نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


السابع من يوليو .. موعد جديد للنزال بين السلطة ومؤيدي الحراك الجنوبي في اليمن




صنعاء - ياسر العرامي - تترقب الأوساط الشعبية والسياسية في اليمن 7 يوليو القادم بحذر شديد، بسبب ما قد تفضي إليه المسيرات المقرر أن ينظمها الحزب الحاكم في المحافظات الجنوبيـة بالتزامن مع مسيرات مضادة يتزعمها الحراك الجنوبي في تلك المحافظات، مع فارق الأهداف المرسومة لكل منهما في تنظيم تلك المسيرات ووسط الأوضاع المتفاقمة التي تشهدها البلاد.


الدكتور ناصر الخبجي
الدكتور ناصر الخبجي
ففيما أعلن الحراك الجنوبي عن إعداده منذ وقت مبكر لتنظيم مسيرات تعم المحافظات الجنوبية في 7 يوليو، -وهو اليوم الذي انتهت فيه حرب صيف في 1994م، وسقط المشروع الانفصالي آنذاك- تنديداً بما يعتبره ذكرى "الاحتلال"، فاجأ الحزب الحاكم الجميع السبت الماضي، بإعلانه التحضير لتنظيم وإقامة مسيرات شعبية جماهيرية حاشدة في كل محافظات اليمن بمناسبة يوم السابع من يوليو، الذي اعتبره يوم ترسيخ دعائم الوحدة المباركـة.

وينتظر أنصار الحراك الجنوبي السابع من يوليو بفارق الصبر، إذ يؤكدون أن هذا اليوم سيكون انطلاقاً للشرارة الفعلية نحو تحقيق الاستقلال الذي ينشدونه، وإزاء الخطوة التي أعلن عنها الحزب الحاكم ممثلاً عن السلطة اليمنية، فإن المخاوف تتزايد لدى المراقبين المحليين من تحول 7 يوليو إلى يوم دام ٍ والدخول في دوامة حرب داخلية.
وفي حين ينظر الحزب الحاكم إلى أن خطوته مشروعه في سبيل تعبير الجماهير الوحدوية عن رغبتها وإيصال صوتها، إلا أن ثمة من يرى هذه الخطوة غير مبررة ولا تخدم السلم الاجتماعي في البلد، وأن ما قد تنتجه أكثر ضرراً من الهدف المراد لـه، على أن هناك اتهامات للسلطة بمحاولة زرع الفتنة بين أبناء الشعب اليمني .

وكانت ردة فعل أحزاب اللقاء المشترك – تجمع المعارضة اليمنية – سريعة تجاه ذلك، إذ اعتبر الناطق الرسمي باسم المشترك هذه المسيرات تأجيجاً للفتنة الداخلية وتكريساً لمرحلة الشمولية وعنجهية المنتصر، وإثباتاً لحقيقة الانقلاب على الوحدة في صيف 94م. وهو بذلك يشير إلى ذكرى هزيمة المعسكر الانفصالي بقيادة الرئيس السابق علي سالم البيض . لكن رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام – الحزب الحاكم باليمن- طارق الشامي قال لـ"صحيفة الهدهد الدولية" إن من حق الجماهير إظهار صوتها الوحدوي في ذكرى السابع من يوليو الذي يجسد فيه إرادة الشعب اليمني في الحفاظ على الوحدة والديمقراطية ودحر الجماهير للمشروع الانفصالي". وأضاف: "لا ندري ما الذي يزعج المشترك ومن يدور حولهم من سماع الأصوات الوحدوية، أم أنها لا تريد إلا سماع الأصوات الداعية إلى الفتنة والتمزق"!

