نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


بعد فضحه مهازل العقيد القذافي وأولاده السفير الأمريكي في ليبيا أول ضحايا ويكيليكس




طرابلس - عمر الكدي - تضاربت الأنباء حول مغادرة السفير الأمريكي جين كريتز لطرابلس بشكل نهائي، ففي حين نفى الناطق الإعلامي بالسفارة الأمريكية في طرابلس، جونزيف جورد رونو صحة الخبر، وقال إنه يزور واشنطن للتشاور حول عدد من القضايا تخص البلدين، من بينها إمكانية استمراره في عمله بطرابلس، بينما أكد موقع بانوراما المقرب من السلطات الليبية، مغادرة السفير الأمريكي طرابلس بشكل نهائي، كما أكدت الخبر جريدة تريبولي بوست في عددها يوم 29 ديسمبر الماضي، وأكدت أن السفير تحدث مع العاملين في السفارة، وأكد لهم أنه ترك منصبه


السفير الأمريكي في ليبيا جين كريتز
السفير الأمريكي في ليبيا جين كريتز
غريب الأطوار
بهذا يكون جين كريتز أول ضحايا تسريبات موقع ويكيليكس، الذي نشر عدة وثائق سرية أرسلها كريتز لوزارة الخارجية الأمريكية، تتناول معظمها الحياة الشخصية للعقيد معمر القذافي، وعلاقته بالممرضة الأوكرانية جالينا كولوتنياستكا التي وصفتها الوثيقة بأنها شقراء فاتنة وأن القذافي لا يستطيع الاستغناء عنها، بالإضافة إلى عقدته من الأماكن المرتفعة، وخوفه من الطيران فوق البحار والمحيطات، كما تناولت الوثائق الحالة الصحية للعقيد الليبي، والتي أكدت أنها ليست على ما يرام، بالإضافة إلى عمليات شد الوجه التي أجراها الزعيم الليبي، والتي أثرت على شكل وجهه، كما أشارت الوثائق إلى شغف القذافي برقصة الفلامنكو الأسبانية، ويقول كريتز في إحدى الوثائق "لئن كان من المغري الإشارة إلى أن القذافي غريب الأطوار وغير مستقر نفسيا، فإن الحقيقة أن القذافي ذو شخصية معقدة تمكنت من البقاء في السلطة لمدة أربعين عاما من خلال تحقيق التوازن بين المصالح وأساليب السياسة الواقعية".

بعيد نشر الوثائق حاول كريتز التقليل من أهمية هذه التسريبات، قائلا: "أصحاب النوايا الحسنة يدركون إن التقارير الدبلوماسية الداخلية لا تمثل السياسة الخارجية الرسمية للحكومة". إلا أن حملة ليبية أطلقت على موقع الفيس بوك تحت شعار "لا للجاسوسية"، طالبت بطرد السفير الأمريكي، واتهمته بأنه "جاسوس" و"مدسوس"، وأنه مسئول على مقتل أطفال غزة عندما كان نائبا للسفير الأمريكي في إسرائيل.

وفي طرابلس تعرض السفير الأمريكي إلى تحرشات من مواطنين "عاديين"، مما اضطره إلى تغيير الصالة التي كان يتريض بها، ويعتقد أن هؤلاء المواطنين "العاديين"، هم رجال أمن ينفذون أوامر بمضايقة السفير الأمريكي، وتوجيه الإهانة له حيثما تواجد، وعندما اشتكى كريتز من هذه التصرفات أبلغته السلطات أنها على استعداد للتحقيق في ذلك، إذا تقدم بشكوى رسمية، وهو ما لم يفعله السفير، وفي إحدى المرات خلال ظهوره في أحد فنادق طرابلس تعرض له عدد من المواطنين، وطلبوا منه مغادرة البلد باعتباره شخصا غير مرغوب فيه، وهكذا نجحت الحملة في عزل السفير، وتوتير الأجواء من حوله.

العلاقات مستمرة
كريتز هو أول سفير أمريكي لليبيا منذ عام 1972، وبالرغم من أن الرئيس بوش هو من اختاره لهذا المنصب، إلا أنه تولى مهام منصبه بعد دخول الرئيس أوباما للبيت الأبيض، وعند وصوله إلى ليبيا في ديسمبر 2008 طالبت نقابة المحامين في بنغازي بطرده على الفور، وهو ما يؤكد عدم ترحيب جهات عليا في الدولة بعودة السفير الأمريكي، وعندما رفع العلم الأمريكي فوق السفارة الأمريكية في طرابلس في 13 مايو 2009، شبه كريتز تلك اللحظة برفع العلم الأمريكي إيواجيمي باليابان في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما أدى إلى استياء الرسميين الليبيين.

