/2025 - عبد الجبار عكيدي


اكثر من 98 في المئة من سكان جنوب السودان ايدوا الانفصال




الخرطوم - سايمون مارتيللي - صوت سكان جنوب السودان بغالبية 98,83% لصالح الانفصال بحسب النتائج النهائية الرسمية التي اعلنتها مفوضية الاستفتاء مساء الاثنين.
وهذا الاعلان هو مجرد اجراء شكلي لان النتائج الاولية الكاملة التي نشرت في 30 كانون الثاني/يناير الماضي افادت ان 98,83% من الجنوبيين السودانيين صوتوا لصالح استقلال منطقتهم المرشحة لان تصبح في تموز/يوليو المقبل دولة جديدة.


وتؤكد النتائج التي ظهرت على شاشات اثناء حفل اقيم في الخرطوم انه من اصل ثلاثة ملايين و837406 صوتا صالحا عبر 44 الفا و888، اي 1,17% فقط، عن تأييدهم لابقاء الوحدة مع الشمال.

وقد اجري الاستفتاء من 9 الى 15 كانون الثاني/يناير الماضي وكان بندا اساسيا في اتفاق السلام الذي ابرم العام 2005 ووضع حدا لعقدين من الحرب الاهلية الدامية بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي.

واعلن الرئيس باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستعترف بجنوب السودان دولة "مستقلة وذات سيادة" في تموز/يوليو المقبل، مهنئا سكان جنوب السودان بالتصويت لمصلحة الاستقلال في استفتاء "تاريخي".

واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان نتيجة الاستفتاء "تشكل بداية يوم جديد في المنطقة".

كذلك، اشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بنتائج الاستفتاء، وحضت الافرقاء في شمال السودان وجنوبه على التطبيق الكامل لبقية بنود اتفاق السلام الذي وقع العام 2005.

ورحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بالاستفتاء "التاريخي" مؤكدة التزام الاتحاد السعي الى شراكة طويلة الامد مع الدولة الجديدة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان "اجراء الاستفتاء في شكل سلمي وذي صدقية يشكل نجاحا بالنسبة الى جميع السودانيين".

ووجه بان تحية الى حكومة الخرطوم برئاسة الرئيس عمر البشير وحكومة جنوب السودان برئاسة سلفا كير "للوفاء بالتزامهما حفظ السلام والاستقرار خلال هذه المرحلة الاساسية".

وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "سكان جنوب السودان بالمشاركة الكبيرة في هذا الاستفتاء التاريخي" و"اطراف اتفاق السلام الشامل الذي وقع العام 2005 بحس المسؤولية الذي اظهروه، عبر اجراء الاستفتاء في الموعد المحدد والقبول بنتيجته".

واكد ان "فرنسا ستقف الى جانب جميع السودانيين لمساعدتهم في انجاز المرحلة الانتقالية في افضل الظروف، في الشمال كما في الجنوب، وارساء سلام دائم في المنطقة برمتها".

وقال السناتور جون كيري الذي يتراس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي في بيان "في امكان جميع السودانيين ان يفخروا بالبدايات السلمية لبلد جديد".

لكنه تدارك "ثمة عمل كثير ينبغي انجازه على صعيد التعاون بين هذين البلدين المستقلين والمرتبطين في شكل كبير، وذلك في الاشهر التي تسبق الاستقلال الرسمي لجنوب السودان في تموز/يوليو".

وكان الرئيس السوداني عمر البشير اعلن صباحا قبوله بنتائج الاستفتاء حول مستقبل جنوب السودان، وقال في خطاب امام نساء وطلاب في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم "اننا سنعلن اليوم امام العالم كله اننا نقبل النتائج ونحترم خيار السودانيين الجنوبيين".

واضاف ان "نتائج الاستفتاء معروفة. لقد اختار جنوب السودان الانفصال. الا اننا ملتزمون الحفاظ على الروابط بين الشمال والجنوب، وملتزمون الحفاظ على علاقات جيدة مبنية على التعاون".

من جانبه، قال سلفا كير رئيس حكومة الجنوب امام مجلس الوزراء السوداني عقب اعلان البشير قبول نتائج الاستفتاء ان "انفصال الجنوب ليس نهاية الطريق، ولن نكون اعداء".

