نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


الحيتان الحدباء والرمال البيضاء تجذب الزوار إلى شواطيء الدومينكان




سانتو دومينجو - راكيل ميجويل - يتمتع الزائرون لجمهورية الدومينكان بمنشآت فندقية كبيرة وبموسيقى متدفقة مجانية وشواطىء ذات رمال بيضاء تزدحم بالسياح وتصطف فيها أشجار النخيل، وتعد شكلا رخيصا من السياحة تشجعه برامج السفر " الشاملة " في أماكن مثل بونتا كانا وشاطىء بافارو.


الحيتان الحدباء والرمال البيضاء تجذب الزوار إلى شواطيء الدومينكان
ولكن ليس بعيدا في اتجاه الشمال تقع على ساحل الأطلسي شبه جزيرة سامانا وهي مساحة من الأراضي مكسوة باللون الفضي تبلغ مساحتها نحو 850 كيلومترا مربعا، وهي تتيح ملجأ بعيدا عن الزحام كما أنها غنية بالمناظر الطبيعية وبالسياحة التي لا تستهدف الأفواج الجماعية المكثفة، وتعد صديقة للبيئة بدرجة أكبر كما أنها أكثر اندماجا في الحياة والثقافة المحلية.
وتستغرق الرحلة بالحافلة نحو ساعتين على الطريق السريع من سانتو دومينجو عاصمة الدومينكان متجهة صوب الشمال الشرقي للوصول إلى مدينة سانتا باربارا دي سامانا الصغيرة التي بدأت في الأعوام الأخيرة في جذب السياح الراغبين في مشاهدة الحيتان، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه خلال الفترة من كانون ثان/يناير إلى آذار/مارس من كل عام يصبح خليج سامانا أحد الأماكن في العالم التي تتاح فيها فرصة كبيرة لرؤية الحيتان الحدباء.
 
وتقضي الحيتان فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي في طقس بارد في مياه شمال الأطلسي وجرينلاند وأيسلانده والنرويج وكندا الحافلة بالمواد الغذائية، ثم تقوم آلاف من أنواع الحيتان بالسفر لمسافة ستة آلاف كيلومتر تقريبا لتعود إلى سامانا كل عام، ولأسباب غير واضحة حتى الآن بات الخليج أحد المواقع المفضلة إليها للتزاوج والتكاثر والتوالد، وتقول كيم بيدال / 55 عاما / مدربة الغوص بأسلوب قصبة الهواء في سامانا وهي كندية الجنسية إنه ليس هناك أي مكان آخر على الأرض يمكن مراقبة الحيتان فيه أفضل من هنا.
 
ووصلت بيدال إلى الخليج عام 1983 وخلب لبها منظر الطبيعة الرائع الذي تمثله أسراب الحيتان، ومنذ ذلك الحين صارت تتابع وتراقب وتدرس الحيتان الحدباء، وقامت خلال الأعوام العشرين الماضية بتنظيم رحلات للسياح الذين يرغبون في رؤية الحيتان، وتقول بيدال إنه ليس من الواضح تماما السبب الذي يدفع الحيتان إلى القدوم إلى هذا المكان، فلا يوجد به طعام وكان من الأسهل بالنسبة لها البقاء في مياه جزر البهاما أو كوبا حيث أن ذلك يجعلها تقطع مسافة أقل، ويبدو أن الحيتان تدفعها قوة داخلية تجعل معظمها يعود إلى نفس البقعة التي ولد فيها.
وتعد مياه سامانا مثالية للتكاثر ولإناث الحيتان لكي تلد الصغار الذين تفتقر أجسامهم إلى طبقة من الدهون لحمايتها من البرودة وتحتاج إلى التواجد في المياه الدافئة خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياتها، ولا تعد الحيتان الحدباء أكبر أنواع الحيتان غير أنها تقوم بعروض ساحرة حيث تقوم الذكور منها بحركات بهلوانية لإغراء الإناث، وثمة عنصر إضافي وهو الصوت حيث يمارس الذكور الغناء لجذب شريكات لهم ولتحديد مناطق نفوذهم وللدفاع عن أنفسهم أمام المنافسين لهم وأيضا من أجل التواصل، وهم يغيرون الألحان باستمرار.
 
