يحيى يعيش...تشريح بالابيض والاسود وآخر بالالوان
"يحي يعيش" قالها الفاضل الجعايبي وجهر بصوته وإن سكت بعدها فلن يطالبه أحد بالقول، الجعايبي بلغ ذروة الإخراج المسرحي وقال ما لم يقله أي فنان، فمن الرمزية الى المباشراتية إلى الصمت إلى الكلام تبرز خصوصية العرض واختلافه مع الأنماط المسرحية الأخرى وتجعل البناء المسرحي تصاعديا لا ينتهي.
بين الأبيض والأسود تحركت أجساد الممثلين وكراسيهم في محتوى سياسي منبعثا من الجمهور، فالجمهور المتفرج كان في مسرحية الجعايبي "يحي يعيش" الممثل والممثل به، ينطلق العرض بدخول الممثلين من خلف الجمهور في حركة رمزية لاجباره للإلتفات إلى الوراء، في تلك اللحظة ينطلق صوت الجعايبي لإبقاء الإضاءة مشتعلة داخل القاعة إلى آخر العرض الذي إمتد قرابة الساعتين من الزمن للتدليل على أن فضاء السرد هو أيضا فضاء الجمهور الحاضر.
بين الأبيض والأسود تحركت أجساد الممثلين وكراسيهم في محتوى سياسي منبعثا من الجمهور، فالجمهور المتفرج كان في مسرحية الجعايبي "يحي يعيش" الممثل والممثل به، ينطلق العرض بدخول الممثلين من خلف الجمهور في حركة رمزية لاجباره للإلتفات إلى الوراء، في تلك اللحظة ينطلق صوت الجعايبي لإبقاء الإضاءة مشتعلة داخل القاعة إلى آخر العرض الذي إمتد قرابة الساعتين من الزمن للتدليل على أن فضاء السرد هو أيضا فضاء الجمهور الحاضر.
مشهد من مسرحية يحيى يعيس
"يحيى" مسؤول سياسي وجلاد كبير يتم تجريده من مهامه ويسجن في بيته وتفرض عليه الإقامة الجبرية، في الأثناء يتعرض لعدّة مضايقات مثل اتهام ابنته بتلفيق قضية مخدرات وتحرق مكتبته الخاصة في إشارة لحرق ذاكرته، ليتنهي به المطاف في المستشفى، ووسط تشابك هذه الأحداث يلبس يحي يعيش ملامح الزعيم الحبيب بورقيبة.
في المستشفى يعيش يحيى في عزلة تامة عدا البوليس السياسي الذي ظهر في المسرحية بلباس الملائكة وهو يحقق معه، ورغم كل ما عصف بحياته السياسية فيحي ما زال يؤمن "بمعارضة ديمقراطية في صلب الحزب الواحد".
غير أن ملامح الشخصية تذوب في ملامح أخرى وتتحول بتحول الألوان والأضواء والتحرك فوق الركح، خاصة حين تشتد مساءلة يحيى حول عائلته التي قربها من السلطة ووضع أفرادها في مناصب.
كاتبا المسرحية جليلة بكّار والفاضل الجعايبي مسكا بيديهما مشرطا وفصلا به جسد ومفاصل السلطة، وأخرجا وعروقها ودمائها ونثراها أمام الجمهور التونسي الذي احتفل يوم 5 أبريل بالذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة...
في المستشفى يعيش يحيى في عزلة تامة عدا البوليس السياسي الذي ظهر في المسرحية بلباس الملائكة وهو يحقق معه، ورغم كل ما عصف بحياته السياسية فيحي ما زال يؤمن "بمعارضة ديمقراطية في صلب الحزب الواحد".
غير أن ملامح الشخصية تذوب في ملامح أخرى وتتحول بتحول الألوان والأضواء والتحرك فوق الركح، خاصة حين تشتد مساءلة يحيى حول عائلته التي قربها من السلطة ووضع أفرادها في مناصب.
كاتبا المسرحية جليلة بكّار والفاضل الجعايبي مسكا بيديهما مشرطا وفصلا به جسد ومفاصل السلطة، وأخرجا وعروقها ودمائها ونثراها أمام الجمهور التونسي الذي احتفل يوم 5 أبريل بالذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة...


الصفحات
سياسة








