نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


المحررون اللبنانيون يروون معاناتهم خلال احتجازهم في شمال سوريا




بيروت - محمد الغندور - بين سيل المهنئين والاعلاميين الذين يدقون ابوابهم من دون توقف منذ ليل السبت، يروي اللبنانيون العائدون الى الحرية بعد 17 شهرا من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا قصصا عن المعاناة، والخوف والاذلال.. ويطلقون على خاطفيهم ابشع النعوت.


المحررون اللبنانيون يروون معاناتهم خلال احتجازهم في شمال سوريا
المحررون اللبنانيون يروون معاناتهم خلال احتجازهم في شمال سوريا
ولم تنم الضاحية الجنوبية لبيروت التي يقطنها الرهائن المحررون منذ وصول هؤلاء اليها السبت تحت وابل من الارز والزهر، وعمت اجواء الاحتفال معقل حزب الله الذي لم يتردد العائدون بتجديد مبايعتهم له، معتبرين خروجهم من الاحتجاز انتصارا للحزب الشيعي على اعدائه "التكفيريين" الذين يحاربهم على ارض سوريا الى جانب قوات النظام.

في منطقة بئر العبد في الضاحية، يجلس علي ترمس في منزله المزين بالبالونات الصفراء بين زوجته واولاده الثلاثة، يتلقى التهاني بالسلامة، ويقول لوكالة فرانس برس "كانت معاناة صعبة. تعرضنا لارهاق وتعب نفسي وتعب جسدي، وتلفت اعصابنا. وتم نقلنا من مكان الى آخر. احصيت نقلنا 13 مرة وربما اكثر".

ويضيف "وعدونا مئة مرة بانهم سيفرجون عنا، وكلما نقلونا من مكان الى مكان كانوا يكذبون ويقولون لنا سنفرج عنكم، ثم لا يحصل ذلك. عذاب نفسي حقيقي".
وقد اقاموا تارة في خيمة تحت شمس حارقة، وطورا في معسكر تابع ل"لواء عاصفة الشمال" الذي كان يحتجزهم في مدينة اعزاز على بعد حوالى كيلومترين من الحدود التركية، او في غرفة صغيرة غير مجهزة عند معبر باب السلامة على الحدود التركية.

ويقول ترمس "لم يكن لدينا شيء. علينا ان نخترع طريقة لتعليق ملابسنا حتى تجف بعد غسلها، وطريقة لتحضير الطعام. في مرحلة معينة كنا نعد الطعام داخل الحمام"، مضيفا انهم حصلوا على طعام جاهز لفترة، لكن "في ما تبقى كانوا يأتوننا بالاغراض ونحن نحضر الطعام".

وكان علي ترمس واحدا من 11 شخصا خطفوا لدى عودتهم من زيارة حج الى العتبات المقدسة في ايران برا عبر تركيا وسوريا. وقد تم اعتراضهم بعد وقت قصير على عبورهم الحدود في حافلتين. وانزل المسلحون الرجال وطلبوا من سائقي الحافلتين متابعة طريقهما مع النساء والمسنين.
وفي الاشهر الاربعة اللاحقة، تم الافراج عن رجلين ليبقى التسعة الآخرون في الاحتجاز.

ويؤكد ترمس بينما تجول صواني القهوة والبقلاوة على المهنئين، ان سبب خطفهم "هو الابتزاز المالي والضغط على اهل الضاحية" الشيعة.
ويحمل الشاب علي عباس من جهته بشدة على الخاطفين، متهما اياهم ب"الكذب والافتراء".
ويقول من منزله في المريجة الذي غص ايضا بالمهنئين والزهور "هؤلاء ليسوا سنة ولا شيعة وليسوا مسيحيين ولا بشر ابدا... همهم الوحيد المال".

ثم يضيف بينما اهله يستقبلون الزوار بالعصير والحلوى، "التعذيب النفسي والمعنوي والمساس بكرامة الناس اصعب من التعذيب الجسدي. عندما يكون للانسان مبدأ مصمم عليه وعقائد متمسك بها، وتهان هذه المبادىء، ويسعى احدهم الى تغيير ثوابته بحجة انه كافر، بقوة السلاح والحصار والظلم والقهر... هذا اقوى من التعذيب الجسدي".

وكان عباس شعيب، منظم رحلة الحج الى ايران والذي كان من ضمنها، هاجم فور نزوله من الطائرة التي اقلت اللبنانيين التسعة الشيعة من مطار صبيحة في اسطنبول الى مطار بيروت ليل السبت، الخاطفين بعبارات عنيفة.

وقال عبر شاشة تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله، "ان الجماعة إذا جاؤوا إلى بيروت سيعتبرون نساءنا سبايا لهم، ورجالنا، صغارا وكبارا، سيتم تقطيعهم بلا استثناء. الحرب هي ضد الشيعة".

وفيما اكد ترمس وعباس انهما لم يتعرضا للضرب او التعذيب، قال عباس شعيب للمنار "تعرضت لاقسى انواع الضرب، ربطوني بالحديد، ضربوني على ظهري وساقي، وكانوا يطلقون الرصاص من حولي".

وقال ذوو عباس شعيب خلال فترة احتجازه ان خاطفيه يتهمونه بانه مسؤول في حزب الله، مؤكدين ان الامر ليس كذلك.
وبقي حزب الله الذي يواجه انتقادات كثيرة في لبنان بسبب تورطه في القتال في سوريا، بعيدا نسبيا عن الاضواء في مسالة المخطوفين، تاركا التفاوض في شانها للحكومة اللبنانية، متجنبا تعريض اللبنانيين الشيعة لمزيد من الاخطار.

ويقول علي عباس "اصعب ما تعرضنا له هو الخوف. 11 مقرا من الاماكن التي كنا فيها دمرت في قصف وتفجيرات. وفي مراحل كثيرة، ظننا انهم سيقتلوننا".
وعلى الرغم من ان نبأ الافراج عنهم اعلن مساء الجمعة، فان اللبنانيين المحررين يؤكدون انهم وصلوا الى تركيا صباح الخميس.

ويقول عباس "دخل علينا مسلحون الخميس ووضعوا اكياسا في رؤوسنا واقتادونا بسيارات مسافة نصف ساعة او اكثر، ثم انزلوننا وادخلوننا الى غرفة. عندما ازالوا الاكياس عن وجوهنا، راينا رجلا مدنيا محترما تبين في ما بعد انه تركي، قال لنا: الحمد لله على السلامة. انتم بامان داخل الاراضي التركية".
ويتابع "كانت لحظة لا توصف، كان شعورا رائعا. كنا فقدنا الامل بالعودة، وبكلمة واحدة تغير كل شيء".

ويشكر اللبنانيون التسعة كل من ساهم في اطلاقهم من مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم (شيعي) الذي باتت صوره منتشرة في شوارع الضاحية الجنوبية، الى دولة قطر التي يتردد انها دفعت مبلغا طائلا للافراج عنهم، الى الرئيس السوري بشار الاسد الذي قالت السلطات اللبنانية انه وافق على الافراج عن عشرات السجينات السوريات بناء على طلب الخاطفين. علما بان اي مصدر لم يتمكن من تاكيد عملية الافراج هذه. لكن الشكر الكبير يبقى للامين العام لحزب الله حسن نصرالله.

ويقول علي عباس "الشكر الكبير الاول والاخير وكل الانحناء والعظمة لسماحة السيد حسن نصرالله الذي كان املنا الوحيد طوال فترة الخطف".

محمد الغندور
الاحد 20 أكتوبر 2013