نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


علم سوري من قماش المظلات على ساريات عملاقة مع مطالبات بتغييره مع النشيد الوطني




دمشق - جوني عبو - سيعتاد السوريون من الآن فصاعدا على مشهد وطني قلما كان مألوفا في حياتهم العامة والخاصة بالشكل والمضمون الذي سيصبح عليه علمهم الوطني جزءا رئيسيا من المشهد العام في كل البلاد بعد الآن


تشير المصادر  الى أن العلم السوري تغير عدة مرات خلال القرن العشرين، إلا أن ألوانه لم تتغير
تشير المصادر الى أن العلم السوري تغير عدة مرات خلال القرن العشرين، إلا أن ألوانه لم تتغير
ومع توزع ساريات معدنية عملاقة تسلط عليها أضواء قوية من الأسفل إلى الأعلى في ساحات ومراكز العاصمة دمشق وتاليا باقي المدن والبلدات والقرى سيعطي مشهد العلم وانتشاره في كل مكان وبمساحات من القماش الخاص الذي يصنع منها العلم المزيد من السوريين العاطفة التي تدفعهم للالتفاف حول أول الاهتمامات وآخرها وهو العلم الوطني الذي يجمع كل أبناء الشعب السوري مهما اختلفت أفكارهم أو عقائدهم أو مذاهبهم.

وعلى ما يبدو انطلاقا من هذه القناعة باشرت السلطات المختصة في سورية إلى تثبيت هذه السواري العملاقة في كل المناطق بحيث يبقى العلم الوطني حاضرا في حياة السوريين كيفما التفتوا أو توجهوا ، خاصة أن البعض بدأ يرفع الصوت عاليا في الآونة الأخيرة مطالبا بنشر هذه الظاهرة في البلاد أسوة بكل بلدان العالم لاسيما في أمريكا كواحدة من أكثر البلدان استخداما لهذه الظاهرة حسبما هو مشاع.

ويقول الكاتب والإعلامي السوري الشهير نبيل صالح لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) وهو من أوائل السوريين الذين طالبوا بتغيير مفردات النشيد السوري مقدما تحليلا وتبريرا لاقى الكثير من القبول والرضا حينها قبل أكثر من عقد ونيف إن معظم السوريين لا يحفظون النشيد بشكل كامل أو صحيح من بدايته حتى نهايته ، فهم يحفظون اللحن أكثر من الكلمات ويضيف صالح وهو اليوم رئيس تحرير موقع " الجمل بما حمل " الالكتروني قائلا "المشكلة في النشيد انه مفكك لغويا وهو لا يحمل في مضمونه ما يعطي للسوريين أن يفخروا بواقعهم المعاصر، معظم مفرداته تغوص في التاريخ ثم إن ألوان العلم ليست شاملة للتاريخ السوري الموغل في القدم ".

وتشير المصادر التاريخية إلى أن العلم السوري تغير عدة مرات خلال القرن العشرين، إلا أن ألوانه: الأبيض والأحمر والأسود والأخضر لم تتغير.

وكانت هذه الألوان، المعتمدة في أعلام عدة دول عربية أيضاً، هي ألوان علم الثورة العربية الكبرى عام 1916: الأبيض يرمز إلى الحقبة الأموية، والأسود إلى الحقبة العباسية والخلفاء الراشدين، والأخضر إلى الفاطميين، والأحمر إلى النضال العربي ودماء الشهداء.

ويذكر الجيل الجديد من السوريين كيف أنهم " احتضنوا " علمهم بشكل واضح وجيد وربما كانت أول استعادة للعلم الوطني في مواجهة حجم الانتشار الهائل في العقود الماضية لعلم حزب البعث الحاكم ، وذلك حينما غادر جيشهم لبنان في أواخر نيسان/ أبريل عام 2005 حين زرع "العلم الوطني " في الشوارع وعلى كل الشرفات ورفرف عاليا في كل مكان وكتبت حينها كل وسائل الإعلام كيف وحد هذا العلم كل السوريين في مواجهة الضغوط والأزمة التي كانت بلادهم ونظامها يتعرضان لها من الخارج .

وقالت وسائل الإعلام حينها أن السوريين ألقوا كل اللافتات التي كتبوا عليها شعاراتهم وانحازوا إلى العلم السوري و اعتبروه أكبر من كل الشعارات .

"جمعتنا سورية" بتلك العبارة حاول آلاف السوريين التعبير عما يدور في داخلهم تجاه ما كانت تتعرض له سورية من ضغوطات وعواصف خارجية ، ورفع العلم في كل التظاهرات التي لم تكن تتوقف معبرة عن غضبها على زيادة حجم الضغوط على بلادهم . وكان النسبة الكبيرة من الشعب السوري يندفع إلى رفع شعار واحد مفاده "لا للتهديدات التي تتعرض لها سورية" إلى جانب العلم بقياسات وأشكال مختلفة تبدأ من دبوس صغير يوضع على الصدر وانتهاء بلاصقات توضع على زجاج السيارات مؤكدين على أن أفضل شعار يمكن رفعه هو العلم السوري.

يقول وائل السواح وهو كاتب سوري مرموق لوكالة الأنباء الألمانية " لا أزال احلم وأحن إلى علم سورية القديم بعد الاستقلال لأنه يمثل ولادة الاستقلال لبلادي ، سورية المستقلة دون تمييز بين أبنائها جميعا الذين شاركوا في تحريرها من الانتداب أو الاستعباد العثماني . لقد أحببت ظاهرة انتشار العلم على سارية عملاقة كما يحصل الآن في دمشق ولا بد أن تعمم هذه الظاهرة ويجب أن يرفع في كل مكان من سورية و يجب أن يبقى في مخيلة الناس".

