ماركيز أسطورة أميركا اللاتينية الأدبية ظهر العرب وثقافتهم في العديد من رواياته
التقى الكاتب المنحدر مجموعة من اللبنانيين في قصر اليونيسكو في بيروت. نظمت اللقاء السفارة الكولومبية في لبنان، في إطار النشاطات المقامة بمناسبة إعلان منظمة اليونيسكو بيروت عاصمة عالمية للكتاب. القاعة كانت تعجّ بالناطقين باللغة الاسبانية، فاللقاء مع خوان غوستافو كوبو بوردا كان مناسبة لالتقاء ابناء الجاليات اللبنانية المنتشرة في دول اميركا اللاتينية والمتواجدين في لبنان.
في البداية تم عرض فيلم من اعداد الفيديو كاريا كلارا غوميز. يعرض الفيلم ملامح من التفاعل الثقافي بين العرب المهاجرين الى اميركا اللاتينية وبين سكان تلك البلاد. الفيلم هو عبارة عن صور متسلسلة، ويظهر فيه مسجد عمر ابن الخطاب المشيّد في محلّة مايكو غاخيرا، اضافة الى صور كتاب وشعراء يجسدّون التواصل الثقافي بين العالمين العربي والاميركي اللاتيني. يعرض الفيلم صور جيوفاني كسّيب، خورخي اسيس، نجيب محفوظ، ميرسيدس برشا، اندريس هولفين، نيليدا بيلون، عبدو الحايك، خوان غصين عبد الله، ياميد امات، نبيه اصطفان، ميرا ديلمار، ميرا إي غابو، ادواردو كارانزا، اردي راوول، لويس فياض، إلكين ريستريبو، خورخي لويس بورخيس وخورخي امادو. وأخيراً صورة المغنية الكولومبية اللبنانية الاصل شاكيرا...
الكاتب هو ديبلوماسي ايضاً. لقد شغل سابقاً منصب سفير كولومبيا في اليونان، ومنصب المستشار الثقافي في مدريد، كما عمل مديراً للشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الكولومبية. الى ذلك اهتم بكتابات غابرييل غارسيا ماركيز، واصدر كتباً عديدة حولها. هذا ما ورد في تعريف السفيرة الكولومبية في لبنان زويد كرم دويهي عن الكاتب.
بدأ الكاتب حديثه بالإعراب عن تأثره لوجوده في بيروت، فلبنان تحوّل الى العمال ادبية في اميركا اللاتينية، وهو"حالة فنية متنقلة". اشار الى ان الجيل الاول من المهاجرين العرب الى كولومبيا كان لهم تأثير واضح خاصة في ميدان التجارة. اما الاجيال اللاحقة، فقد اضافت الى اهتمامها بالتجارة التعلم في الجامعات والعمل في ميدان السياسة، كما كان لهم نتاجات ادبية مهمة.
يقول الكاتب ان "الرواية يمكنها ات تلخص لنا عالماً بأكمله. يصعب الحديث عن كتب مع اشخاص لم يقرأوها، ولكنها تستطيع وضعنا في الصورة".
بدأ حديثه عن الروائي لويس فياض، وهو متحدّر من اصول لبنانية، وكتب رواية اسماها "سكوت الجهات الأصلية". الانسان الذي يهاجر لا يستطيع فهم جهات الارض الجديدة. تبدأ روايته بطريقة مميّزة. يتحدث عن مهاجرين لبنانيين يستقلون سفينة ويتجهون نحو تشيلي. في طريقهم يلعبون القمار (يرمز لعب القمار الى اللعب بالقدر)، ويخسرون جزءً كبيراً من ثروتهم، ما يفرض عليهم النزول في كولومبيا لعدم قدرتهم على دفع تكاليف كامل الرحلة.
المهاجرون كانوا لبنانيين، ولا يملكون إلا جواز سفر عثماني. انهم فقط اتراك في اعتبار الكولومبيين. كانوا يأكلون التبولة والكبّة، وهذا يجعلهم مرتبطين بجذورهم. يصف الكاتب لعبة الطاولة التي يلعبها المهاجرون بأنها "مصنوعة من خشب الارز وزهر العاج".
