نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


قصة سبعة كتب صنعت التاريخ من بينها كتاب هذا هو النبي محمد






في 23 أبريل/ نيسان من كل عام تُقام احتفالات في جميع أرجاء العالم تبرز القوة السحرية للكتب بوصفها حلقة وصل بين الماضي والمستقبل، وجسرا يربط بين الأجيال وعبر الثقافات.

ويُعد هذا التاريخ رمزيا في عالم الأدب العالمي، فهو يصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل وليم شكسبير وميغيل دي سرفانتس والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا.

وكان من الطبيعي بالتالي أن تخصص اليونسكو هذا اليوم لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عموما، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام. بحسب موقع منظمة اليونسكو


 

ومن خلال مناصرة الكتب وحقوق المؤلف، تدافع اليونسكو عن الإبداع والتنوع والمساواة في الانتفاع بالمعارف.

وتقول اليونسكو: "إننا نعمل في جميع المجالات، بدءا بشبكة المدن المبدعة في مجال الأدب وانتهاء بتعزيز محو الأمية والتعلم بالأجهزة المحمولة والمضي قدماً في الانتفاع المفتوح بالمعارف العلمية والموارد التربوية.

ولقد بات اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف منبرا يجمع الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل المشاركة النشطة لجميع الأطراف المعنية: الناشرون والمعلمون وأمناء المكتبات والمؤسسات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ووسائل الإعلام وكل من يتحفز للعمل الجماعي في هذا الاحتفال العالمي بالكتب والمؤلفين".

وجدير بالذكر أن الاحتفال الرئيسي بهذا اليوم يُقام كل عام في مقر اليونسكو. أما باعة الكتب وشركات النشر والفنانون فهم مدعوون لتبادل مشاعرهم تجاه الكتب والقراءة، وذلك من خلال تنظيم حلقات عمل تدريبية للشباب في مجالات الطباعة والرسوم وتجليد الكتب والقصص المصورة، وغيرها.

وتوجه اليونسكو للجميع دعوة للمشاركة في الاحتفال بهذا اليوم وتعزيز مكانة الكتب بوصفها وسائل قيّمة لتبادل المعارف والتفاهم والانفتاح على عالم يتسم بالتنوع.

عاصمة الكتاب في العالم

حصلت مدينة غوادالاخارا في المكسيك على لقب عاصمة الكتاب العالمية لعام 2022 من قبل أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، بناء على توصية من اللجنة الاستشارية لعاصمة الكتاب العالمية.

وتم اختيار المدينة، التي أصبحت بالفعل مدينة إبداعية لليونسكو منذ عام 2017، لخطتها الشاملة حول الكتاب بهدف إحداث تغيير اجتماعي ومكافحة العنف وبناء ثقافة السلام

يركز برنامج هذه المدينة المقترح على 3 محاور إستراتيجية وهي استعادة الأماكن العامة من خلال أنشطة القراءة في الحدائق والأماكن الأخرى التي يمكن الوصول إليها، والترابط والتماسك الاجتماعي خاصة من خلال ورش القراءة والكتابة للأطفال، وتقوية هوية الحي باستخدام الروابط بين الأجيال ورواية القصص وشعر الشارع.

و قامت مدينة غوادالاخارا، بصفتها مدينة إبداعية تابعة لليونسكو، بدعم مواهبها المحلية والنهوض بالصناعات الإبداعية من خلال المبادرات بما في ذلك معرض الكتاب الدولي الشهير عالميا.

وتستفيد المدينة كذلك من أصولها الثقافية مثل المكتبات وغرف القراءة ودور النشر المستقلة لتحسين سياسات منع العنف.

كما تتم الاستفادة من هذه الموارد لتعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وثقافة السلام بين أفراد الجمهور وتسخير الإمكانات العظيمة للكتب للمساهمة في التحول الاجتماعي.

نافذة للتنوع الثقافي

ويقول موقع الأمم المتحدة إنه بعد مرور 16 عاما على إعلان اليونسكو الاحتفال بهذا اليوم بات ملايين الناس يحتفلون به في أكثر من مئة بلد في إطار الجمعيات والمدارس والهيئات العامة والتجمعات المهنية والمؤسسات الخاصة.

ونجح اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف خلال هذه الفترة الطويلة في تعبئة الكثير من الناس، من جميع القارات والمشارب الثقافية، لصالح قضية الكتاب وحقوق المؤلف.