وفي حديث أكد الكاتب والدبلوماسي الليبي المخضرم، مفتاح السيد الشريف رحيل السفير الأمريكي، وقال الشريف إن الدول التي لا ترغب في وجود سفير على أراضيها عادة ما تبلغ الدولة المعنية بشكواها من هذا السفير، وتطلب منها تغيير السفير، ويتم ذلك من خلال مكاتبات رسمية، لا تعلن بالضرورة، ولكن في حالة السفير الأمريكي جين كيرتز فالسلطات الليبية لم تعلن أي موقف، والسفير نفسه هو من أعلن أنه سيترك منصبه في طرابلس، دون أن يشير إلى الأسباب، فقد غادر البلد بعد أن ودع أعضاء السفارة

ويضيف الشريف قائلا: "العادة المتبعة بروتوكوليا حسب التقاليد الدبلوماسية أن السفير عندما يقرر العودة لأي سبب من الأسباب، عليه أن يتبع إجراءات متفق عليها عادة بين الدول، حسب البروتوكولات العالمية، أولا يبلغ الحكومة التي هو معتمد إليها برغبته في الانتقال، ثم يقوم بزيارة وزير الخارجية، أو رئيس الدولة، كما يودع زملاءه من سفراء الدول الأخرى، إنما ما حدث في ليبيا فالسفير قرر العودة من تلقاء نفسه، ولم يصدر من الجانب الليبي أي رد فعل أو تفسير لذلك".

ويقول مفتاح السيد الشريف أن عدة جهات في ليبيا لم تكن ترغب في بقاء كريتز في طرابلس، مشيرا إلى تصريح أحمد إبراهيم، أمين المركز العالمي لأبحاث الكتاب الأخضر، لصحيفة ليبيا اليوم، قبل أكثر من ستة أشهر، والذي وصف فيه السفير الأمريكي ب"الكلب"، ورغم ذلك بقى السفير، ويؤكد الشريف أن التحرشات التي تعرض إليها السفير الأمريكي أوعزت بها الحكومة، وفي هذه الحالة كان على الحكومة الليبية أن تتصل بالحكومة الأمريكية وتطلب منها تغيير السفير، كما يرى الشريف أن الرحيل السفير الأمريكي لن تكون له تداعيات على العلاقات بين البلدين، بالرغم من التوتر الذي يسود العلاقات من حين إلى آخر، مضيفا "مصالح نظام القذافي مع أمريكا ارتبطت ارتباطا عميقا، وشركات النفط الأمريكية وامتيازاتها ترسخت في البلاد، وأشك أنه يستطيع حتى لو أراد قطع هذه العلاقات بالشكل الذي يحلو له. العلاقات ستستمر حتى بغير هذا السفير، أو قد تستمر على مستوى القائم بالأعمال، ولكن العلاقات معرضة دوما إلى نوع من الاهتزازات والتقلبات".

رد فعل حاد
ويرى الشريف أن السبب في رد الفعل الليبي الحاد على تسريبات الويكيليكس، هو أن ما نشر حتى الآن من هذه الوثائق عن الدول العربية، كانت تتعلق بأمور عادية، وسياسات الحكام وتصرفاتهم فيما يتعلق بالاقتصاد والفساد، وهي أمور مطروحة في الشارع العربي، ولا يخفى أمرها على الناس، ولهذا كان رد فعل هذه الدول غير حاد، بينما بالنسبة لليبيا فقد ركزت الوثائق على القذافي شخصيا وأولاده، ولم تخل من تعريض بشخصه وبتصرفاته، وأيضا الصراعات التي تدور داخل العائلة، ومن هنا كان رد الفعل الليبي أكثر حدة، بالرغم من أن هذا لم يظهر في أي موقف رسمي، بل أن القذافي هو أول رئيس عربي يرحب بوثائق الويكيليكس مع تحفظه على بعض التسريبات.

ويرى الشريف أن التجسس لا ينحصر في السفارات فقط، فالجواسيس والعملاء كما تبين ذلك بعد انقلاب القذافي، كانوا يعملون لصالح السي أي أيه موزعين بين شركات البترول والشركات التجارية، والبعثات الأخرى. يذكر أن ليبيا طلبت من دبلوماسي أمريكي مؤخرا مغادرة البلد، بعد زيارته لمنطقة يفرن الأمازيغية، وتحدثه إلى الأهالي هناك، وهو ما أعتبرته السلطات تدخلا في الشئون الداخلية

عمر الكدي - إذاعة هولندا العالمية
الاربعاء 5 يناير 2011