تلفت في الرواية شخصية كونتيرا الذي كان يختم معاملات المهاجرين. كان اللبنانيون يجدون الحيل للاستحصال على رخص. هناك ذكر لرجل لبناني يزور موظفاً في الوزارة بهدف الحصول على رخصة مع علمه بأنها لا يمكن ان تجهز في وقت قصير. يراهن الموظفين على انه يستطيع الحصول على رخصة في أقل من خمسة عشرة يوماً. يكسب رهانه. هذه إشارة الى احدى الألاعيب التي كان يقوم بها المهاجرون اللبنانيون.
لم يرم المهاجرون ببلدانهم الأصلية الى النسيان. عندما دخل الفرنسيون الى بيروت، كانت الأخبار تصلهم، ويتأثرون بها. كانوا يتداخلون مع العالم الجديد وتبقى مشاعرهم مع ذويهم.
الشاعرة ميرا ديلمار اصلها لبناني. ولدت عام 1912. اسمها الحقيقي هو ايزابيل شمس الحق. بدأت الكتابة في سن الثامنة عشرة، ونشرت اشعارها الاولى في بعض الصحف باسمها الحقيقي. ثم فيما بعد غيّرت اسمها كي لا تزعج والدها الذي كان رافضاً فكرة ان تكتب ابنته الشعر.
كانت تقول انه ينبعث من عينيها غبار المدن. تتحدّث عن اجدادها الذين كانوا يحملون الشموع الارجوانية. يحضر في شعرها دائماً الأنين والاناشيد. في شعرها علاقة متوترة كما بين الرحالة والمستقرّين، او كما بين المهاجرين والباحثين عن جذورهم. تذكر في احد اشعارها النهار الذي راحت تختفي فيه البلاد خلف الأفق. كانت تتساءل دوماً عن اللغة التي ستتكلم بها قبل موتها، وفي النهاية، كانت هذه الكلمات بالعربية.
جيوفاني كيسّيب هو شاعر آخر من الاصول اللبنانية. وصل والده الى مرفأ كارتاخينا، اواخر القرن التاسع عشر، آتياً من لبنان بعد توقف أوّل في مرفأ مرسيليا. كان يتحدّث عن عمر الخيّام والف ليلة وليلة وعن شهرزاد، وعن سكنه في قصر الحمراء. عاش في مدينة تقليدية هي المدينة البيضاء "بوبويان" حيث كتب اعماله الادبية. في عمله الأخير "تحوّل الحديقة" فائض من اللون الأزرق. يشبّه لبنان بالحجر اللازوردي. يتحدّث عن مدينة جبيل، ويقوم بمزج اوراق الارز. لا يكفّ عن التفكير في بلاده الاصلية رغم ولادته بعيداً عنها.
في كارتاخينا ايضاً، ولد ويلغوس خاتين. اشتهر بحاجته للحبّ وبعلاقته المتوترة بوالدته. يشبّه امّه بـ"نار ثملة من جبل لبنان". يقول لها انها امرأته في الليل وعذابه في النهار، ويصفها بمصدر كآبته، وفيها تجري نار من جبل لبنان. يتوق الى العودة الى جذوره اللبنانية. يتحدّث عن بيبلوس وعن جدّته في المهجر التي لا تجد من تعبير عن يأسها وغضبها إلا الصراخ، وهذا عائد الى وحدتها. الشرق كلّه يحضر في شعره، فهو يذكر المومياءات وقصر الحمراء والأهرام. ويتحدّث عن الفرعون في الريف الكولومبي.
هناك روائيون لاتينيون قاموا باكتشاف العالم العربي وعاشوه كأنّه رحلة سحرية. في إحدى الروايات، يجول الكاتب في الأرض المصرية وفي مدينة المنصورة. يتحوّل التاريخ عنده الى مسرح. يتحدّث عن ملك فرنسي يصلّي وهو ممدد في فراشة في منزل متواضع لفخر الدين. الملك الذي كان داعية لحرب صليبية، يخسر معركة على ضفاف برّ صغير ويصير أسيراً لدى سلطان مصر.
تأثر غابرييل غارسيا ماركيز بعالم الف ليلة وليلة. انعكس هذا التأثر في اعماله الأدبية. ترجمت الف ليلة وليلة عام 1930، ولكن لم يتم الاكتفاء بالنسختين الفرنسية والانكليزية، فقد اعتبرتا غير كافيتين. فكان الحديث عن عالم الشرق يذكر المحاربين والاهرام والجمال.