فقد أتاحت لهم هذه المناسبة الفرصة لاكتشاف عالم الكتاب بجوانبه المتعددة وتقديره حق قدره والتعمق فيه بوصفه وسيلة للتعبير عن القيم ووسيلة لنقل المعارف، ومستودعا للتراث غير المادي ونافذة يستشرفون منها على التنوع الثقافي ووسيلة للحوار ومصدراً للثراء وثمرة لجهود مبدعين يكفل قانون حقوق المؤلف حمايتهم

وإذا كانت معظم الدول تحتفل باليوم العالمي للكتاب في 23 أبريل/ نيسان من كل عام، وهو اليوم الذي أقرته منظمة اليونسكو، لكن بريطانيا تحيي يوم الكتاب في الخميس الأول من شهر مارس/ آذار ويعد يوماً هاماً للغاية في رزنامة المدارس البريطانية التي تقوم بأنشطة متنوعة احتفالاً بالمناسبة.

وبهذه المناسبة نعرض لـ 7 كتب صنعت التاريخ وهي:

أول كتاب مكتوب على الإطلاق: ملحمة جلجامش

من المتفق عليه على نطاق واسع أن أول قطعة أدبية تمت كتابتها (أو نحتها) هي ملحمة جلجامش.

وكما يوحي العنوان فهي قصة ضخمة عن الملك جلجامش الذي استخدم سلطة أشبه بسلطة الإله لاستعباد شعبه.

تم اكتشاف الألواح الخاصة بهذا الكتاب في عام 1853 ولكن يُعتقد أنها كتبت في حوالي 2000 قبل الميلاد، وهذا سيجعلها أقدم بـ 1500 عام من إلياذة هوميروس.

أكثر الكتب ترجمة: مغامرات بينوكيو

تمت ترجمة الكتاب الخيالي الذي يحمل عنوان بينوكيو وكتبه كارلو كولودي إلى 260 لغة منذ نشرها في عام 1883.

ويحكي الكتاب قصة الدمية غيبيتو التي تريد أن تكون ولدا حقيقيا.

أغلى الكتب سعرا: كودكس ليستر

مؤلف كودكس ليستر هو ليوناردو دافنشي.

وهي مخطوطة ضخمة من 72 صفحة تنبأت باختراع كل من الغواصة والمحرك البخاري.

وقد تم شراؤها مقابل 30.8 مليون دولار أمريكي في عام 1994 من قبل بيل غيتس.

أكبر الكتب حجما: هذا هو النبي محمد

عندما نخبرك أن هذا هو أكبر كتاب على الإطلاق، فإننا لا نعني الأكبر من حيث عدد الكلمات أو الصفحات وإنما نتحدث عن الأكبر من حيث الحجم.

ويبلغ طول الكتاب محمد 8 أمتار وعرضه 5 أمتار، وهو أعلى من ارتفاع الحافلة ذات الطابقين.

وقد قام 50 شخصا بتجميعه معا وعلى الرغم من أنه لا يزن مثل الحافلة، إلا أنه مازال يزن 1500 كيلوغرام.

أكثر الكتب مبيعا: دون كيشوت

بيع من الرواية الإسبانية دون كيشوت التي كتبها ميغيل دي سيرفانتس أكثر من 500 مليون نسخة منذ نشرها في عام 1605.

ويأتي في المرتبة الثانية قصة مدينتين لتشارلز ديكنز حيث بيع منها 200 مليون نسخة فقط.

سلسلة الكتب الأكثر مبيعا: هاري بوتر

تُعد سلسلة هاري بوتر السحرية لجي كي رولينغ هي السلسلة الأكثر مبيعا على الإطلاق حيث بيع منها 500 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم.

ويأتي في المرتبة الثانية سلسلة الرعب الصديقة للأطفال غوزبامبس لمؤلفها آر إل ستاين حيث بيع منها 350 مليون نسخة.

أول كتاب مُصور على الإطلاق: مغامرات أوباديا أولدباك

يُعتقد أن رودولف توبفر هو الأب لصناعة الكتاب المُصور (الرسوم المتحركة أو الكومكس) من خلال كتاب مغامرات أوباديا أولدباك.

كان توبفر رائدا في استخدام الألواح المُحددة، فضلا عن النصوص التي اعتمدت على الرسوم لرواية القصص على مدى 100 عام.

