نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


رغم مرارة واقعهم اللاجئون الصوماليون في أثيوبيا لا يريدون العودة إلى بلادهم




دولو أدو (أثيوبيا) - كارولا فرنتسن - مر عام منذ أن احتل مخيم دولو أدو للاجئين الصوماليين بالقطاع الجنوبي الغربي من أثيوبيا عناوين الصحف العالمية حيث أصبح يستضيف آلاف الأشخاص الفارين من الصراع والجفاف والمجاعة في دولة الصومال المجاورة.


رغم مرارة واقعهم اللاجئون الصوماليون في أثيوبيا لا يريدون العودة إلى بلادهم
 ويقع المخيم في منطقة شبه صحراوية متربة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود، ويتسم المخيم في أفضل أحواله بشدة الحرارة الأفريقية القاسية والحارقة التي تؤكد أن معظم المحاولات الرامية للزراعة في هذه المنطقة سيكون مصيرها الفشل.
ومع ذلك فإنه من الواضح أيضا أن الظروف قد تحسنت من جميع الجوانب بالنسبة لسكان المخيم منذ أن تفجرت الأزمة عام 2011، وأن هناك درجة من " الحياة الطبيعية " توجد في دولو أدو إذا كان من المكن وصف الحياة في مخيم للاجئين بأنها طبيعية.
 وتقول فاسوما أحمد وهي واحدة من مئات الآلاف من الصوماليين الذين أجبروا على الهروب من وطنهم  بسبب المجاعة والصراع في القرن الأفريقي : " إن كل ما نريده هو السلام وشيئا نأكله، والآن أصبح لدينا الأثنين ".
وقد وصلت فاسوما إلى المخيم الأثيوبي مشيا على الأقدام العام الماضي مع أطفالها الخمسة بحثا عن بداية جديدة، وتركت وراءها الجوع ووجدت المأوى بعيدا عن المليشيات الإسلامية المتطرفة التي تجوب تلك البقاع من الصومال. 
وتتذكر فاسوما قائلة إنه كانت هناك مشكلات مستمرة مع جماعة " الشباب " المسلحة، وإنه في وقت من الأوقات لم يعد لديهم أي طعام.
 والآن يوجد كثير من الطعام في المخيم بينما يذهب أطفال فاسوما إلى المدرسة، كما تعيش الأسرة في منزل فسيح له سقف متموج  وتؤكد فاسوما بحسم إنها لن تعود مرة أخرى هي وأطفالها إلى الصومال.
 ولا يثير افتقار فاسوما إلى مشاعر الحنين للوطن الدهشة في ظل استمرار الحرب الأهلية والرعب والجوع والجفاف وهو ما كانت تعاني منه هي وأسرتها.
 وفي البداية كان تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين يهدد بإثارة المتاعب للحكومة الأثيوبية إلا أن برنامج الغذاء العالمي ووكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تمكنا بسرعة من السيطرة على الوضع، وجاء ذلك بمعاونة الجهات المانحة وعدد لا يحصى من وكالات المعونة غير الحكومية.
 واليوم أصبحت أجزاء كثيرة من منطقة دولو أدو تشبه إلى حد ما بلدة صغيرة مزودة جيدا بالإمكانات بأكثر من كونها مخيما للاجئين.
 وتهبط الآن الطائرات ذات المحركات التي تعمل بالمرواح حاملة العاملين بمجال المعونة على ممر جديد أسمنتي للهبوط والإقلاع بدلا من الممر الترابي السابق.
 غير أنه لا يزال يتعين على العاملين بمجال المعونة أن يعيشوا وسط ظروف صعبة، وغالبا ما يمضون ستة أسابيع تحت درجة حرارة لافحة ويتفادون هجمات عناكب الجمال العملاقة والعقارب والأوبئة التي يسببها ذباب نيروبي وكذلك الخنافس التي تنشط بعد هطول الأمطار الغزيرة.
 وبالرغم من الظروف الصعبة فإن معظمهم يحتفظون بحالة مزاجية جيدة  مثل السيدة الأيرلندية ماري مورفي التي تعمل مع منظمة المعونة الدولية " هدف في بورامينو "، وبورامينو هو اسم المخيم الجديد والخامس من نوعه للاجئين الذي يتم افتتاحه في منطقة دولو أدو.
 وتعتني مورفي بتغذية الأطفال الذين يصلون إلى المخيم حديثا والذين يكونون في حاجة ماسة لإمدادات من الفيتامينات لتهدئة بطونهم المنتفخة، كما توجد روضة للأطفال مزودة بدمي للحيوانات محشوة يمكن أن يلعب الأطفال بها أو يرسمونها. 
وتقول السيدة مورفي مبتهجة لقد تحسن كل شيء خلال العام الماضي خاصة معدل الوفيات الذي تراجع بشكل ملحوظ. 
ويشكل الأطفال تحت سن 15 عاما ما نسبته 50 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين ولم تتح لكثير منهم فرصة الذهاب إلى المدرسة على الإطلاق، وثمة أمل في أن يتغير ذلك في دولو أدو حيث توجد حاليا أربع أو خمس مدارس.
والتحدي الكبير الذي يواجه هذه المدارس هو العثور على معلمين مستعدين للعمل في هذه المنطقة التي تعاني من التخلف كما تقول السيدة لويز سو التي تشرف على عمليات برنامج الغذاء العالمي في دولو أدو.
 وتأتي إلى المنطقة شهريا حوالي 200 شاحنة لتزويد اللاجئين بنحو 3500 طن من الأغذية، وتستغرق رحلة الشاحنات ما بين أربعة إلى خمسة أيام للوصول من بلدة الناصرة جنوبي العاصمة الأثيوبية أديس أبابا إلى المخيم حاملة القمح والأرز والملح والسكر والزيت. 
ومن المفترض أن يستهلك كل لاجىء 2100 سعر حراري يوميا بينما تحصل السيدات الحوامل والمرضعات على حصة أكبر من الغذاء، ويبلغ عدد سكان دولو أدو حاليا 171 ألف لاجىء ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.
ويكشف كيبيدي أبايني المنسق الإقليمي للإدارة الأثيوبية لشئون اللاجئين والعائدين عن أن ما يتراوح بين 50 و200 لاجىء يصلون إلى المخيم كل يوم.
 ويقول إنهم يتطلعون إلى الحماية من ميليشيا الشباب التي طورت استراتيجية جديدة وتقوم حاليا بزرع الألغام في الجنوب الصومالي، ويضيف إن المراقبين يشيرون أيضا إلى حقيقة أن ظروف الجفاف مستمرة بسبب عدم سقوط الأمطار بشكل منتظم خلال شهري تشرين أول/أكتوبر وتشرين ثان/نوفمبر مما أسفر عن موت الماشية في أثيوبيا.
 