نكتشف في سيرة ماركيز ان زوجته تتحدّر من عائلة شرقية. والدها، الياس باشا فاخوري، كاثوليكي وعلى الارجح هو لبناني. في روايته "مئة عام من العزلة" يشير الى زوجته كامرأة جمالها حيّ من النيل.
يتحدّث كوبو بوردا عن زيارته لماركيز. وجد في مطبخه وحجرته وسريره صلة مع العالم العربي. يصف في روايته "مئة عام من العزلة" عرب الجيل الثالث الذين كانوا يقفون امام الاسواق وكانوا قليلي الكلام. عندما سألهم احدهم عن سرّ عدم غرقهم في العاصفة كان جوابهم انهم سبحوا وانه يجب الذهاب الى البحر المتوسط وقطع المحيط الاطلسي لتعلّم السباحة.
اعاد خورخي لويس بورخيس خلق العالم العربي. تحدّث في قصيدته "الملك والمتاهة" عن ملك بابل الذي دعاه احد الملوك الى قصره وتركه طوال بعد الظهر ضائعاً في متاهة بين ممرّات لا تؤدي الى مكان، وابواب مزيّفة. يتخلّص الملك العربي في النهاية من المتاهة ويعود الى ارضه. يقول بورخيس ان الشاعر مثل الرمل وبعض الماء. يحمل الرمل ويصير الصحراء.
كتاب وموسيقيون كثيرون ولدوا في فنزويلا والاورغواي والمكسيك والارجنتين وغيرها.
يروي خورخي امادو قصة وصول سفينة تحمل عرباً عام 1930. وقد سمّيوا اتراكاً لأنهم كانوا يحملون وثائق عثمانية، فيما هم كانوا من سوريا ولبنان. يتحدّث عن عبورهم سهولاً مزروعة بالكاكاو كان يملكها والده.
يذكر امادو شخصية فتاة لم تتمكن من الزواج لأنه ينبت لها شاربان. كان والدها يسعى لتزويجها، وكان الزواج منها مكسباً لأن ورائها إرث كبير. كان والدها يطلب ان يكون زوجها عربياً لضمان حبّه للتجارة. رغم شاربيها، فقد كان لها جسد رائع وكانت شهوانية. يقول كوبو بوردا انه في النهاية تزوجها بائع اسمه اديب فحصّن نفسه من ممارسة الجنس، ويختم لقائه بضحكة طويلة شاركه إيّاها الحضور.
في البداية تم عرض فيلم من اعداد الفيديو كاريا كلارا غوميز. يعرض الفيلم ملامح من التفاعل الثقافي بين العرب المهاجرين الى اميركا اللاتينية وبين سكان تلك البلاد. الفيلم هو عبارة عن صور متسلسلة، ويظهر فيه مسجد عمر ابن الخطاب المشيّد في محلّة مايكو غاخيرا، اضافة الى صور كتاب وشعراء يجسدّون التواصل الثقافي بين العالمين العربي والاميركي اللاتيني. يعرض الفيلم صور جيوفاني كسّيب، خورخي اسيس، نجيب محفوظ، ميرسيدس برشا، اندريس هولفين، نيليدا بيلون، عبدو الحايك، خوان غصين عبد الله، ياميد امات، نبيه اصطفان، ميرا ديلمار، ميرا إي غابو، ادواردو كارانزا، اردي راوول، لويس فياض، إلكين ريستريبو، خورخي لويس بورخيس وخورخي امادو. وأخيراً صورة المغنية الكولومبية اللبنانية الاصل شاكيرا...
الكاتب هو ديبلوماسي ايضاً. لقد شغل سابقاً منصب سفير كولومبيا في اليونان، ومنصب المستشار الثقافي في مدريد، كما عمل مديراً للشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الكولومبية. الى ذلك اهتم بكتابات غابرييل غارسيا ماركيز، واصدر كتباً عديدة حولها. هذا ما ورد في تعريف السفيرة الكولومبية في لبنان زويد كرم دويهي عن الكاتب.