ويحتوي هذا الكتاب الصادر في عام 1837 على الكثير من الأحداث التي تتضمن الرومانسية الفاشلة واللصوص والأشباح وغيرها.

وفيما يتعلق بالروايات أجرت بي بي سي في عام 2018 تصويتا استطلعت فيه آراء الكتاب عن أهم الروايات وأكثرها تأثيرا على مر التاريخ.

وجاءت في المراكز العشر الأولى كل من القصيدتين الملحميتين الأوديسا والإلياذة لهوميروس، ورواية كوخ العم توم لهاريت بيتشر بو، وفرانكنشتاين لماري شيلي، و 1984 لجورج أورويل، والأشياء تتداعى لتشينو أتشي، وألف ليلة وليلة، ودون كيشوت لسيرفانتس، وهاملت لشكسبير، ومئة عام من العزلة لماركيز.

تاريخ الكتاب

تغير شكل الكتاب، وظهرت الكتب الإلكترونية التي يمكن تحميلها وتخزينها بصورة أكبر من الورقية، إذ يمكن حفظها بالمئات على قارئ إلكتروني صغير أو كمبيوتر لوحي.

وقد تكون الكتب الورقية هي المهيمنة في الوقت الراهن، بيد أن النقاش حول هذا الأمر لم يحسم بعد.

المخطوطات

كانت روما في القرن الأول الميلادي تعج بالكلمة المكتوبة، فكانت التماثيل والآثار وشواهد القبور عليها نقوش بحروف كبيرة فخمة، وكان المواطنون يدونون الملاحظات ويرسلون الرسائل على ألواح خشبية مغطاة بالشمع، وكانت مكتبات الأثرياء مكدسة بكتب التاريخ والفلسفة والفنون.

لكن هذه الكتب لم تكن بالشكل الذي نعرفه، فقد كانت مخطوطات مصنوعة من أوراق البردي المصرية على شكل لفائف يتراوح طولها ما بين 4.5 و16 مترا. ورغم وجودها في كل مكان، إلا أنها لم تخل من العيوب.

يتمثل أحد تلك العيوب في أن قراءة المخطوطة بشكل مناسب كانت تستلزم استخدام كلتا اليدين. وما لم يكن القارئ جالسا على مكتب (وفي هذه الحالة قد تستخدم ثقالات الورق أو الكلابات الخشبية لتثبيت أوراق البردي الملفوفة)، فإن الطريقة الوحيدة لقراءة المخطوطة كانت بسطها باليد اليمنى وتمريرها إلى اليد اليسرى للفها مرة أخرى.

وعادة ما كان الكتاب والنساخ يكتبون في أعمدة يبلغ عرضها بضع بوصات كي يمكن لف الجزء الأكبر من ورق البردي الهش في المخطوطة بطريقة آمنة. ومع ذلك، وجد علماء الآثار مخطوطات اهترأت حوافها السفلية بعدما احتكت بملابس القارئ.

هذه إذن هي المشكلة الرئيسية الثانية مع المخطوطات، فطبيعة البردي لا تجعله يعيش طويلا، وخاصة إذا نقل من بيئته الحارة والجافة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وكان الإمبراطور تاسيتس الذي حكم من عام 275 إلى عام 276، والذي كان يروق له مؤرخ يحمل نفس الاسم، يضطر إلى إرسال نسخ جديدة من أعمال المؤرخ كل عام لتحل محل تلك التي فسدت في بلاد الغال وجرمانيا.

كما أن البردي يتصدع ويتمزق إذا طوي كثيرا، ما يجعله بشكل طبيعي يتخذ الشكل المتقوس للمخطوطة نفسها -إضافة إلى حقيقة أن معظم المخطوطات كانت تحمل كتابات على وجه واحد فقط. وإذا لم تعد هناك حاجة إلى النص على واجهة المخطوطة، فيمكن لصاحبها أن يقلبها ويستخدم الوجه الآخر، وإلا فيكون من الصعب جدا قراءة مخطوطة بكتابات على الوجهين.

تاريخ يكتنفه الغموض

في وقت ما في القرن الأول الميلادي أو قبله، ظهر نوع آخر من الكتب وعد بمعالجة أوجه القصور في المخطوطات. تتسم الأدلة في هذا الصدد بأنها متناثرة ولكن معبرة، إذ اكتشف علماء آثار بضع قصاصات رئيسية من ورق البردي التي تواصل كتابة النص عليها من الوجه إلى الخلف، والتي قد يتوقع المرء أن يجد كتابا مكونا من صفحات في هوامشها الأنيقة.