يقول مصطفى علي وهو نحات سوري عالمي يشرف حاليا على وضع أعمال نحتية فنية في الساحات العامة التي نصبت فيها بعض السواري الحاملة للعلم إن هذه الظاهرة هامة وحيوية ولا بد من ترسيخها في ذاكرة السوريين ويضيف لـ(د.ب.أ) "نحن سنستمر في نشر هذه الظاهرة البصرية الفنية الجميلة في كل الأماكن العامة والساحات لتجميلها أسوة بكل ما هو متوفر في البلدان وذلك بالتعاون مع الجهات المسئولة ".

ويقول عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق المهندس نبيل قزح لـ(د.ب.أ) "إن محافظة دمشق قامت في الآونة الأخيرة بتركيب أربع ساريات عملاقة ارتفاع كل منها 35 مترا وواحدة في حديقة تشرين ارتفاعها 50 مترا ويجري الآن تركيب حوالي 7 ساريات عملاقة أخرى في أماكن متفرقة من العاصمة وهناك واحدة جديدة في مدخل دمشق الشمالي بعد أن تم انجاز عقدة مرورية جيدة وتم تجميل المنطقة وتحديثها بالكامل، نحن نريد تكريس ظاهرة العلم الوطني".

يقول مسئول رسمي سوري رفض الإفصاح عن اسمه لـ(د. ب.أ)" إن نوعية القماش الذي صنع منه العلم العملاق مؤخرا هو من نوع القماش الذي تصنع منه مظلات القفز من الجو عندما يقفز المظليون من الطائرات كون نوعية هذا القماش قوية ومقاومة لعوامل الطقس والمناخ وتتميز بالمرونة والليونة وهي جماليا أفضل من القماش العادي فضلا عن أن هذا القماش لا يتمزق بسهولة".

يقول ميار بشير بطش شاب في الخامسة عشرة من عمره "إن تعلقي بالعلم بدأ مبكرا في البيت ومن ثم في المدرسة أحيانا ، كان والداي يحرصان دوما على وضع العلم في منزلنا ويحدثانا عنه كقيمة وطنية تجمع كل الناس ، ذات مرة أختي الصغيرة جويل كانت تلهو في غرفتي

وتلعب في حاجاتي الشخصية ، كانت في عامها الثالث ، سكبت علبة الألوان على العلم الذي وضعه أبي على طاولة دراستي ، بكيت كثيرا ، ثم طلبت من والدي أن يعاقبها لكنه رفض بحجة انه يخشى أن يكون لديها ردت فعل سلبية تجاه العلم قال لي يجب أن نحدثها ونقنعها بحب العلم خاصة أنها طفلة صغيرة ولم تقصد ما فعلت هي كانت تلعب ، بعد سنوات أدركت حكمة وتصرف والدي العميقة ، جويل أيضا أحبت العلم وهي اليوم في الصف السابع

أما علي العاصي الذي يعمل في الزراعة في شمال سورية حيث هناك تجمع فسيفسائي اجتماعي وعرقي يجمع الأكراد والسريان والآشوريين والأرمن والعرب الذين ينضوون تحت هذا العلم فقد عبر عن اندهاشه من السؤال عن العلم وألوانه وقال" لا بأس من التذكير بأن أطياف من المجتمع ترى أنه يجب أن تشمل ألوان العلم مراحل من تاريخ سورية العريق الموغل في القدم ".

يقول سيمون موسي وهو طبيب بشري سرياني " العلم شيء مهم جدا في حياة كل الناس ويجب أن يمثل معظم المراحل التاريخية والثقافية للسوريين لاسيما تلك المراحل التاريخية التي قدم فيها الشعب السوري حضارات متعددة إلى الإنسانية وهي حضارات تمتد إلى آلاف السنين مثل الحضارة السريانية الآرامية. إن العلم حاجة وطنية دوما والخلاف فقط قد يكون على مضمون تمثيله أي الرموز والدلالات التي يحملها ويمثلها " .

ويرى محمد الحسن وهو تاجر سوري توارث المهنة أن" العلم يهمنا حتى في عملنا نريد أن نراه ملصقا على بضائعنا السورية التي نصدرها ونريد أن نراه في المعارض التي نشارك فيها في كل أنحاء العالم ، يسرني أن أرى أعلام البلدان التي أسافر لها دوما ترفرف في كل مكان من مساحات تلك البلدان ، نحن نريده أيضا هنا في بلادنا .

وترفض فاطمة -وهي ربة منزل تلقت تعليمها حتى المرحلة الإعدادية ثم تزوجت واليوم لديها خمسة أولاد تصر على تعليمهم إلى أقصى الدرجات العلمية- ترفض أن يكون العلم غائبا عن ثقافة أولادها الدراسية وتطالب بأن يكون هناك معلومات عن العلم شكلا ومضمونا في المناهج المدارس.

ويطالب العديد من السوريين بتشكيل لجنة عالية المستوى ثقافيا وأكاديميا وفكريا وأدبيا وسياسيا وفنيا للبحث في كيفية إيجاد تصور عن علم جديد بمضمون وشكل مختلفين ويقولون أن الحياة المعاصرة تتطلب مواكبة وتجديد في مختلف مناحي الحياة بما فيها العلم

جوني عبو
الخميس 3 يونيو 2010