بدأ الكاتب حديثه بالإعراب عن تأثره لوجوده في بيروت، فلبنان تحوّل الى العمال ادبية في اميركا اللاتينية، وهو"حالة فنية متنقلة". اشار الى ان الجيل الاول من المهاجرين العرب الى كولومبيا كان لهم تأثير واضح خاصة في ميدان التجارة. اما الاجيال اللاحقة، فقد اضافت الى اهتمامها بالتجارة التعلم في الجامعات والعمل في ميدان السياسة، كما كان لهم نتاجات ادبية مهمة.
يقول الكاتب ان "الرواية يمكنها ات تلخص لنا عالماً بأكمله. يصعب الحديث عن كتب مع اشخاص لم يقرأوها، ولكنها تستطيع وضعنا في الصورة".
بدأ حديثه عن الروائي لويس فياض، وهو متحدّر من اصول لبنانية، وكتب رواية اسماها "سكوت الجهات الأصلية". الانسان الذي يهاجر لا يستطيع فهم جهات الارض الجديدة. تبدأ روايته بطريقة مميّزة. يتحدث عن مهاجرين لبنانيين يستقلون سفينة ويتجهون نحو تشيلي. في طريقهم يلعبون القمار (يرمز لعب القمار الى اللعب بالقدر)، ويخسرون جزءً كبيراً من ثروتهم، ما يفرض عليهم النزول في كولومبيا لعدم قدرتهم على دفع تكاليف كامل الرحلة.
المهاجرون كانوا لبنانيين، ولا يملكون إلا جواز سفر عثماني. انهم فقط اتراك في اعتبار الكولومبيين. كانوا يأكلون التبولة والكبّة، وهذا يجعلهم مرتبطين بجذورهم. يصف الكاتب لعبة الطاولة التي يلعبها المهاجرون بأنها "مصنوعة من خشب الارز وزهر العاج".
تلفت في الرواية شخصية كونتيرا الذي كان يختم معاملات المهاجرين. كان اللبنانيون يجدون الحيل للاستحصال على رخص. هناك ذكر لرجل لبناني يزور موظفاً في الوزارة بهدف الحصول على رخصة مع علمه بأنها لا يمكن ان تجهز في وقت قصير. يراهن الموظفين على انه يستطيع الحصول على رخصة في أقل من خمسة عشرة يوماً. يكسب رهانه. هذه إشارة الى احدى الألاعيب التي كان يقوم بها المهاجرون اللبنانيون.
لم يرم المهاجرون ببلدانهم الأصلية الى النسيان. عندما دخل الفرنسيون الى بيروت، كانت الأخبار تصلهم، ويتأثرون بها. كانوا يتداخلون مع العالم الجديد وتبقى مشاعرهم مع ذويهم.
الشاعرة ميرا ديلمار اصلها لبناني. ولدت عام 1912. اسمها الحقيقي هو ايزابيل شمس الحق. بدأت الكتابة في سن الثامنة عشرة، ونشرت اشعارها الاولى في بعض الصحف باسمها الحقيقي. ثم فيما بعد غيّرت اسمها كي لا تزعج والدها الذي كان رافضاً فكرة ان تكتب ابنته الشعر.
كانت تقول انه ينبعث من عينيها غبار المدن. تتحدّث عن اجدادها الذين كانوا يحملون الشموع الارجوانية. يحضر في شعرها دائماً الأنين والاناشيد. في شعرها علاقة متوترة كما بين الرحالة والمستقرّين، او كما بين المهاجرين والباحثين عن جذورهم. تذكر في احد اشعارها النهار الذي راحت تختفي فيه البلاد خلف الأفق. كانت تتساءل دوماً عن اللغة التي ستتكلم بها قبل موتها، وفي النهاية، كانت هذه الكلمات بالعربية.
جيوفاني كيسّيب هو شاعر آخر من الاصول اللبنانية. وصل والده الى مرفأ كارتاخينا، اواخر القرن التاسع عشر، آتياً من لبنان بعد توقف أوّل في مرفأ مرسيليا. كان يتحدّث عن عمر الخيّام والف ليلة وليلة وعن شهرزاد، وعن سكنه في قصر الحمراء. عاش في مدينة تقليدية هي المدينة البيضاء "بوبويان" حيث كتب اعماله الادبية. في عمله الأخير "تحوّل الحديقة" فائض من اللون الأزرق. يشبّه لبنان بالحجر اللازوردي. يتحدّث عن مدينة جبيل، ويقوم بمزج اوراق الارز. لا يكفّ عن التفكير في بلاده الاصلية رغم ولادته بعيداً عنها.
