قناع أفريقي مرتبط بالأساطير المحلية
وقد أكد مدير مركز البحوث في عصور ما قبل التاريخ و الأنتروبولوجيا و التاريخ حاشي سليمان أن هذا اللقاء الثقافي الذي ترأست جلسة افتتاحه وزيرة الثقافة خليدة تومي يعد امتدادا للملتقى الأول الذي تم تنظيم خلال المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني تحت عنوان الأنتروبولوجيا.
و أبرز الأستاذ بن عودة لبداي من جامعة "مين" والمختص في الأدب الإفريقي الدور “الحاسم” للأساطير الداخلية في مسار الاندماج مع الحداثة وذلك انطلاقا من البحث في العلاقة بين الأساطير القديمة و الحديثة الذي يتولد عنه حجم الحداثة للأمم الإفريقية.
وقالت الروائية ألفير مرواور أن الأسطورة كانت تعكس الإيديولوجيات الرئيسية للمجتمعات الإفريقية مشيرة إلى أن هذا الملتقى يناقش أهمية الأساطير في الأدب الإفريقي كما يسلط الضوء على المشاكل التي يواجهها الأدب في أفريقيا وربطت الأسطورة بالهوية من جهة وتحدثت عن ضرورة تدوينها عبر الرواية والمسرح كي تشكّل حاجزا أساسيا يمكننا من الحفاظ على الذات الإفريقية بكل ما يشكلها .
الأسطورة هي الجزء الكلامي المصاحب للطقوس البدائية حسب رأي كثير من الباحثين ، وبعضهم يؤكد أن الطقس أسبق من الأسطورة ، وقد احتفظ التراث الشعبي بكثير من العناصر الأسطورية والطقوسية ، والحكاية الخرافية والشعبية صيغة متطورة عن الأسطورة تحت تأثير صنعة القاص ، وتعتبر الأساطير أقدم مصدر لجميع المعارف الإنسانية .
والأساطير هي الأحاديث التي تفتقر إلى النظام ، وهي جمع الجمع للسطر الذي كتبه الأولون من الأباطيل والأحاديث العجيبة ، وسطر تسطيرا تعني أنه ألف وأتى بالأساطير . والأسطورة هي الأقوال المزخرفة المنمقة ، واستخدمت كلمة الأساطير في القرآن الكريم لتعني الأحاديث المتعلقة بالقدماء " قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ، إن هذا إلا أساطير الأولين " أي مما سطروا من أعاجيب الأحاديث وكذبها . وفي القرآن الكريم " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " ، فكما قال الدكتور عبد الله حميتو من جامعة محمد الأول بوجدة ليمكننا أن نتحدث عن كسر الأسطورة -وهو المصطح الذي تدول بكثرة -قبل التعرف على الأقل على معناها اللغوي.
نحن أمام مصطلح جديد هو كسر الأسطورة الذي انبتت عليه أشغال الملتقى تحت الإشكالية التالية "هل كسرت الحداثة الأسطورة؟؟"
أجمع المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة ترسيخ الأسطورة في الكتابة الأدبية والمسرحية واستعارة الرموز الأسطورية في بقية الفنون، وألقى بعضهم اللوم على المستعمر الذي عمد إلى تخريب هذه الهوية من جهة وعلى العلوم أولا كما جاء على لسان الدكتور لبداعي بن عدة من جامعة مان الفرنسية، إذ قال إن المناهج التي رافقت دراسات المثيولوجيا - علم الأساطير-، هي التي قدمت التفاسير التي قامت بكسر الأسطورة ذاتها، فالمنهج العقلي مثلا يقول:''إن الأسطورة هي نتيجة سوء فهم للظاهرة وفي هذا السياق يجتهد الباحث لخلق براهين عقلية تفسر الظاهرة، مع وجود مناهج أخرى لا تقل أهمية عن المنهج العقلي منها منهج التحليل النفسي والمنهج الرمزي والمنهج الطبيعي لكن يبقى المنهج العلمي الأكثر تفسيراً لظاهرة الأساطير''•
وتحدّث الدكتور لبداعي بن عدة عن ضرورة خلق الأسطورة من جديد لأن الأساطير تموت، ولذا لابد من إعادة بعثها عن طريق إعادة كتابتها وفق فضاء زماني ومكاني جديد.وتفرد كايا مخيلي من أنغولا في حديثه عن الفضاء المسرحي والركح كأداة جديدة يمكنها استعارة الشخوص والمكان والزمان في بعث الأسطورة من جديد فيقول: ''لا أعتقد أن الأسطورة ستتضح للجمهور وتحافظ على الهوية الإفريقية من دون المسرح لأنه الأقرب إلى التشخيص الفعلي ولذلك على المسرحيين الانتباه لهذا الأمر''•
في حين تحدثث الباحثة الفرنسية فرنسواز سمازوتشي من جامعت "باريس8" عن العلاقة الجوهرية بين الأدب والأسطورة قائلة ''الأدب هو الأسطورة والشعر هو رب البيت''• ولعل تاريخ الشعوب والذاكرة الجمعية تعرف جيدا هذه الاستعارة، لأن الملاحم الأسطورية خلّدها الشعر ولا يخلو الشعر ماقبل الإسلام من ذلك وفي الأساطير العربية يمسخ الإنسان حجرا أو شجرا أو حيوانا ، جاء في عجائب المخلوقات للقز ويني أن الصفا والمروة كانتا رجلا وامرأة ثم مسخا صخرتين ، وفي حياة الحيوان للدميري ورد أن أساف ونائلة كانا رجلا وامرأة فصارا صنمين ، وجاء في أخبار مكة للأزرقي أن العربي لم يأكل الضب لأنه كان بظنه شخصا إسرائيليا مسخ ، وقال المقريزي في أخبار وادي حضرموت العجيبة إنه كان بوادي حضرموت على مسيرة يومين من نجد قوم يقال لهم الصيعر يسكنون القفر في أودية ، وفرقة منهم تنقلب ذئابا ضارية أيام القحط ، وإذا أراد أحدهم أن يخرج إلى هيئة الإنسان تمرغ بالأرض ، وإذا به يرجع إنسانا سويا . واختلفوا في رؤيتهم للمسخ ، بعضهم زعم أن المسخ لا يتناسل ، ولا يبقى ، وبعضهم زعم إنه يبقى ويتناسل ، حتى جعلوا الضب والأرانب والكلاب من أولاد تلك الأمم التي مسخت في تلك الصور كما جاء في كتاب الحيوان للجاحظ .
