نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الواقع الصحي في سورية




اصدر تيار المستقبل السوري تقريرا عن الواقع الصحي في سوريا قبل انطلاق ثورة الشعب السوري على النظام القمعي وكانت المؤشرات وقتها تشير لوضع زصحي مستقر وفي ما يلي التقرير الذي اعدته للتيار ايمان الحمد


قبل انطلاق الصراع المسلح بين الشعب السوري من جانب، والنظام السوري المستبد من جانب آخر، كانت البلاد تتمتع بنظام صحي متقدم نسبياً، حيث كانت هناك خمس كليات طب عاملة، وخطة للرعاية الصحية الوطنية، و37 مكتبة طبية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كان العمر المتوقع للمواطن السوري 75.7 عاماً في عام 2012، ما يشكل قفزة من متوسط الـ 56 عاماً الذي سُجل في عام 1970.
بعد الحرب، تدهور الوضع الصحي في سورية بشكل كبير، بسبب العديد من الأزمات المتزامنة والتحديات، نتيجة لانعدام الأمن المستمر، وجائحة كوفيد-19، وأزمات اجتماعية، وأخرى اقتصادية منهكة، وقد أدت هذه الهجمات الحربية والعسكرية، واستمرار العنف الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف، إلى التدمير الكامل تقريباً لنظام الرعاية الصحية الحديث في سورية، والذي تم إنشاؤه قبل اندلاع الحرب.
وفقاً لبعض الاحصائيات، يحتاج 12.2 مليون شخص في سورية إلى المساعدة الصحية في عام 2022، بما في ذلك 4.4 مليون نازح، و1.33 مليون طفل دون سن الخامسة، (بما في ذلك 503,000 ولادة متوقعة)، و3.38 مليون سيدة في عمر الإنجاب (15-49)، وقد تضررت البنى التحتية للرعاية الصحية ويتطلب إعادة تأهيلها موارد هائلة.
الواقع الصحي:
حاول السوريون في المناطق خارج سيطرة النظام السوري القيام بمهمة بناء القطاع الصحي، والحصول على تمويل عربي ودولي لذلك، إلى أن بلغ عدد الأسِرَّة في المشافي العامة ضمن مناطق إدلب، وشمالي حلب، وشمالي الرقة، والحسكة، والتي يبلغ عدد سكانها 4.4 ملايين نسمة نحو 3400 سرير، أي بمتوسط سرير واحد لكل 1000 شخص.
ويبلغ متوسط إحصائيات تغطية الأَسِرّة لعدد السكان على مستوى العالم وفق آخر إحصائيات للبنك الدولي 2.9 سرير لكل ألف شخص، مما يعني استمراراً لوجود نقص شديد في عدد المرافق الصحية.
كما يوجد نقص كبير في عدد الأطباء في المناطق المذكورة، حيث يُقدر عددهم بـ 1200 طبيب فقط، ففي محافظة إدلب شمال غربي سورية التي يسكنها نحو 2.8 مليون نسمة، يوجد فيها 56 مستشفى، و2000 سرير، و235 غرفة عمليات، و237 عناية فائقة، ويتوفر فيها 1500 طبيب.
كما أن مناطق الحسكة والرقة بحاجة إلى تدخُّل سريع لمواجهة النقص الشديد في الواقع الصحي، حيث لايوجد في المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين سوى مستشفى عام واحد يحتوي على 18 سريراً، و3 غرف عمليات، و5 غرف عناية مشددة، و18 طبيباً فقط.
ويُذكر أنّ فريق منسقو استجابة سورية طالبوا في بيان له في وقت سابق، الجهات المانحة بإعادة دعم المنشآت الطبية التي توقف عملها، وحذر من العواقب التي وصفها بالكارثية المترتبة على إيقاف الدعم للقطاع الطبي في شمال غربي سورية.
