تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


رغم الأزمة السياسية في تركيا... إسطنبول مقصد سياحي للعائلات المغربية




إسطنبول - بشكل مفاجئ، التفت المغاربة إلى الواجهة السياحية التركية وأصبحوا يفضلون إسطنبول ومعها مدن تركية أخرى قصد السياحة العائلية.


إسطنبول مقصد سياحي
إسطنبول مقصد سياحي
إذ رغم الأزمة السياسية التي ألقت بظلالها على تركيا بسبب الخلاف القائم والذي بلغ حدته بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحركة "الخدمة" التي يشرف عليها فتح الله جولن، شكلت العطل المدرسية الأخيرة مناسبة سانحة لعدد من العائلات للتوجه إلى تركيا قصد السياحة والتمتع بالمآثر التي تذكر بالخلافة العثمانية.

وكالات السياحة ، وأغلبها في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تشجعت وبدأت تتنافس في ما بينها للإعلان عن منتوجات سياحية مغرية إلى تركيا. رحلات سياحية منظمة يتراوح ثمنها بين 7000 و9000 درهم لمدة لا تتجاوز عشرة أيام، وتقدم معها عروضا لزيارة كبرى المآثر التركية على رأسها المسجد الأزرق ومسجد آيا صوفية وتل العروس وغيرها من المواقع الاثرية التي تختزل قرونا من الحكم العثماني.

في إسطنبول، كل شيء يغري للزيارة. وأعداد المغاربة الذين قصدوا تركيا في العطلة المدرسية الاخيرة (نهاية شباط /فبراير الماضي بداية آذار/مارس الجاري) كانت كبيرة. فأغلب السياح المغاربة لم يلقوا بالا للوضع السياسي المتوتر بين الرئيس رجب أردوغان ومعارضته ومعها حركة الخدمة التي تعتبر نفسها "حركة غير سياسية ولا تفكر في أن تتحول إلى حزب سياسي كما يدعي البعض"، حسب ما صرح به صواش جنز، أستاذ العلوم السياسية ورئيس شعبة القانون الدولي بجامعة الفاتح الدولية في إسطنبول. المسؤول الأكاديمي قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن حركة "الخدمة تتساءل بجدية عن الجهة التي تفتعل المشاكل في تركيا علما أن للخدمة أشخاصا عديدين ورواد داخل مؤسسات الدولة وهي تهتم بالتعليم والتربية واستثمرت طيلة 40 سنة لإنتاج نخبة من الطبيعي أنها وجدت وظائف داخل هرم الدولة".

الصراع الذي أصبح واضحا وحادا بين رجب أردوغان، عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، وحركة الخدمة، بقيادة فتح الله جولن التركي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عشرات السنين، فتح الباب على مصراعيه لتبادل التهم والتراشق بعبارات السب والقذف. ففي الوقت الذي يتهم فيه أردوغان فتح الله جولن ومن معه في حركة الخدمة بـ"المشوشين والإرهابيين والحشاشين"، ارتأت جماعة فتح الله جولن أن تدافع عن نفسها، خصوصا بعد اتخاذ قرار إغلاق مدارس ومعاهد الدعم التابعة لها، بأن كشفت للراي العام التركي والعربي وكذا العالمي عن كبرى إنجازاتها في مجالات التربية والتعليم والاستشفاء... فحضور حركة الخدمة لم يعد يقتصر على تركيا فحسب، بل عززت حضورها في بلدان أخرى تجاوز عددها 150 دولة من بينها المملكة المغربية.

