نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


السياحة القطاع الأكثر تضررا بسبب الشلل المالي في الولايات المتحدة




واشنطن (سان فرانسيسكو) - يوهانيس شميت وأندي جولدبرج - الشمس تسطع في السماء ولكن سيمونا أموروسي تشعر بالغضب، ولا حتى المناخ الجيد قادر على تشجيع الشابة ذات الثلاثين ربيعا، وهي على صواب.. لقد دفعت أربعة آلاف و800 يورو للسفر من لندن إلى واشنطن، وهي العطلة التي كانت تخطط لها منذ عام، ها هي الآن في العاصمة الأمريكية على بعد أمتار قليلة من أشهر معالم المدينة، ولكنها على الرغم من هذا يمكنها فقط تأمل تمثال أبراهام لينكولن عن بعد.. "أنا مستاءة للغاية"، عبارة بسيطة عبرت عن مشاعرها وتلك التي تنتاب الكثير مثلها من السائحين الذين تسببت فيها الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة وأدت إلى توقف الموظفين بالمؤسسات الحكومية والتي تتبعها بعض المزارات المعروفة عن العمل وبالتالي حرمان الزوار من استكمال متعتهم.


تمثال الحريه في نيويورك
تمثال الحريه في نيويورك
بمعنى آخر لا يعاني المواطنون الأمريكيون وحدهم من توقف العمل بمؤسسات الدولة، بل أيضا السائحون الأجانب الذين كلما اقتربوا من مزار ما اصطدموا بحواجز تغلق الطريق ولافتات محبطة تعلن وقف العمل في هذا المكان سواء كان متحف أو نصب تذكاري أو أي معلم أخر.

جدير بالذكر أن الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطين حول الموازنة وهو ما أدى إلى دخول البلاد في حالة من الشلل المالي، تسبب في هذا الأمر حيث أصدر البيت الأبيض قرارا بـ"إغلاق الحكومة"، مما دفع الآلاف من الزوار لتغيير خططهم وبرامج عطلاتهم، الأمر أثر أيضا على محميات طبيعية متاحف ومعارض فنية ومزارات آثرية.. كلها ستظل مغلقة لحين إيجاد حل لهذه الأزمة السياسية الاقتصادية.

النائب الجمهوري نيويت جينجريتش يعتبر بكل بساطة أن هذا الأمر مدعاة للشعور بـ"الاستياء"، إلا أن السائحين الذين وصلوا للاستمتاع لا يتفهمون مثل هذه الأمور.. تقول الطالبة الألمانية بتينا توران التي سافرت من دسلدورف إلى سان فرانسيسكو وكان من المقرر أن تزور الجزيرة التي يوجد بها سجن "ألكاتراز" القديم "كيف يمكن أن يحدث هذا الأمر، ما الذي يعنيه أن تغلق الحكومة أبوابها، أنا لا أفهم".

من ناحيته كان الإيطالي مايكل روسي أكثر حدة من الطالبة الألمانية حيث قال في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) "ما نوع البلاد المجنونة التي عليها الولايات المتحدة، في إيطاليا لدينا مشاكلنا السياسية والمالية ولكن من المستحيل أن يحدث أمر مثل هذا". و حتى محبي أنشطة إقامة المعسكرات سواء كانوا من الولايات المتحدة أو خارجها أثر عليهم هذا الأمر، حيث كانت الحكومة أمهلتهم يومين فقط لجمع متعلقاتهم والخروج منها.. ما يقرب من 400 منشأةتابعة للمحميات الطبيعية أغلقت أبوابها وأكثر من 21 ألف عامل اضطروا لأخذ عطلات إجبارية غير مدفوعة الأجر.

وكانت أخر مرة تعرضت خلالها الحكومة الأمريكية للإغلاق منذ 17 عاما وتسبب هذا الأمر حينها في خسارة سبعة ملايين زائر لمحمياتها الطبيعية فيما خسرت المتاحف والمزارات الأثرية مليونين آخرين، وفقا لتقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي.
الأمر بكل تأكيد يحمل معه خسائر اقتصادية جمة، فعلى سبيل المثال في ولاية كاليفورنيا وحدها فإن الزوار والسائحين ينفقون يوميا ما يقرب من 215 مليون يورو وذلك وفقا لحسابات منظمة (فيسيت كاليفورنيا) السياحية المنشورة في جريدة (ساكرامينتو بي).

أحد السائحين الضحايا وهو الألماني ألكسندر تول والذي أعرب لـ(د. ب. أ) عن استيائه من إغلاق تمثال الحرية، والذي يعتبر من أهم المعالم التي تمثل الولايات المتحدة حيث قال "أي شخص سيميل بالتأكيد لفقدان الثقة في دولة لا تعرف الإبقاء على آثارها ومحمياتها الطبيعية مفتوحة للزوار".
على العكس تحلت اليزابيث شتيميتز ببعض التوفيق في نيويورك حيث نجحت في زيارة بعض المعالم، إلا أنها في واشنطن وقفت مع زوجها وابنيها تشاهد بحسرة أبواب متحف الهواء والفضاء مغلقة حيث قالت "لقد شعرت بضيق كبير وأسوأ شيء أنهم حتى لم يتركوا دورات المياه الخارجية مفتوحة".

من ناحيتها لا تقدر كارول جونسون الموظفة بحديقة واشنطن التذكارية على فعل أي شيء سوى الحديث وهي تضم أكتافها بامتعاض قائلة "ليست لدينا عمالة كافية للإبقاء على المعالم مفتوحة"، حيث أشارت إلى أنها مثل 330 زميلا لها أجبروا على أخذ عطلات إجبارية غير مدفوعة، في الوقت الذي يتولى ثلاثة من زملائها فقط مسئولية المكان.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية 17 من الشهر الجاري كموعد أخير لرفع سقف الدين العام حتى تتفادى الولايات المتحدة إعلان عجزها عن سداد التزاماتها المالية بما في ذلك مخصصات الضمان الاجتماعي وغيرها من البرامج الداخلية فضلا عن مخصصات القوات المسلحة.

يوهانيس شميت وأندي جولدبرج
السبت 19 أكتوبر 2013