وعلى عكس ذلك، قال القيادي البارز في الحراك الجنوبي د. ناصر الخبجي لـ" صحيفة الهدهد الدولية" إن السلطة تسعى بكل ثقلها وأدواتها لغرض إيجاد الفتنة والاقتتال الداخلي، وهذا عمل غير سياسي لا يخدم السلطة التعامل به". مشيراً إلى " إن أبناء الجنوب واعيين لمثل هذه الأمور ولن يستجيبوا لدعواتها"، مستدلاً على ذلك بمحاولة إقامة السلطات المحلية مسيرة في ردفان الاثنين الفائت، الذي قال إنها فشلت ولم يحضرها أحد من الجنوبيين.
وإلى ذلك، اتهم الخبجي السلطة بمحاولة خلق حرب داخلية، وقال "إن الهدف الأساسي من تلك المسيرات ليس حماية الوحدة، لأن حمايتها بالعدل والمساواة والقانون وليس بالدم" .
وأضاف قوله "إن السلطة تدفع بأبناء الشمال البسطاء إلى مثل تلك المسيرات لغرض تعزيز الكراهية بين الشمال والجنوب والحفاظ على بقائها في السلطة"، داعياً أبناء المحافظات الشمالية إلى تفهم الأمور وعدم ترك السلطة تلعب بهذه الأوراق.

وفيما اعتبر الخبجي يوم السابع من يوليو يوماً مشؤوماً تم فيه احتلال الجنوب بعد إعلان الحرب ضده، أكد أن من حق أبناء الجنوب أن يوصلوا رسالتهم للعالم عن المعاناة التي يتعرضون لها. مشيراً إلى أن الوحدة انتهت بإسقاط الركن الآخر لها من السلطة، ولذا يجب أن يسقط النظام القائم الذي دمر الوحدة ولن يعمل على إصلاحها. حد قوله.
واختتم الخبجي حديثه لـ" الهدهد الدولية " بأن أبناء الجنوب هم من هتفوا باسم الوحدة ورحبوا بها، لكن هناك من حول حياتهم إلى مأساة فبدأ الناس يفهمون الوضع الذي صاروا إليه ويقفون على الحقائق. وأصبح من حق الشعب أن يقرر مصيره.

وفي معرض انتقاده لموقف المشترك، تساءل طارق الشامي: هل الصوت الوحدوي هو الذي يثير الفتن والصوت الداعي إلى الخروج عن القانون والدستور واستهداف الوحدة الوطنية هو النضال السلمي في نظر هؤلاء؟!
وأضاف في تصريحه لـ" صحيفة الهدهد الدولية": يجب أن يكون هناك فرز صفوف في المواقف الميدانية إزاء قضايا الوطن والحفاظ على وحدته واستقراره، لا سيما أن هناك بعض الأصوات الانفصالية بدأت تطل برأسها من جديد، وهو ما يحتم على كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تحمل مسئوليتها تجاه حماية المجتمع والوطن وأمنه واستقراره.

وحول المخاوف من وقوع صدامات بين المواطنين في تلك المحافظات أثناء تنظيم مسيرات الطرفين في وقت واحد، ومدى تراجع الحزب الحاكم عن القيام بمثل هذه الخطوة، قال الشامي إنه ليس من المنطقي السماح لمن وصفهم بالخارجيـن عن الدستور والقانون الترويج لأنفسهم وإظهارها وكأنهم يمثلون الشعب ولديهم قضية، وفي المقابل يمنع من يريدون الحفاظ على وحدتهم وأمنهم واستقرارهم من إيصال صوتهم الوحدوي المعبر عن الجماهير والرافض لكل الأعمال والممارسات التي تستهدف الوحدة الوطنية والتنمية والاستقرار.
وكان الناطق الرسمي باسم المشترك أكد أن " هذا التصرف يضع العراقيل أمام أي حوار وينقلب على الاتفاق الأخير بين الأحزاب الممثلة في البرلمان والحزب الحاكم خصوصاً البند الأول المتعلق بإعداد المناخات السياسية لبدء الحوار". واعتبر هذه التصرفات لا تأتي إلا باحتقانات جديدة وتتيح الفرصة لمن يحاول الدعوة إلى التشطير". لكن الشامي قال إنه كان يأمل من المشترك أن يطالب بدلاً من إدانة الأصوات الوحدوية باتخاذ الإجراءات القانونية إزاء العناصر المسيئة للوحدة الوطنية وكل من يعمل على إثارة الفتنة .

ياسر العرامي
الخميس 2 يوليوز 2009