الدكتور نواز صواش، المشرف العام على مجلة حراء التي تعكس الخط الثقافي والمعرفي لحركة الخدمة، قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا)، إن الخدمة تفتخر لكونها لم تبق حركة حبيسة الأراضي التركية، بل تعدت الحدود وتمكنت من فتح مدارس تابعة لها في مناطق مختلفة خصوصا في منطقة آسيا وإفريقيا. وكمثال على الدور الذي تقوم به المدارس التابعة للخدمة، ضرب المشرف العام لمجلة حراء نموذج المنطقة الشرقية لتركيا حيث كانت تتغلغل الجماعات الداعية إلى انفصال الأكراد. وأوضح صواش أن "الخدمة نفذت مشروعا إصلاحيا شاملا ومتكاملا إلى درجة أن الحركات الإرهابية بدأت تشكو من قلة العناصر التي تلتحق بصفوفها التي فضلت في المقابل الالتحاق بمراكز ومدارس الخدمة حيث تلقى الدروس التربوية وتعقد حصص التعليم والتربية".

أما في المغرب، فيفتخر صواش لكون القائمين على الخدمة حضروا عدة مرات في الدروس الحسنية الرمضانية التي تلقى بحضره أمير المؤمنين العاهل المغربي محمد السادس. كما يعتز المشرف العام لمجلة حراء كون الأخيرة تطبع في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بمشاركة مفكرين ومثقفين وجامعيين مغاربة.

والأكيد أن الصراع الذي خرج إلى الواجهة بين أردوغان وحركة الخدمة، احتاج من الأخيرة اعتماد سياسة تواصلية وإعلامية محكمة. فمجموعة سمانيولو للإذاعة والتلفزيون التركية عبأت كل طاقاتها الإعلامية للتعامل مع المرحلة بنوع من الحرفية، خصوصا أن زعيم حركة الخدمة فتح الله جولن أصدر لأعضائه أوامر صارمة تحثهم على عدم الانصياع في الرد على تصريحات الرئيس أردوغان، وعدم الانجرار إلى معركة ستخسر فيها تركيا أكثر مما ستربحه.

عمر داغ، المسؤول عن المبيعات الدولية في مجموعة سمانيولو، التي تضم 13 قناة فضائية و5 إذاعات داخل وخارج تركيا وناطقة بخمس لغات (تركية وإنجليزية وعربية وكردية وألمانية)، صرح لـ(د. ب. ا) أن "الاصل في التعاطي للإحداث هو اعتماد المهنية في ظل الحرية الممنوحة". كما اعتبر المسؤول الإعلامي أن حركة الخدمة استفادت من تطور الإعلام التركي خلال العشر سنوات الماضية، وقال "لدينا خط تحريري واضح، ونتعامل بمهنية مع الأحداث السياسية الأخيرة". الشيء نفسه شدد عليه مسؤولون في المجموعة الإعلامية "زمان" التي تصدر يوميا أزيد من مليون و200 ألف نسخة يوزع أغلبها بالاشتراك. هؤلاء أكدوا أن مجموعة زمان فرضت نفسها رغم التقلبات التي يعرفها سوق الصحف الورقية في تركيا، كما هو الشأن بالنسبة إلى باقي دول العالم. والغريب في الأمر أن تركيز حركة الخدمة على الإعلام بمختلف أنواعه (الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية ووكالات الأنباء والإعلام السمعي البصري...) كان ذكيا لأنه يشكل وسيلة سانحة للدفاع عن النفس ولتمرير الخطابات السياسية التي تراها مناسبة للمرحلة السياسية الراهنة.

فالتقاطبات القائمة حاليا في المشهد السياسي بين الرئيس أردوغان الذي أعلنها حرب عشواء على الخدمة وهدد بإغلاق مدارسها بحجة أن الدولة قادرة على أن تتكلف بقطاع التربية والتعليم، وبين جماعة فتح الله جولن التي تتهم أردوغان بمحاولة الاستقواء على مؤسسات الدولة، تطرح أكثر من علامة استفهام حول مبررات كل طرف في دخول معركة، الخاسر الأكبر فيها هي تركيا، التي تألق مجدها مع الخلافة العثمانية.

د ب ا
الاربعاء 2 أبريل 2014