وكل هذه العوامل جعلت سامانا تلقى إقبالا من الزوار الأمر الذي أثار المخاوف من المخاطر التي تشكلها كثرة عدد الزوار من البشر، وفي هذا الصدد تقول بيدال إن هناك حاجة لكي نكون حريصين على أن يتصرف مقدمو الخدمات باحترام والتأكد من أن النمو في حركة السياحة لا يؤثر على حياة الحيتان.
 
ولا يسمح بتنظيم الرحلات إلا للشركات التي تلتزم بالقواعد الصارمة لتنظيم الزيارات، كما يراقب هذه العملية أيضا مركز الحفاظ على التنمية البيئية لخليج سامانا، ويتحرك أعضاء المركز بزوارق مثل تلك التي تستخدمها بيدال وذلك من أجل القيام بدوريات حول الخليج لمتابعة الحيتان والتعرف عليها ومراقبة أعدادها وعملية نموها في الوقت الذي يشاهدها فيه الزوار ويلتقطون الصور لها، وتقول بيدال أيضا إنه من الضروري مراقبة عملية تلوث المياه وتأثير التغيير المناخي وتزايد أعداد الزوارق وسفن الرحلات في مياه الخليج.
وشهدت المنطقة تزايدا في في حركة الملاحة لأن سامانا التي على الرغم من أنها لا تزال بعيدة عن أن تصبح مقصدا للسياحة الكثيفة تتمتع بمناطق ساحرة، ومن بين هذه المناطق ليفانتادو كي التي تشتهر أيضا باسم " جزيرة باكاردي "، وهي جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها بالكاد كيلومترا مربعا واحدا وحظيت بالشهرة في الثمانينيات من القرن الماضي بسبب تصوير إعلان عن مشروبات كحولية يحمل اسم باكاردي فيها، وهناك أيضا شاطىء جاليراس وشاطىء رينكون وهذا الأخير يعتقد أنه أحد أجمل الشواطىء في العالم، ويمكن للسياح أن يستمتعوا بهذه الشواطىء بدون زحام إلى جانب تناول الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة.
 
وثمة فردوس آخر مطل على البحر وهو شاطىء بونيتا الذي يقع في القطاع الشمالي من شبه الجزيرة ويجاور تيريناس وهي مساحة من الأرض انحنت فيها أشجار النخيل بفعل هبوب الرياح لتمتد فوق مياه البحر، وتعد السياحة صديقة للبيئة في هذا المكان كما أنه يتمتع بالخصوصية وإن كان أعلى تكلفة من الحزم السياحية " الشاملة "، ويؤكد فندق " بلكونز دي أطلانتيكو " على إدارة مخلفات المياه، كما أن شواطئه مفتوحة أمام السكان المحليين على عكس أجزاء أخرى من جمهورية الدومينكان، ويقول مدير الفندق بيدرو جارسي إن إدارة الفندق مهتمة حقيقة باستفادة العاملين فيه من التنمية السياحية وأن يشاركوا فيها.
 
ومن لاس تيرناس إلى الداخل يتم الوصول إلى منطقة إل ليمون الريفية حيث يتم منها تنظيم جولات على ظهور الخيل عبر الغابة للوصول إلى شلال ليمون الشهير الذي يبلغ ارتفاعه 25 مترا، وفي هذا المكان يمكن تناول أطباق اللحوم الشهية كما يستطيع الزائر أن يتعلم كيفية طهي وتناول الكاكاو الخام، وثمة بقعة أخرى لا ينبغي تفويت زيارتها وهي متنزه لوس هايتيسيس الوطني الذي يعني اسمه الأراضي المرتفعة.
 
 ويمتد المنتزه الذي يتضمن أكبر منطقة لأشجار المانجروف في الكاريبي لثلاث ولايات هي سامانا وهاتو مايور ومونتي بلاتا مشكلا بذلك متاهة من غابة مدارية فريدة لما تحتويه من حياة حيوانية ونباتية إلى جانب تلال يبلغ ارتفاعها ما يتراوح بين 30 و40 مترا، ويتجول الزوار في أنحاء المتنزه راكبين الزوارق التي تبحر عبر قنوات ضيقة لرؤية الطيور المحلية مثل البجع والببغاوات ويدخلون كهوفا كان يعيش فيها السكان المحليون فيما مضى.

راكيل ميجويل
الاحد 23 ديسمبر 2012