تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


اليوم العالمي للراديو: المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة




في اليوم العالمي للراديو، الذي اختارت له المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الثالث عشر من فبراير/شباط من كل عام، تثور تساؤلات كثيرة حول هذا الوسيط الإعلامي المهم.


فهل لايزال للراديو مكان في عصر هيمنت فيه الإنترنت، وتوابعها من مواقع التواصل الاجتماعي، على مجريات حياتنا؟

وما هو الذي يميز الراديو من غيره من الوسائط الإعلامية؟

بعد مرور أكثر من 100عام على أول بث إذاعي، لا يزال الراديو وسيطا إعلاميا مهما في أنحاء العالم كافة. ولم ينحسر دوره أو ينزوي، بعد زحف الإنترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة خلال السنوات العشر الماضية.
وسيط فرض نفسه

فقد بسط الراديو سلطانه، ليس فقط عبر الأثير، بل على الفضاء الافتراضي أيضا، فأصبح بإمكان جماهير المستمعين الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية دون حاجة إلى مذياع، عبر الإنترنت، ومن خلال تطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة.

بل أفاد الراديو من ثورة التكنولوجيا الرقمية إلى حد كبير: إذ جعلت تلك التكنولوجيا أدوات الإذاعة والتسجيل أصغر، وأخف وزنا، وأسرع أداء، وأرخص سعرا. كما خلقت ثورة في طرق تسجيل الأصوات والموسيقى، والتحكم في نوعيتها وسهولة سبل التعامل معها في المونتاج. وقد تكون طبيعة الراديو ذاتها أحد العوامل التي هيأت له البقاء حتى الآن.

فهو وسيط يمنحك حرية الرسم والتصوير لما تسمعه. إذ يمكنك رسم تصور للمذيع أو المذيعة في ذهنك في الصورة التي تحلو لك، ورسم صورة للأحداث التي تنقل إليك في رأسك بحرية يفتقدها مشاهد التليفزيون.
وإن كان الراديو يكلم الملايين، في القرى والمدن والبلدات، والأقطار، فإنه في الوقت ذاته يتكلم إليك أنت وحدك، فأصواته موجهة إليك، تتسلل إلى رأسك عبر أذنيك لتظل بداخلك فيكون تأثيرها أكبر.
فهو أداة شخصية، أما التليفزيون فوسيلة جماعية، إذ عادة ما يشاهده الناس جماعاتٍ.

ويتميز الراديو بالسرعة في نقل الحدث المباشر، فالإذاعي لا يحتاج فيه إلا إلى جهاز تسجيل وميكروفون. وليس أمام الراديو حدود، فإشاراته تبلغ الجبال والمحيطات، والريف والحضر، وهو لذلك وسيلة مهمة للتقارب بين الثقافات. ويستطيع مستمعو الراديو الاستماع إليه وهم منهمكون في أداء عمل آخر، على نقيض التليفزيون والصحف.

ويتميز الراديو بميزة أخرى، هي أن عدته الوحيدة في التواصل هي الصوت البشري بما يحمله من لكنة مميزة لكل مذيع، وما فيه من دفء، وعاطفة، وغضب، وألم، وضحك أحيانا، وما يطرأ عليه من تردد، وتوقف، وبطء أو إسراع، وعلو أو انخفاض في الصوت.

والراديو وسيط إعلامي يمد متلقيه بالمعلومات، ووسيلة تعليم، وتسلية. وهو يستخدم في الحروب، وحالات الكوارث، وفي السجون، لتبادل المعلومات، وإبلاغ البيانات، والترفيه والتسلية.
وكم كان المطرب العراقي عزيز علي موفقا في منولوجه ”الراديو“، الذي لخص فيه معظم خصائصه وسيطا إعلاميا ينقل الأخبار، ويفضح الأسرار، ويعلم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك فجعله ركنا من أركان الديمقراطية.
المساواة بين الجنسين

ومن بين الأهداف التي وضعتها منظمة اليونسكو لليوم العالمي للراديو، عندما استنته في عام 2013، تحسين سبل التعاون بين الإذاعيين والعاملين في الراديو في العالم، وتعزيز وسائل نقل المعلومات، وتشجيع حرية التعبير. غير أنها اختارت لهذا العام، 2014، قضية المساواة بين الجنسين عبر موجات الأثير، وتمكين المرأة.

ولكن، هل يمكن أن توجد حرية تعبير، إذا كانت سبل التعبير ذاتها محدودة؟
فعلى الرغم من بلوغ الراديو إلى ملايين الأفراد في أنحاء العالم، فإن الشوط أمامه لايزال طويلا لتحقيق المساواة بين العاملين فيه من الجنسين.

إذ لا تحظى الصحفيات في الراديو - كما تقول رسالة اليونسكو - إلا بوقت قليل من أوقات البث، مقارنة بالصحفيين الرجال، كما أنهن لا يبلغن المناصب التنفيذية التي يهيمن عليها الرجال.

بي بي سي
السبت 15 فبراير 2014