وفي ظل الظروف الصعبة في سورية، يحاول الناس التأقلم مع حالة الحرب، والبنية التحتية المدمرة، ونقص الخدمات الأساسية الحيوية، كما يعاني النظام السوري الصحي من نقص حاد في الموارد، مع عدم قدرة النظم على الاستجابة للاحتياجات والفجوات المتزايدة في شمال شرق البلاد، ومعظم المرافق الصحية إما معطلة، وإما تعمل بقدرة جزئية، فمن أصل 16 مستشفى، يعمل مستشفى واحد فقط بكامل طاقته، وثمانية مستشفيات تعمل بقدرة جزئية، وسبعة لا تعمل على الإطلاق مع انهيار عام بالخدمات الطبية العامة والصحية كذلك.
وبالرغم من الظروف الصعبة، يستمر الناس في البحث عن الطرق للتكيف والبقاء، سواء من خلال الاعتماد على المجتمعات المحلية، والمنظمات الإنسانية، لتوفير الرعاية الصحية، والمساعدات الأخرى.
التحديات:
في مناطق سيطرة المعارضة السورية، يواجه القطاع الصحي العديد من التحديات والصعوبات، ووفقًا لمدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش السوري التابع للمعارضة، حسن الدغيم، فإن “المناطق المحررة” تعيش استقرارا اقتصاديا، وتُخرِّج أفواجاً من المعاهد التعليمية، وبها مستشفيات مجهزة بكل الإمكانيات، ومع ذلك فهناك العديد من القضايا التي تعيق تقديم الرعاية الصحية الكافية:
أولاً، يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في الموارد، مع عدم قدرة النظم على الاستجابة للاحتياجات والفجوات المتزايدة.
ثانياً، تعاني المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية من انعدام الأمن المستمر، مما يعرّض العاملين في القطاع الصحي والمرضى للخطر.
وقد أدى هذا إلى تدمير العديد من المرافق الصحية والمستشفيات، وتشريد العديد من الأطباء والممرضين.
ثالثاً، تعاني المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية من نقص في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية.
وقد أدى هذا إلى تدهور القدرة على تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمرضى.
رابعاً، يواجه القطاع الصحي صعوبات في توفير الرعاية الصحية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري، والأمراض القلبية، وقد أدى هذا إلى تدهور الصحة العامة للسكان في هذه المناطق.
حلول للقطاع الصحي:
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك عدة توصيات لتحسين القطاع الصحي في مناطق سيطرة المعارضة السورية:
  1. تلبية الاحتياجات العاجلة: حيث يحتاج أكثر من 12 مليون إنسان في سورية إلى المساعدة الصحية.
  2. إعادة النظام الصحي لأداء وظائفه: من خلال دعم جهود تعافي المرافق الصحية، وإعادة تأهيلها، وضمان توافر عدد كافٍ من المهنيين الصحيين الأكفّاء.
  3. دعم تعزيز المحدّدات الاجتماعية: التي تؤثر في صحة السوريين فيما يتعلق بجودة المياه، وإمكانية الحصول على الوقود والكهرباء وغيرها من الموارد الأساسية.
  4. تقديم الخدمات المنقذة للحياة: في قطاعات مثل التطعيم، والصحة الإنجابية، وصحة الأم والطفل، والصحة العقلية، والماء، والصرف الصحي، والخدمات المتخصصة (كعلاج السرطان وغسيل الكلى) وغيرها.
  5. بناء نظام صحي مرن: مع الاستمرار في تقديم الدعم الطارئ في الوقت المناسب.
  6. تدريب العاملين اللازمين: لتعزيز القدرات والمهارات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية الجيدة.
  7. إتاحة خدمات الصحة النفسية على نطاق أوسع: للتعامل مع الأثر النفسي للحرب في سورية.
  8. دعم السوريين ذوي الإعاقة: حيث وإنه مع امتداد أمد الصراع، يتنامى باستمرار عدد الأشخاص المصابين، وذوي الإعاقة.
  9. تعزيز التنسيق والكفاءة في مجال الصحة: من خلال العمل بالتعاون مع مئات من الشركاء الدوليين والوطنيين لتنسيق تقديم المساعدات الصحية الإنسانية.