واكد كير على ضرورة "بناء علاقات قوية بيننا، والحدود بين الشمال والجنوب ستكون حدود على الورق فقط".

واشاد كير بموقف البشير وحكومته من الاستفتاء وقال انهم "يستحقون المكافاة ونحن نقول ان تمسكهم بتنفيذ اتفاق السلام يستحق التقدير".

وطالب كير برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وقال "علينا جميعا ان نقول لمن فرضوا العقوبات ان يرفعوها .. ويجب رفع اسم السودان عن قائمة دول الارهاب".

وفي مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان بدأت الاحتفالات عند قبر الزعيم السابق جون قرنق حيث تجمع المئات رغم الحر الشديد.

وقال الطالب سانتينو مشاهر "هذا يوم حريتنا. نحن مستعدون للاحتفال طوال الليل".

وجدد البشير الذي اقر باحتمال الانفصال، التزامه بحماية الجنوبيين في الشمال وتعهد بالعمل على حل كافة المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب قبل انشاء دولة جنوب السودان الجديدة في تموز/يوليو.

وقال "ليس هناك شخص من الجنوب سيضار لحدوث الانفصال او قيام دولة جديدة في الجنوب".

الا انه حذر من ان اي قرار بشان مستقبل منطقة ابيي يجب ان يراعي حقوق العرب الذين يتوجهون الى تلك الولاية كل عام بحثا عن الكلأ لماشيتهم.

وقال "ان بروتوكول ابيي والتحكيم الدولي حددا حدود منطقة ابيي ولكنهما لم يحددا من يصوت في استفتاء ابيي ونحن نؤمن بان حق التصويت حق لكل مواطن وليس هناك مواطن درجة اولى واخر درجة ثانية لانه يعيش متنقلا".

واكد ان "اي حل لابيي يستثني المسيرية نحن لن نقبله لان لهم حقا اصيلا في ارضهم ونريد حقوقهم الاصلية ثابتة وليس حق يفي المياه والرعي".

ويعتبر الوضع المستقبلي لمنطقة ابيي من اكثر المسائل حساسية ويتعين على الخرطوم وجوبا حلها قبل استقلال الجنوب والاتفاق على مسائل من بينها تقاسم عائدات النفط والجنسية.

وقد قتل ما لا يقل عن 37 شخصا منذ بداية الشهر في مواجهات بين قبيلتي الدينكا نقوك الجنوبية والمسيرية العربية الشمالية حول منطقة ابيي حيث ارجئ الاستفتاء حول تقرير مصيرها الى اجل غير مسمى.

ووقعت السلطات في شمال وجنوب السودان الاثنين اتفاقا يضمن لرعاة قبيلة المسيرية حق الانتقال الى منطقة ابيي المتنازع عليها وحتى الى اقصى الجنوب من اجل الكلأ. كما تحظى قوافل الجنوبيين العائدة الى جنوب السودان بحماية مسلحة.

وكان مقررا اجراء استفتاءين متزامنين بموجب اتفاق السلام الشامل الذي وقع العام 2005 منهيا عقدين من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه، الاول حول انفصال جنوب السودان وقد انجز في شكل سلمي، والثاني حول وضع منطقة ابيي.

لكن الاستفتاء الثاني ارجىء الى اجل غير مسمى بسبب خلاف حول مشاركة قبيلة المسيرية. وتشدد هذه القبيلة على وجوب مشاركتها في الاستفتاء خشية حرمانها من الوصول الى ابيي في حال انضمامها الى جنوب السودان.

وكان الاستفتاء على استقلال الجنوب من اهم عناصر اتفاق السلام الذي ابرم العام 2005 منهيا حربا مدمرة استمرت 22 عاما بين الجنوب الذي تسكنه غالبية من المسيحيين والشمال الذي تسكنه غالبية مسلمة.

وفيما يحتفل الجنوب باستقلاله، تسببت نتيجته في نشر مشاعر الحزن وفي بعض الاحيان الغضب في الشمال حيث نظم نشطاء طلابيون تظاهرات اسبوع الماضي تدعو الى تغيير النظام. الا ان قوات الامن قامت بقمعها.

سايمون مارتيللي
الثلاثاء 8 فبراير 2011