نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


غزل باكستاني في أصيلة المغربية ....تينا زينة تشدو حافية القدمين بالأغاني الصوفية




أصيلة - صوفية الهمامي - منذ افتتاح موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الحادية والثلاثين، تعيش مدينة أصيلة المغربية انفتاحها المعهود على العالم، من خلال الندوات والملتقيات والعروض الغنائية والموسيقية الراقصة والمعارض والفنون التشكيلية، التي يشارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين والفنانين من بلدان العالم.


محمد بن عيسى أمين عام منتدى أصيلة يرحب بالفنانة تينا زينة - خاص بالهدهد تصوير حسن اسامة
محمد بن عيسى أمين عام منتدى أصيلة يرحب بالفنانة تينا زينة - خاص بالهدهد تصوير حسن اسامة
مساء الجمعة 7 أغسطس كان جمهور أصيلة على موعد مع المغنية الباكستانية الشهيرة تينا زينة التي قدمت مع فرقتها عرضا حمل إسم "الغزل".
يصنف عرض "الغزل" للفنانة تينا زينة ضمن تلك العروض التي تصيب المتابع بالإحباط الشديد حالما تنتهي، لما تحدثه في نفسه من هزة نفسية وتحليق في عوالم الحلم بفعل سحر الموسيقى .
كل من تابع عرض تينا زينة انتابه ذلك الشعور حين انتهي العرض، كأننا كنا في نومة تغشاها الأحلام لكنها فجأة انتهت. فرغم عائق اللّغة إلا ان عذوبة الموسيقى كانت تسري إلى القلوب في صمت وانسجام.
عازفون محترفون بلا هواة بكل ما تختزنه هذه العبارة من هيام بالموسيقى، قدموا تنفيذا لا ترقى له الشبهات، بعيدا عن الملابس المبهرة والديكورات، ولعل جمالهم في بدا في بساطة جلستهم على الأرض والملفت أيضا أن المطربة زينة كانت تغني وهي حافية القديمن .
تمتلك الفنانة زينة صوتا قويا تحبسه بين ضلوعها ولا تخرج منه إلا ما تحتاجه جملها الموسيقية، صوت متدرج كأنه يتبع الضوء المسلط عليه، مع كل أغنية كان صوت زينة متموجا ولامعا ومبهجا وحزينا وصلبا أيضا.
زينة غنت وكانت شديدة الحنين الى حواري كراتشي ونساء البنجاب والى شقاوتها وعشقها كما لم تنس جانب من الموروث الروحي والديني الباكستاني.
...





تينا زينة وفرقتها على مسرح الحسن الثاني للملتقيات بأصيلة - تصوير حسن اسامة
تينا زينة وفرقتها على مسرح الحسن الثاني للملتقيات بأصيلة - تصوير حسن اسامة
لم تكن أغان بمفهومها العادي بل كانت حكايات مليئة بالحنين والحب، وهي قادمة من الدار البيضاء الى أصيلة تذكرت زينة حكاية إمراة بنجابية جميلة جدّا وقوية البنية ومثيرة بمواقفها رأت ذلك في وجوه المغربيات، فغنت "بالّي بالّي بنجابي" وتعني واوه واه يا امرأة البنجاب. وحين غاصت زينة في الرومانسية العالية بأغنية "غزل" بدا صوتها يتأوه وكأنه يتوسل الحبيب .
كما أدت زينة أغنية جميلة جدا وملفتة من ثلاث مقاطع متصلة، كل مقطع يحكي فصلا من القصة ،ويتغير إيقاع الأغنية مع تغير الحدث وهي أغنية "دنيا"، تبدأ الأغنية حين رأت زينة غيمة صغيرة في السماء إلى أن كبرت الغيمة وأصبحت سحابة كبيرة مظلمة، وها هي السماء تمطر تمطر، والصبية الشقية ترقص تحت حبات المطر في أزقة كراتشي المدينة التي عاشت فيها زينة طفولتها.
لم تتصرف زينة في الإرث الشعبي الباكستاني فقد أدت أغنينيتن صوفيتين دعت فيهما الى السلام والى ترك متاع الدنيا والاهتمام بكل ما هو انساني، واختتمت بأشهر أغنية ايقاعية في باكستان "تعال" .
يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه "لنا الفن حتى لا تميتنا الحقيقة" والحقيقة أن الحقيقة أماتتنا حين سكتت تينا زينة

صوفية الهمامي
السبت 8 غشت 2009