تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


بالحكمة والحوار يحل الآباء الخلافات مع زوجات وأزواج أبنائهم




برلين- ولفجانج دوفينيك - من المعتاد أن نرى النزاع بين الآباء وأزواج بناتهم أو مع زوجات أبنائهم يحتل محور الأعمال الفنية الكوميدية، ولكن ما يثير المرح في نكتة أو فيلم أو مسرحية يمكن أن يسبب الكثير من الألم والإحباط في الحياة الواقعية.


بالحكمة والحوار يحل الآباء الخلافات مع زوجات وأزواج أبنائهم
والمتخصصون في علاج المشكلات الأسرية يقولون إنه حتى لو كان الأب لديه الكثير من الشكوك إزاء الشريكة التي اختارها الابن أو الشريك الذي اختارته الابنة فمن الأفضل ممارسة ضبط النفس، لأن الانسياق وراء الانتقاد غير المطلوب يمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقة بين الآباء والأبناء.

ومن الشائع حدوث مشكلات بين الآباء وأزواج بناتهم أو زوجات أبنائهم، ففي ألمانيا قال ما نسبته 25 في المئة من أزواج البنات وزوجات الأبناء الذين شاركوا في استطلاع للرأي أجرته منظمة لأبحاث السوق إنهم عانوا من هذه المشكلات، وأعرب ما نسبته عشرين في المئة منهم عن اعتقادهم بأن الآباء غير راضين عن اختيار أبنائهم لهم.

وشكا ما نسبته نحو 11 في المئة من المشاركين في الاستطلاع من أن آباء شركائهم كانوا يجدون دائما شيئا في سلوكهم يوجهون له الانتقاد، كما أنه من الشائع وجود آباء يحبون أن يكون لهم رأي في اختيار شريك لابنهم أو ابنتهم، ويقول كثير من المتخصصين في علاج المشكلات الأسرية إن هذا المنهاج خاطىء حتى لو كانت النية الحقيقية للآباء هي حماية ابنهم أو ابنتهم من التعرض للإحباط

وتوضح أنكا رامسون التي تصف نفسها بأنها مدربة للتعامل الأسري إنه من الممكن فهم النصيحة بطريقة خاطئة، وتقول إنه حتى النصيحة التي تصدر عن نية حسنة يمكن أن يكون لها أثر سيء، وإذا سأل الابن أو الابنة عن طيب خاطر والديهما عن رأيهما في الشريك فيجب أن يكون السؤال الموجه من الآباء للأبناء هو : " كيف هو حالك مع هذا الشريك ؟ " وذلك بدلا من انتقاده.
وتضيف رامسون إن الآباء لا يتسمون بالحيدة ويرون الأشياء " من الجانب العاطفي "، وتوصي بضبط النفس حتى إذا لم يكن شريك الابنة أو الابن لا يتناسب على الإطلاق مع ذوقهم.

وتوضح رامسون أنه يجب على الآباء ببساطة أن يثقوا بأنهم ربوا أولادهم على هدف أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الخاصة بهم بأنفسهم، وبالتالي عليهم أن يسمحوا لهم بالانطلاق والإفلات من أسرهم، وفي النهاية لا يمكن للآباء أن يحموا أبنائهم من التجارب السيئة.
وترى ستيفاني برونز أخصائية معالجة المشكلات الأسرية إن الإنسان يستفيد من تجاربه الفاشلة، وتقول إن الشخص الذي ضل الطريق تصبح المنطقة التي تواجد فيها مألوفة له بدرجة أكبر، وتقول إنه حتى لو تم اكتشاف أن العلاقة الجديدة هي خطأ فيجب على الآباء أن يدركوا أن التجربة تعني أن ابنهم أو ابنتهم سيحصل على فرصة أخرى

وتضيف برونز إنه لأمر معقول بالنسبة إلى الآباء أن يعيدوا تقييم مواقفهم عندما لا يشعرون بحب تجاه شريك ابنتهم أو ابنهم.
وتقول إنهم عادة لا يعرفون الشخص على الإطلاق ويتخذون موقفهم تجاهه عندما يتم تقديمه إليهم لأول مرة، وعلى الآباء إمعان التفكير والتدبر فيما إذا كانت ذكرى تجربة أو موقف سابق مع شخص مختلف تماما هو ما أدى إلى الرأي السلبي عن الشريك، ويمكن أن يكون السبب يتعلق بتصرف معين من جانب الشريك أو بالشكل الذي يبدو عليه أو يتعلق بصوته أو طريقة ملبسه.
ومن المهم التعرف على الشخص الذي تم إصدار قرار متسرع بحقه، وإذا كانت لا تزال هناك مشكلات فيجب تحديد بالضبط السبب فيها المتعلق بهذا الشخص.

وتوضح برونز أنه غالبا ما يحدث أن ما لا يحبه الأب في الشخص الآخر من صفات هو ما يحاول الأب أن يتخلص منه، ويجب على الآباء أن يسألوا أنفسهم ما هو الأكثر أهمية هل هو الإصرار على وجهة نظرهم أم الاحتفاظ بالتواصل مع أبنائهم، وأخيرا من الحكمة إظهار الثقة في الأبناء.

وتتفق بريجيت كايزر من مركز الاستشارات الأسرية بألمانيا مع برونز في هذه النقطة، وتقول إنه لسوء الحظ أن المشكلات التي تثار من هذه النزاعات لا تؤخذ مأخذ الجد بشكل مبكر بما فيه الكفاية، وهذه المشكلات تؤثر على الأحفاد، وللأطفال حقوق لدى أجدادهم ولا يجب تعريضهم للمعاناة من جراء نزاع عائلي.

وفي الحالات الخطيرة توصي كايزر بالسعي للحصول على المساعدة المهنية المتخصصة، وتقول إن تأثير الكراهية إزاء زوج الابنة أو زوجة الابن قد يأخذ أحيانا أبعادا قانونية وعلى سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بالورث، ولمنع مشاعر العداء من أن تتطور لتصل إلى هذا المنحى فيجب أن تكون العلاقة الطيبة بين الآباء وأبنائهم عاملا حاسما.

وترى برونز أنه عندما تفشل جميع الجهود في تحقيق نتيجة طيبة وربما تصل إلى انقطاع كامل في الاتصال بين الآباء وأبنائهم فيكون على عاتق الآباء دائما أن يأخذوا زمام المبادرة، وينبغي على الآباء التقارب مع أبنائهم بالسعي لفتح باب الحوار، وتقول إنه إذا كان الحوار متعذرا فيمكن أن يكتب الأب خطابا لابنه يقول فيه أنه ربما يكون قد سار في الطريق الخطأ.

ولفجانج دوفينيك
الاربعاء 11 أبريل 2012