نعرف أن الرومان سموا هذا النوع الجديد من الكتب مخطوطات (من جذع الشجرة، بسبب تشابهها مع ألواح الكتابة الخشبية لديهم)، ولكن ما زال الغموض يكتنف أصل هذه المخطوطات. ويظهر أول ذكر مكتوب للمخطوطات في كلمات شاعر روماني يدعى مارشال كان قد شجع قراءه على شراء كتبه بهذا الشكل الجديد المقسم إلى صفحات.

قال مارشال: "أنت الذي تتوق لأن تكون كتبي الصغيرة معك في كل مكان وترغب في أن يكون لك رفاق لرحلة طويلة، اشتر هذه المخطوطات الرقية المكونة من صفحات صغيرة: يد واحدة يمكن أن تحملني"

تخبرنا مبيعات مخطوطات مارشال التي كتبت بين عامي 84 و86 م أن الكتب المقسمة إلى صفحات لم تكن معروفة في القرن الأول الميلادي وحسب، بل إن بعضها على الأقل صنع من مادة جديدة تسمى البرشمان أو الرقية.

اخترع هذا البديل لورق البردي في إحدى المدن الإغريقية قبل بضعة قرون من جلود الحيوانات المنظفة من خلال عملية تتطلب عملا مكثفا، ولكن نعومتها وقوتها جعلتها مادة مثالية للكتابة.

ومنذ ذلك الحين أكد علماء الآثار أقوال مارشال من خلال أجزاء من مخطوطات البرشمان العائدة للقرن الأول. ومع ذلك، لو وضعنا هذه الاكتشافات القليلة جانبا، فلن نعرف إلا القليل عن مكان وسبب اختراع تلك المخطوطات أو من الذي فعل ذلك. وحتى السؤال عما إذا كانت أولى المخطوطات قد صنعت من البردي أو البرشمان لم تتم الإجابة عليه بشكل مرض.

ومهما كانت حقيقة الأمر، فقد كان الكتاب المقسم إلى صفحات خطوة كبيرة إلى الأمام. وكانت المخطوطات موضوعة بين أغلفة من الخشب أو "الكرتون"(وهو عبارة عن أوراق ملتصقة ببعضها من نفايات البردي أو البرشمان)، التي تحميها من القراء المهملين. وكانت الصفحات سهلة التصفح، ومع إضافة أرقام الصفحات فقد مهد ذلك الطريق لإضافة فهارس وجداول المحتويات.

ولم تكن تلك الكتب تشغل حيزا كبيرا أيضا، لكنها كانت تحمل في طياتها قدرا أكبر من المعلومات مما تحمله مخطوطات البردي بحجم مماثل. وفي إشارة إلى أعمال الكاتب تيتوس ليفياس، أطرى مارشال على الكتب الجديدة قائلا:"ضمت هذه الجلود الزهيدة (البرشمان) الأعمال الضخمة لليفي، الذي لا تحتوي مكتبتي على كافة أعماله". إنها قوية وفعالة ويمكن الوصول إليها، والكتاب المقسم إلى صفحات هو حرفيا الشكل الذي ستتخذه الكتب القادمة.

ومع ذلك، فشعب روما والأراضي المحيطة بها كانوا منقسمين بشأن فائدة تلك الكتب. فالأغلبية الوثنية في روما إلى جانب السكان اليهود في العالم القديم فضلوا الشكل المألوف للمخطوطة، فيما أصدرت الجماعات المسيحية سريعة النمو في الإمبراطورية كميات هائلة من الكتب المقسمة إلى صفحات تحتوي على الأناجيل والتعليقات والحكمة الباطنية. ومع تأسيس الكنيسة المسيحية، وجد الكتاب المقسم إلى صفحات مكانه في التاريخ والمجتمع.

قد لا يكون للكتاب الإلكتروني في القرن الحادي والعشرين أتباع مخلصون كما كان لمخطوطة العالم القديم، ولكن السؤال هو: هل يحل محل الكتاب الورقي، أم سيكون الكتاب الذي ينتهي به المطاف كما المخطوطة؟ الوقت وهوامش ربح باعة الكتب يحددان ذلك.


اليوم العالمي للكتاب - بي بي سي
السبت 23 أبريل 2022