ومن معتقدات الجاهليين أن الجبال تؤثر في الإنسان ، فجبل أبي قبيس يزيل وجع الرأس ، وجبل خودقور يعلم السحر . واعتبروا شجرة النخيل من أقربائهم ، وتصوروا أنها تشبه الإنسان ، وكان الجاهلي يجعل شجرة الرتم حارسا على زوجته أثناء غيابه ، وقد قدسوا الأشجار وعبدوها ، وهذا الباب عن العرب فيه الكثير ما لا يسمح به المقام هنا
و السؤال هنا لكن كيف يستمر وجود الأسطورة داخل الأدب؟؟ الأدب الذي شهد بدوره تطوراً وانفتاحا على العوالم البشرية؟؟ ما هي الطريقة المثلى التي يتم من خلالها اقتباس الأسطورة وإعادة صياغتها بالشكل الذي يخدم النص الأدبي لا يجعلها مجرد حشو يقلل من قيمة النص الأدبي وأعطى عبدلي بن عدة نماذج من الآداب العربية حافظت على الأسطورة وألبستها ثوبا حداثيا من بينها "عزا زيل" ليوسف زيدان ،"الأمير" لواسينني الأعرج في كتابه و ''نجمة'' لكاتب ياسين
و أبرز الأستاذ بن عودة لبداي من جامعة "مين" والمختص في الأدب الإفريقي الدور “الحاسم” للأساطير الداخلية في مسار الاندماج مع الحداثة وذلك انطلاقا من البحث في العلاقة بين الأساطير القديمة و الحديثة الذي يتولد عنه حجم الحداثة للأمم الإفريقية.
وقالت الروائية ألفير مرواور أن الأسطورة كانت تعكس الإيديولوجيات الرئيسية للمجتمعات الإفريقية مشيرة إلى أن هذا الملتقى يناقش أهمية الأساطير في الأدب الإفريقي كما يسلط الضوء على المشاكل التي يواجهها الأدب في أفريقيا وربطت الأسطورة بالهوية من جهة وتحدثت عن ضرورة تدوينها عبر الرواية والمسرح كي تشكّل حاجزا أساسيا يمكننا من الحفاظ على الذات الإفريقية بكل ما يشكلها .
الأسطورة هي الجزء الكلامي المصاحب للطقوس البدائية حسب رأي كثير من الباحثين ، وبعضهم يؤكد أن الطقس أسبق من الأسطورة ، وقد احتفظ التراث الشعبي بكثير من العناصر الأسطورية والطقوسية ، والحكاية الخرافية والشعبية صيغة متطورة عن الأسطورة تحت تأثير صنعة القاص ، وتعتبر الأساطير أقدم مصدر لجميع المعارف الإنسانية .
والأساطير هي الأحاديث التي تفتقر إلى النظام ، وهي جمع الجمع للسطر الذي كتبه الأولون من الأباطيل والأحاديث العجيبة ، وسطر تسطيرا تعني أنه ألف وأتى بالأساطير . والأسطورة هي الأقوال المزخرفة المنمقة ، واستخدمت كلمة الأساطير في القرآن الكريم لتعني الأحاديث المتعلقة بالقدماء " قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ، إن هذا إلا أساطير الأولين " أي مما سطروا من أعاجيب الأحاديث وكذبها . وفي القرآن الكريم " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " ، فكما قال الدكتور عبد الله حميتو من جامعة محمد الأول بوجدة ليمكننا أن نتحدث عن كسر الأسطورة -وهو المصطح الذي تدول بكثرة -قبل التعرف على الأقل على معناها اللغوي.