في كارتاخينا ايضاً، ولد ويلغوس خاتين. اشتهر بحاجته للحبّ وبعلاقته المتوترة بوالدته. يشبّه امّه بـ"نار ثملة من جبل لبنان". يقول لها انها امرأته في الليل وعذابه في النهار، ويصفها بمصدر كآبته، وفيها تجري نار من جبل لبنان. يتوق الى العودة الى جذوره اللبنانية. يتحدّث عن بيبلوس وعن جدّته في المهجر التي لا تجد من تعبير عن يأسها وغضبها إلا الصراخ، وهذا عائد الى وحدتها. الشرق كلّه يحضر في شعره، فهو يذكر المومياءات وقصر الحمراء والأهرام. ويتحدّث عن الفرعون في الريف الكولومبي.
هناك روائيون لاتينيون قاموا باكتشاف العالم العربي وعاشوه كأنّه رحلة سحرية. في إحدى الروايات، يجول الكاتب في الأرض المصرية وفي مدينة المنصورة. يتحوّل التاريخ عنده الى مسرح. يتحدّث عن ملك فرنسي يصلّي وهو ممدد في فراشة في منزل متواضع لفخر الدين. الملك الذي كان داعية لحرب صليبية، يخسر معركة على ضفاف برّ صغير ويصير أسيراً لدى سلطان مصر.
تأثر غابرييل غارسيا ماركيز بعالم الف ليلة وليلة. انعكس هذا التأثر في اعماله الأدبية. ترجمت الف ليلة وليلة عام 1930، ولكن لم يتم الاكتفاء بالنسختين الفرنسية والانكليزية، فقد اعتبرتا غير كافيتين. فكان الحديث عن عالم الشرق يذكر المحاربين والاهرام والجمال.
نكتشف في سيرة ماركيز ان زوجته تتحدّر من عائلة شرقية. والدها، الياس باشا فاخوري، كاثوليكي وعلى الارجح هو لبناني. في روايته "مئة عام من العزلة" يشير الى زوجته كامرأة جمالها حيّ من النيل.
يتحدّث كوبو بوردا عن زيارته لماركيز. وجد في مطبخه وحجرته وسريره صلة مع العالم العربي. يصف في روايته "مئة عام من العزلة" عرب الجيل الثالث الذين كانوا يقفون امام الاسواق وكانوا قليلي الكلام. عندما سألهم احدهم عن سرّ عدم غرقهم في العاصفة كان جوابهم انهم سبحوا وانه يجب الذهاب الى البحر المتوسط وقطع المحيط الاطلسي لتعلّم السباحة.
اعاد خورخي لويس بورخيس خلق العالم العربي. تحدّث في قصيدته "الملك والمتاهة" عن ملك بابل الذي دعاه احد الملوك الى قصره وتركه طوال بعد الظهر ضائعاً في متاهة بين ممرّات لا تؤدي الى مكان، وابواب مزيّفة. يتخلّص الملك العربي في النهاية من المتاهة ويعود الى ارضه. يقول بورخيس ان الشاعر مثل الرمل وبعض الماء. يحمل الرمل ويصير الصحراء.
كتاب وموسيقيون كثيرون ولدوا في فنزويلا والاورغواي والمكسيك والارجنتين وغيرها.
يروي خورخي امادو قصة وصول سفينة تحمل عرباً عام 1930. وقد سمّيوا اتراكاً لأنهم كانوا يحملون وثائق عثمانية، فيما هم كانوا من سوريا ولبنان. يتحدّث عن عبورهم سهولاً مزروعة بالكاكاو كان يملكها والده.
يذكر امادو شخصية فتاة لم تتمكن من الزواج لأنه ينبت لها شاربان. كان والدها يسعى لتزويجها، وكان الزواج منها مكسباً لأن ورائها إرث كبير. كان والدها يطلب ان يكون زوجها عربياً لضمان حبّه للتجارة. رغم شاربيها، فقد كان لها جسد رائع وكانت شهوانية. يقول كوبو بوردا انه في النهاية تزوجها بائع اسمه اديب فحصّن نفسه من ممارسة الجنس، ويختم لقائه بضحكة طويلة شاركه إيّاها الحضور.


الصفحات
سياسة








