
ويؤكد المدافعون عن هذه الاحتفالات التقليدية أن ذبح الكلاب وتناول لحومها يمثل واحدا من أهم التقاليد الطقسية العريقة، التي بات يُخشى عليها من الاندثار مع الأجيال الجديدة. ومن هنا كان رد السلطات العملي متماشيا مع منطقية الحجة التي ساقها أنصار تناول لحم الكلاب، حيث قامت بالتضحية بكل هذا العدد الضخم خلال احتفالات العام الجاري.
على صعيد آخر يبرز من بين منتقدي هذه الممارسات الطقسية الناشطة دو يوفنج، التي اضطرت للسفر خصيصا إلى يولين للإعلان عن احتجاجها على إقامة هذه النوعية من المهرجانات، مؤكدة إنها "عادة سيئة للغاية لا تزال مستقرة وراسخة في العديد من المقاطعات الصينية، ولكن المؤكد أنه ليس صحيحا على الإطلاق أن الشعب الصيني يحب تناول لحم الكلاب".
جدير بالذكر أن استخدام لحوم الكلاب في المطبخ الصيني يعد تقليدا عريقا، حيث كان يقدم على موائد الأباطرة منذ أكثر من ألفي عام، ولكن منذ عهد الإمبراطور جورو شانجبولياو الحادي عشر تم تحريم تناولها على أي موائد رسمية، وأصبح تناولها اليوم مقصورا على الطبقات الدنيا والفقراء من عامة الشعب.
لسنوات طويلة كانت المناطق الريفية في الصين تعج بالكلاب، حيث كانت تمارس دورها التقليدي في حراسة قطعان الماشية من هجمات الذئاب والمحاصيل ضد لصوص المزارع. ولكن خلال الحقبة الشيوعية، تم حظر مرافقة الكلاب، حيث رأوا في ذلك تقليدا لنمط الحياة البرجوازية.
مع ارتفاع مستوى المعيشة نتيجة لطفرة النمو الاقتصادي التي يعيشها العملاق الأسيوي حاليا، اضطرت السلطات إلى تخفيف قبضتها وتقديم بعض التنازلات، وأصبحت هذه المخلوقات من ذوات الأربع مسموح بها في العديد من المدن الصينية الكبيرة.
يبلغ سعر الكيلو من لحم الكلاب 50 يوان أي ما يعادل ست دولارات أو 8ر7 دولارات، فيما يرجع البعض تدني السعر إلى تفشي ظاهرة التجارة غير الشرعية، نظرا لارتفاع أسعار تراخيص تربية الكلاب بغرض الذبح والاستهلاك، بصورة ملحوظة.
الطريف في الأمر أنه في خضم هذا الجدل بين الأيديولوجية، والدفاع عن حقوق الحيوان، تحولت ظاهرة سرقة الكلاب بغرض ذبحها لبيع لحومها، جزءا من نشاط الجريمة المنظمة في الصين، بحسب ما تؤكده جريس جي جابرييل، الناشطة بالصندوق الدولي لجودة معيشة الحيوان (IFAW). تم تدارك هذه التحذيرات بعد إنقاذ نحو 2200 كلب من عدة شاحنات بمقاطعتي شونجكينج بوسط الصين، وجيزهو جنوب غرب البلاد.
وبالرغم من كل ذلك، كلما اعتاد الصينيون على أن الكلاب بوصفها حيوانات أليفة تمثل جزءا من المشهد الحضري لمجتمعهم، كلما ساعد ذلك نشطاء حماية حقوق الحيوان على المضي قدما في سعيهم للتصدي لهذه الظاهرة رافعين شعار "لا للحم الكلاب على العشاء".
من جانبه يقدر هي يونج من (IFAW) أن عدد المنظمات المدافعة عن حظر تناول لحم الكلاب في الصين حاليا بنحو 100 منظمة، مشيرا إلى أنه يعتبر أن "حجم الحركة الآن أصبح كبيرا ونشاطها أكثر اتساعا الآن"، في إشارة إلى تزايد المتعاطفين مع القضية في كبرى المدن مثل العاصمة بكين وشنغهاي أو جوانجزهو، كما وصلت أصداء الحركة إلى مناطق أكثر تقليدية كانت تعد من معاقل ممارسة هذا التقليد مثل مقاطعات جوانشي وجيزهو، والتي بات يوجد بها مجموعات كبيرة من الناشطين المناهضين لتناول لحوم الكلاب.
المثير للاهتمام أن الدفاع هذه القضية لم يجتذب الشباب فقط، بل انضم إليها العديد من الرهبان البوذيين الذين يدافعون عن تغيير منظومة الطعام بالكامل. وفي هذا الإطار تطوعت الأخت يوليانج من أجل الذهاب من مذبح إلى مذبح في يولين للتصدي لذبح الكلاب لتقديمها وجبات، ولما كانت تؤمن بالسلام في دعواها فكان سبيلها الوحيد لإنقاذ الكلاب هو عتق رقبتها بشرائها حية.