ويشير أبياني إلى احتمال الحاجة إلى إقامة مخيم سادس لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين، وقد خصصت الحكومة الأثيوبية بالفعل مساحة من الأراضي استعدادا للتعامل مع هذا الإحتمال.
 ويقوم اللاجئون الصوماليون بالتأكيد بالإسهام في تحسين الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين، وهم يتسمون بالمهارة في الأعمال التجارية وقام الكثيرون منهم بالفعل بتحويل منازلهم وخيامهم إلى متاجر صغيرة بينما يقوم البعض منهم بطهي وبيع الأطعمة في مطاعم صغيرة.
 كما تم تأسيس مجموعات نسائية تم اختيار أعضائها بالإنتخاب إلى جانب إقامة أسواق في دولو أدو تباع فيها المواد الغذائية والمنسوجات والأحذية ولعب الأطفال والسجائر والحلوى ومسحوق الغسيل.
 وعاشت السيدة ديارا عبد الله في مخيم بورامينو للاجئين طوال الأشهر الإحدى عشر الماضية مع طفليها.
 وتقول ديارا التي تبلغ من العمر 30 عاما " إن حياتنا تغيرت تماما منذ أن جئنا إلى أثيوبيا، ونحن الآن نعيش في سلام ولدينا الفرصة في أن نطور أنفسنا بشكل أكثر حتى نحقق نجاحا في حياتنا ".
وتثبت ديارا الوشاح الوردي اللون على رأسها قبل أن تعيد نطق المقطع الذي يردده الآن كثير من الصوماليين الذين يعيشون في دولو أدو : " لا أعتقد أنني سأعود إلى الصومال مرة أخرى ".

كارولا فرنتسن
الاحد 23 ديسمبر 2012