نحن أمام مصطلح جديد هو كسر الأسطورة الذي انبتت عليه أشغال الملتقى تحت الإشكالية التالية "هل كسرت الحداثة الأسطورة؟؟"
أجمع المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة ترسيخ الأسطورة في الكتابة الأدبية والمسرحية واستعارة الرموز الأسطورية في بقية الفنون، وألقى بعضهم اللوم على المستعمر الذي عمد إلى تخريب هذه الهوية من جهة وعلى العلوم أولا كما جاء على لسان الدكتور لبداعي بن عدة من جامعة مان الفرنسية، إذ قال إن المناهج التي رافقت دراسات المثيولوجيا - علم الأساطير-، هي التي قدمت التفاسير التي قامت بكسر الأسطورة ذاتها، فالمنهج العقلي مثلا يقول:''إن الأسطورة هي نتيجة سوء فهم للظاهرة وفي هذا السياق يجتهد الباحث لخلق براهين عقلية تفسر الظاهرة، مع وجود مناهج أخرى لا تقل أهمية عن المنهج العقلي منها منهج التحليل النفسي والمنهج الرمزي والمنهج الطبيعي لكن يبقى المنهج العلمي الأكثر تفسيراً لظاهرة الأساطير''•
وتحدّث الدكتور لبداعي بن عدة عن ضرورة خلق الأسطورة من جديد لأن الأساطير تموت، ولذا لابد من إعادة بعثها عن طريق إعادة كتابتها وفق فضاء زماني ومكاني جديد.وتفرد كايا مخيلي من أنغولا في حديثه عن الفضاء المسرحي والركح كأداة جديدة يمكنها استعارة الشخوص والمكان والزمان في بعث الأسطورة من جديد فيقول: ''لا أعتقد أن الأسطورة ستتضح للجمهور وتحافظ على الهوية الإفريقية من دون المسرح لأنه الأقرب إلى التشخيص الفعلي ولذلك على المسرحيين الانتباه لهذا الأمر''•
في حين تحدثث الباحثة الفرنسية فرنسواز سمازوتشي من جامعت "باريس8" عن العلاقة الجوهرية بين الأدب والأسطورة قائلة ''الأدب هو الأسطورة والشعر هو رب البيت''• ولعل تاريخ الشعوب والذاكرة الجمعية تعرف جيدا هذه الاستعارة، لأن الملاحم الأسطورية خلّدها الشعر ولا يخلو الشعر ماقبل الإسلام من ذلك وفي الأساطير العربية يمسخ الإنسان حجرا أو شجرا أو حيوانا ، جاء في عجائب المخلوقات للقز ويني أن الصفا والمروة كانتا رجلا وامرأة ثم مسخا صخرتين ، وفي حياة الحيوان للدميري ورد أن أساف ونائلة كانا رجلا وامرأة فصارا صنمين ، وجاء في أخبار مكة للأزرقي أن العربي لم يأكل الضب لأنه كان بظنه شخصا إسرائيليا مسخ ، وقال المقريزي في أخبار وادي حضرموت العجيبة إنه كان بوادي حضرموت على مسيرة يومين من نجد قوم يقال لهم الصيعر يسكنون القفر في أودية ، وفرقة منهم تنقلب ذئابا ضارية أيام القحط ، وإذا أراد أحدهم أن يخرج إلى هيئة الإنسان تمرغ بالأرض ، وإذا به يرجع إنسانا سويا . واختلفوا في رؤيتهم للمسخ ، بعضهم زعم أن المسخ لا يتناسل ، ولا يبقى ، وبعضهم زعم إنه يبقى ويتناسل ، حتى جعلوا الضب والأرانب والكلاب من أولاد تلك الأمم التي مسخت في تلك الصور كما جاء في كتاب الحيوان للجاحظ .
ومن معتقدات الجاهليين أن الجبال تؤثر في الإنسان ، فجبل أبي قبيس يزيل وجع الرأس ، وجبل خودقور يعلم السحر . واعتبروا شجرة النخيل من أقربائهم ، وتصوروا أنها تشبه الإنسان ، وكان الجاهلي يجعل شجرة الرتم حارسا على زوجته أثناء غيابه ، وقد قدسوا الأشجار وعبدوها ، وهذا الباب عن العرب فيه الكثير ما لا يسمح به المقام هنا
و السؤال هنا لكن كيف يستمر وجود الأسطورة داخل الأدب؟؟ الأدب الذي شهد بدوره تطوراً وانفتاحا على العوالم البشرية؟؟ ما هي الطريقة المثلى التي يتم من خلالها اقتباس الأسطورة وإعادة صياغتها بالشكل الذي يخدم النص الأدبي لا يجعلها مجرد حشو يقلل من قيمة النص الأدبي وأعطى عبدلي بن عدة نماذج من الآداب العربية حافظت على الأسطورة وألبستها ثوبا حداثيا من بينها "عزا زيل" ليوسف زيدان ،"الأمير" لواسينني الأعرج في كتابه و ''نجمة'' لكاتب ياسين


الصفحات
سياسة