وبصفر النظر عن الحملات، يعرب هي يونج عن ثقته وبخاصة في الطبقة السياسية الحاكمة في الصين مشددا على أن "نعتقد أن الحكومة يجب أن تتحمل مسئولياتها بصورة أكبر حيال حظر تناول لحوم الكلاب"، معربا عن أسفه في الوقت نفسه من أن محرك بحث سوهو الشهير على شبكة الانترنت يكشف عن وجود نحو 13.5000 مكان في العاصمة بكين تقدم أطباق كلاب وتوفر فرصة الحصول على لحومها بغرض الاستهلاك.
جدير بالذكر أن استخدام لحوم الكلاب في المطبخ الصيني يعد تقليدا عريقا، حيث كان يقدم على موائد الأباطرة منذ أكثر من ألفي عام، ولكن منذ عهد الإمبراطور جورو شانجبولياو الحادي عشر تم تحريم تناولها على أي موائد رسمية، وأصبح تناولها اليوم مقصورا على الطبقات الدنيا والفقراء من عامة الشعب.
لسنوات طويلة كانت المناطق الريفية في الصين تعج بالكلاب، حيث كانت تمارس دورها التقليدي في حراسة قطعان الماشية من هجمات الذئاب والمحاصيل ضد لصوص المزارع. ولكن خلال الحقبة الشيوعية، تم حظر مرافقة الكلاب، حيث رأوا في ذلك تقليدا لنمط الحياة البرجوازية.
مع ارتفاع مستوى المعيشة نتيجة لطفرة النمو الاقتصادي التي يعيشها العملاق الأسيوي حاليا، اضطرت السلطات إلى تخفيف قبضتها وتقديم بعض التنازلات، وأصبحت هذه المخلوقات من ذوات الأربع مسموح بها في العديد من المدن الصينية الكبيرة.
يبلغ سعر الكيلو من لحم الكلاب 50 يوان أي ما يعادل ست دولارات أو 8ر7 دولارات، فيما يرجع البعض تدني السعر إلى تفشي ظاهرة التجارة غير الشرعية، نظرا لارتفاع أسعار تراخيص تربية الكلاب بغرض الذبح والاستهلاك، بصورة ملحوظة.
الطريف في الأمر أنه في خضم هذا الجدل بين الأيديولوجية، والدفاع عن حقوق الحيوان، تحولت ظاهرة سرقة الكلاب بغرض ذبحها لبيع لحومها، جزءا من نشاط الجريمة المنظمة في الصين، بحسب ما تؤكده جريس جي جابرييل، الناشطة بالصندوق الدولي لجودة معيشة الحيوان (IFAW). تم تدارك هذه التحذيرات بعد إنقاذ نحو 2200 كلب من عدة شاحنات بمقاطعتي شونجكينج بوسط الصين، وجيزهو جنوب غرب البلاد.
وبالرغم من كل ذلك، كلما اعتاد الصينيون على أن الكلاب بوصفها حيوانات أليفة تمثل جزءا من المشهد الحضري لمجتمعهم، كلما ساعد ذلك نشطاء حماية حقوق الحيوان على المضي قدما في سعيهم للتصدي لهذه الظاهرة رافعين شعار "لا للحم الكلاب على العشاء".
من جانبه يقدر هي يونج من (IFAW) أن عدد المنظمات المدافعة عن حظر تناول لحم الكلاب في الصين حاليا بنحو 100 منظمة، مشيرا إلى أنه يعتبر أن "حجم الحركة الآن أصبح كبيرا ونشاطها أكثر اتساعا الآن"، في إشارة إلى تزايد المتعاطفين مع القضية في كبرى المدن مثل العاصمة بكين وشنغهاي أو جوانجزهو، كما وصلت أصداء الحركة إلى مناطق أكثر تقليدية كانت تعد من معاقل ممارسة هذا التقليد مثل مقاطعات جوانشي وجيزهو، والتي بات يوجد بها مجموعات كبيرة من الناشطين المناهضين لتناول لحوم الكلاب.
المثير للاهتمام أن الدفاع هذه القضية لم يجتذب الشباب فقط، بل انضم إليها العديد من الرهبان البوذيين الذين يدافعون عن تغيير منظومة الطعام بالكامل. وفي هذا الإطار تطوعت الأخت يوليانج من أجل الذهاب من مذبح إلى مذبح في يولين للتصدي لذبح الكلاب لتقديمها وجبات، ولما كانت تؤمن بالسلام في دعواها فكان سبيلها الوحيد لإنقاذ الكلاب هو عتق رقبتها بشرائها حية.
وبصفر النظر عن الحملات، يعرب هي يونج عن ثقته وبخاصة في الطبقة السياسية الحاكمة في الصين مشددا على أن "نعتقد أن الحكومة يجب أن تتحمل مسئولياتها بصورة أكبر حيال حظر تناول لحوم الكلاب"، معربا عن أسفه في الوقت نفسه من أن محرك بحث سوهو الشهير على شبكة الانترنت يكشف عن وجود نحو 13.5000 مكان في العاصمة بكين تقدم أطباق كلاب وتوفر فرصة الحصول على لحومها بغرض الاستهلاك.