نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


فوضى تسبق الانفصال....سلطات جنوب السودان عاجزة عن احتواء تدفق الوافدين من الشمال





روبكونا - فرنسوا اوساي - يلقي رجل بالامتعة على الارض من على سطح حافلة تحت انظار الركاب الذين غطت التربة الحمراء شعرهم ووجوههم، في ختام رحلة عودة هؤلاء السودانيين الجنوبيين "الى ديارهم" بعد سنوات امضوها في الخرطوم.
وبعد رحلة مرهقة بدأت في الخرطوم ودامت يومين، وصل هؤلاء الركاب مثل الالاف الاخرين في الاسابيع الماضية الى روبكونا في ضاحية بانتيو عاصمة ولاية الوحدة.


فوضى تسبق الانفصال....سلطات جنوب السودان عاجزة عن احتواء تدفق الوافدين من الشمال
وعلى الارض اطر اسرة حديدية واكياس بلاستيكية وضعت جنبا الى جنب مع زجاجات فارغة ونفايات اخرى متناثرة على هذه الجادة الناشطة تحت شمس حارقة.
وعلى مسافة قريبة ينتظر شبان مع عربة يد لنقل امتعة الوافدين الجدد مقابل اكرامية.

واطلقت سلطات جنوب السودان برنامج "عودوا الى دياركم للاختيار"، الحملة التي بلغت كلفتها 25 مليون دولار لاعادة حوالى 1,5 مليون جنوبي يعيشون في الشمال الى ديارهم قبل موعد الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان في كانون الثاني/يناير المقبل.

ومن الصعب تحديد عدد الجنوبيين الوافدين الى بانتيو. واشارت ولاية الوحدة والمنظمة الدولية للهجرة الى ان عددهم بلغ 12 الفا منذ ايلول/سبتمبر.

وهذا التدفق المفاجىء اربك السلطات المحلية التي ارغمت على مصادرة خمس مدارس في بانتيو لايواء الوافدين الجدد موقتا لان الامطار اعاقت الوصول الى بعض القرى خصوصا في مايوم وابييمنوم.
وقال مسؤول في منظمة انسانية في بانتيو طلب عدم كشف اسمه "انها فوضى عارمة".

واضاف "لم يكن هناك استعدادات على الاطلاق وصدمنا عندما رأينا ان خمسين حافلة وصلت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر خلال يومين. كنا نظن ان الحكومة ستقود العمليات واننا سنقدم الدعم لها، لكن الامر عكس ذلك تماما!".

واقر الحاكم تابان دينغ غاي بان عودة هؤلاء "المواطنين" ليست مسألة سهلة مقللا من صعوبة اوضاعهم.

وصرح لفرانس برس "سيواجهون مشاكل لكنها لن تكون مختلفة عن تلك التي واجهوها في الشمال (...) نأمل بان نتخطى هذه الصعوبات مع شركائنا".

ووصل جيمس ماويتش (38 عاما) وهو اب ل10 اولاد بعد ان امضى عامين في الخرطوم يعمل كعامل بناء.
وقال "لن اعود الى الخرطوم لان الوضع ليس جيدا فيها. ومع الاستفتاء ستزداد الامور سوءا" بالنسبة الى الجنوبيين.

واضاف "قال لنا شماليون اذا لم ترحلوا الان وحصلتم على استقلالكم اين ستسكنون؟".

واعربت مصادر انسانية عدة لفرانس برس عن ترددها في تنظيم او تمويل مساعدة الوافدين الجدد الى جنوب السودان.

وفي هذه الاثناء تتواصل الحياة طبيعية في "مدرسة الدعوة الاسلامية" حيث تطهو نساء في مبنى قديم فيما الاولاد يلعبون في قاعة محاذية امام لوح اسود.

وفي "مدرسة الجمعية" القريبة، تحول الملعب الى مكان تخزن فيه الاغراض القديمة. فتكدست فيه قطع اثاث واجهزة تلفزيون واطر اسرة وارائك وآنية.

وقال ابو بكر البالغ من العمر 26 عاما والذي وصل الى الخرطوم في نهاية الثمانينات بسبب الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب (1983-2005) "لا يمكن مقارنة العيش هنا مع الشمال لانني على الاقل لا اتعرض لمضايقات حتى وان لم تتوفر لي وسائل الراحة".

ـ

فرنسوا اوساي
الاربعاء 17 نونبر 2010