تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


رحلة لاستكشاف كنوز باراجواي الدولة المنسية في قلب أمريكا الجنوبية




أسونسيون - ساندرا راميريز أورتيجا - قد لا يعرف الكثيرون دولة باراجواي التي لا تطل على بحار كما يتجاهلها كثيرون آخرون، وهذه الدولة الصغيرة التي تقع في قلب أمريكا الجنوبية تخفي أعاجيب طبيعية تستحق الاستكشاف وتتمتع بإناس يتسمون بالمرح وطقس معتدل وهي كلها عوامل تشجع على جعلها مقصدا للسفر.


رحلة لاستكشاف كنوز باراجواي الدولة المنسية في قلب أمريكا الجنوبية
ويبلغ عمر باراجواي 200 عام ويصل عدد سكانها إلى أكثر قليلا من ستة ملايين نسمة، وكانت تضطر دائما إلى الاعتماد على دولة أو أخرى من جارتين كبيرتين لها وهما الأرجنتين والبرازيل لكي يحدد الناس مكانها على الخريطة.
 
ويتحدث سكان باراجواي بلغتين حيث أن كلا من اللغة الأسبانية ولغة الجوراني التي يتحدث بها السكان الأصليون من الهنود الحمر تعد لغة رسمية، ويشتهر أبناء هذه الدولة بكرم الضيافة.
 
وتقول جابرييلا دياز التي تدرس السياحة والفندقة وتبلغ من العمر 26 عاما وهي معتادة على التعامل مع الزوار الأجانب إن أهالي باراجواي يتسمون بالود والابتهاج ويرحبون دائما بالأجانب بأذرع مفتوحة، وهذه صفات متأصلة فيهم وجزء من طبيعتهم، وفي عام 2011 استقبلت باراجواي أكثر من نصف مليون سائح من الخارج.
 
وتعد باراجواي أساسا أمة متعددة الثقافات، وفيها خليط سكاني يتكون من السكان الأصليين والمستعمرين الإسبان، وتمكنت 19 مجموعة عرقية  محلية من البقاء على قيد الحياة كما استقبلت هذه الدولة مهاجرين من الأرجنتين والبرازيل إضافة إلى عدد من الدول الآسيوية ومنطقة الشرق الأوسط.
 
ولا يزال أبناء باراجواي متمسكين بتقاليدهم وعاداتهم مثل رقصات البولكا والجورانيا والأعياد الدينية مثل العيد الذي يحتفلون فيه بالقديس جون في حزيران/يونيو، وكذلك القيام برحلات حج لتوقير عذراء كاكوبي في الثامن من كانون أول/ديسمبر من كل عام.
 
وتم تأسيس العاصمة أسونسيون في 15 آب/أغسطس عام 1537، ويبلغ عدد سكانها في الوقت الحالي 520 ألف نسمة وتتمتع بثروة من المباني التي يرجع تاريخها للعصر الاستعماري.
 
وفي حي وسط المدينة يجد المرء أماكن تاريخية مثل النصب التذكاري الوطني للأبطال وقصر لوبيز وهو مقر الحكومة وكاتدرائية متروبوليتان ومبنى مجلس المدينة القديم.
وتحيط بالميادين والمباني مساحات خضراء لم يدمرها الإنسان، ويعطي نهر باراجواي الذي يمر عير البلاد ويقسمها إلى شطرين لمسة خاصة لوسط العاصمة أسنسيون.
 
وتبدأ الأنشطة في المدينة القديمة التي تختنق بالمكاتب الإدارية في الصباح الباكر وفي هذا الوقت يبدأ الضجيج المتواصل للحافلات العامة والسيارات، ويبدأ العاملون بالوصول إلى أماكن أعمالهم في السابعة صباحا تقريبا وهم يحملون " التيري" وهو نوع من مشروب الشاي البارد الممزوج بنكهة أخرى وهو يساعدهم على إطفاء الظمأ وتبادل الأحاديث الودية.
 
ويقول خوان مارتينيز / 28 عاما / وهو مدير لإحدى الشركات عمل في أسنسيون منذ عام 2006 إن زيارة وسط المدينة تكون مثالية خلال يوم الجمعة الحافل بالنشاط أو خلال فترة الهدوء السائدة بعد ظهر يوم السبت حيث يكون خليطا من البساطة والحداثة وملامح الطبيعة.
 
كما توجد مواقع في باراجواي إلى جانب العاصمة تستحق أن يراها السياح مثل المحمية الطبيعية لغابة مباراكايو التي تقع على مسافة 375 كيلومترا من شمال شرقي ولاية كانينديو.
 
وتدير المحمية منظمة لا تستهدف الربح تسمى مويسيس بيرتوني، وتستضيف المحمية المنتزه 400 من أنواع الطيور و89 نوعا من الثدييات، ويمكن لمحبي الطبيعة القيام برحلات على متن الزوارق الطويلة على صفحة نهر جيجوي ومشاهدة سلسلة جبال مباراكجو أثناء فترة النهار وفي الليالي التي تلمع فيها النجوم, غير أن أعظم معلم للجذب هو شلالات كارابا جامب حيث تمثل مساقط المياه فيها تحديا لأكثر الرجال شجاعة لكي يهبط نازلا من ارتفاع 50 مترا.
 
وبالنسبة لأهالي باراجوي توجد كلمة واحدة تعبر عن لب المغامرة البيئية وهي مباتوفي، وهذا المتنزه المحمي يقع على مسافة 70 كيلومترا جنوب غربي أسونسيون داخل سلسلة جبال ألتوس، وتحتوي على شلالات وينابيع طبيعية ومناطق غابات ومناظر لتلال باراجواري الرائعة التي لا مثيل لها.
 
والذين يحبون التقاط صور للرمال البيضاء النقية والمياه الصافية يمكنهم السفر إلى لاجونا بلانكا أي البحيرة البيضاء التي تقع على مسافة 300 كيلومتر شمالي العاصمة، ويمكن للسياح في هذا المكان أن يقضوا عطلة نهاية الأسبوع في لعب الكرة الطائرة أو ركوب الزوارق أو صيد الأسماك أو الغوص باستخدام قصبة الهواء أو السباحة أو مجرد الجلوس والاستمتاع بمنظر غروب الشمس.
 
وتعد البحيرة البيضاء منطقة محمية طبيعية وتقع تحت إدارة خاصة ويتمتع كثير من الزوار بالسير لمسافات طويلة على الأقدام والقيام برحلات سفاري والتقاط الصور التذكارية.
 
كما تتمتع باراجوي بالعديد من المواقع التاريخية ومن بينها أطلال مقر البعثة التبشيرية اليسوعية المعروفة باسم" يسوع وترينيداد " والتي تأسست عام 1600، وكان للبعثات التبشيرية اليسوعية تأثير كبير خلال السنوات الأولى من الاستعمار الأسباني لبارجواي.
 
وهناك بلدة أخرى تلقى إقبالا من الزوار وتوجد بها بعثة تبشيرية لليسوعيين وتقع على مسافة 300 كيلومتر من العاصمة وهي سان كوسمي داميان الذي تحمل كنيسة القديس داميان صورا خشبية وتفخر بوجود ساعة شمسية فيها إلى جانب مرصد بيونافينتورا سواريز للفلك.

ساندرا راميريز أورتيجا
الاربعاء 5 مارس 2014