  10. الاستعانة بأفرقة متنقلة: للوصول إلى الفئات السكانية الضعيفة.
خاتمة:
لا شك أن الواقع الصحي في سورية مختلف بين مناطق النفوذ، فمناطق النظام السوري تتميز على باقي المناطق الأخرى بوجود مشافي ورعاية طبية للأمراض المستعصية كالسرطان، ومناطق حكومة الانقاذ فيها تنسيق وحوكمة أفضل من باقي المناطق الأخرى، ومناطق قسد مرتبطة بالقطاع الصحي للنظام السوري، وأما مناطق المعارضة السورية الرسمية فهي بين مشافي عامة تحتاج دعماً وإدارة رشيدة، إضافة لعدم قدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من العمليات المستعجلة خصوصا. وضعفها بمراكز التحليل الطبي، الأمر الذي ينشط في القطاع الخاص، والذي يحتاج دعما لجعله شبه مجاني أمام السوريين الذين يعانون من ضائقة اقتصادية قد لا تمكنهم من القيام بالفحوصات والتحاليل التي قد يصل بعضاً منها لمبالغ لا قدرة لكثير منهم على تحمل تكاليفها.
لهذا فإننا في مكتب الأسرة في تيار المستقبل السوري، وبحسب رؤيتنا، فإننا نوصي إضافة لما ورد بالدراسة بما يلي:
1- جعل الفحوصات المخبرية شبه مجانية من خلال تبني فاتورتها من قبل الداعمين.
2- إدخال الأجهزة والأدوية التي تعالج القضايا المستعصية، خصوصاً أمراض السرطان، أو تبني سياسة أكثر ديناميكية بالتنسيق مع تركيا، أو حتى التنسيق مع القطاع الصحي في مناطق النظام السوري عبر آلية دولية محايدة، على اعتبار أن القطاع الصحي لا يجب أن يتأثر بالعوامل السياسية.
3- توجيه الدعم والتمويل من قبل الكيانات ورجال الأعمال للاستثمار في القطاع الصحي، ودعمه بما يخدم المواطن السوري.
المصادر:
بشير نصر الله ووائل علوان, تغطية القطاع الصحي العام في مناطق المعارضة السورية، مركز جسور, 2022م.
دراسة تكشف النقص في القطاع الصحي شمال غربي وشرقي سوريا (syria.tv)
منظمة الصحة العالمية | المكتب الإقليمي لشرق المتوسط | الأزمة السورية: بعد مرور 11 عامًا، لا تزال الاحتياجات الصحية مُلحة | الأخبار | مركز وسائل الإعلام (who.int)
أزمة الرعاية الصحية المتفاقمة في سوريا | The Washington Institute
شمال شرق سورية: الملايين يواجهون نقص المياه والخدمات الصحية المعطلة | اللجنة الدولية للصليب الأحمر (icrc.org)
سوريا: منظمة الصحة العالمية توجه نداء طارئا لتوفير 257.6 مليون دولار للرعاية الصحية في البلاد | أخبار الأمم المتحدة (un.org)
مناطق سيطرة المعارضة في سوريا.. أمان واستقرار أم مخدرات وانتهاكات؟ | حوارية | الجزيرة نت (aljazeera.net)
المنظمة تدعم الصحة في سوريا بثماني طرق (who.int)
في مؤتمر صحفي من دمشق، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يتحدث عن الأوضاع الصحية في سوريا في خضم تفشي الكوليرا في 6 محافظات | أخبار الأمم المتحدة (un.org)
في مؤتمر صحفي من دمشق، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يتحدث عن الأوضاع الصحية في سوريا في خضم تفشي الكوليرا في 6 محافظات | أخبار الأمم المتحدة (un.org)
---------------
إيمان المحمد
باحثة في قسم البحوث والدراسات
تيار المستقبل السوري

ايمان الحمد
الاربعاء 22 نونبر 2023