نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


كلما اتسع نطاق الحرب يفقد اللاجئون السوريون الأمل في العودة




الزعتري (الأردن) - تايلور لوك -على الرغم من أن أحمد حامد الذي يبلغ من العمر 42عاما عانى من الحرب الأهلية في سورية المستمرة منذ أكثر من عامين، وفقد خلالها نجليه ومنزله ومصدر رزقه وقدرته على استخدام يده اليسرى إلا أنه يؤكد أنه لا يمكن لأي شيء مطلقا أن يبدد أحلامه بالعودة إلى وطنه.


كلما اتسع نطاق الحرب يفقد اللاجئون السوريون الأمل في العودة
ويقول حامد وهو يقف خارج الخيمة المصنوعة من القماش السميك بمخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن إنه " على الرغم من الصواريخ والمجازر وتدمير المنازل إلا أننا نشعر جميعا بأن الثوار سينتصرون إذا أتيحت لهم الفرصة، وستكون أمامنا فرصة للعودة إلى ديارنا ونبني وطننا مرة أخرى" ويصف هذا اللاجىء السوري وبناته الثلاث المخيم الذي يقع في القطاع الشمالي من الأردن بأنه بات وطنا لهم منذ أكثر من ثمانية أشهر.
غير أنه قال إنه في حالة استمرار الحرب فلن يكون هناك بلد يسمى سورية يمكن العودة إليه، معربا عن مخاوفه من احتمال تدويل الصراع.


وأدى الصراع الذي دار حول استخدام غاز الأعصاب في القتال الدائر في سورية إلى تحطيم الآمال العزيزة لدى كثير من اللاجئين في العودة إلى ديارهم، حتى على الرغم من أن هذا الصراع خفتت حدته مع تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن الأسلحة الكيماوية. وقد هدد مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات ضد أي طرف سوري لا يلتزم بالجدول الزمني الخاص بالتحقق من مواقع الأسلحة الكيماوية وتدميرها، ويرى الكثيرون أن هذا الإجراء يعني أن المجتمع الدولي أصبح الآن مشاركا في الحرب الأهلية.

وفي مخيم تل الزعتري الذي يصنف على أنه أكبر مخيم للاجئين السوريين حيث يستضيف 120ألف لاجىء كما يوصف بأنه ثاني أكبر مخيم للاجئين على مستوى العالم يقول السوريون إن الكثيرين منهم بدءوايقطعون الروابط مع وطنهم.
وفي وقت من الأوقات في شهر أيلول/سبتمبر الماضي عندما كان يتوقع الجميع توجيه الولايات المتحدة ضربات جوية ضد مستودعات الأسلحة الكيماوية السورية في أي وقت، وقف العشرات من الرجال والنساء بل حتى الأطفال في طوابير أمام مكاتب الصرافة المقامة داخل مواقع مؤقتة في السوق الرئيسية للمخيم بصحراء الأردن التي أخذت تزدحم بأعداد اللاجئين الكبيرة.

وكانت هذه الطوابير تمثل إقبالا محموما من جانب اللاجئين لتغيير أوراق النقد السورية بعملات أخرى مثل الدينار الأردني والدولار واليورو تحسبا لاتساع نطاق الصراع.
وانخفض سعر الصرف بسبب هذا التزاحم حتى أصبح سعر الدينار الأردنييصل إلى 300ليرة سورية، إلى أن أدت المقترحات الروسية بتسليم سورية مخزونها من غاز الأعصاب إلى تهدئة المخاوف على حد قول أحمد الرفاعي الذي قرر وقتها تغيير مدخرات العمر التي تبلغ 200ألف ليرة سورية إلى دولارات.
وعندما زادت التكهنات بأن الضربات ضد المواقع السورية أصبحت وشيكة اضطرت مكاتب الصرافة بالمخيم إلى إغلاق نوافذها وأبوابها، فقد تجاوز الطلب على تغيير العملات مليوني يورو.

ويوضح الرفاعي الذي يشعر بالأسى أن العملات السورية ستصبح بلا قيمة سريعا، وكان هذا التهديد بمثابة نقطة تحول حيث أكد عشرات المستثمرين السوريين إنهم أغلقوا الورش والمصانع والمتاجر في دمشق وحولوا ما تبقى من مدخراتهم إلى الأردن ولبنان ودبي وأماكن أخرى بحثا عن مشروعات تجارية " طويلة الأجل ". ويقول محمد سعد وهو صاحب مجموعة مطاعم في دمشق والذي أغلق آخر مطعم يمتلكه في العاصمة السورية على أمل افتتاح سلسلة من المطاعم في العاصمة الأردنية " إننا جميعا شاهدنا النتائج عندما غزت الولايات المتحدة دولة عربية".
ويضيف سعد إن الغزو أسفر عن دمار البنية التحتية وغياب الأمن وإصابة الاقتصاد بالشلل، ولا يمكن لأي اقتصاد أن يبقى على قيد الحياة في ظل هذه الظروف.

ويرى السوريون أن مخاوفهم تنبع من تركة العراق الذي يشهد بعد مرور أكثر من عقد من الغزو الأمريكي موجة من العنف المتواصل، مع عدم قدرة عشرات الآلاف من اللاجئين على العودة إلى ديارهم.
ويقول خالد رفاعة الذي لا يزال يبحث على الرغم من مرور أقل من شهر على وصوله إلى الأردن عن وظيفة دائمة في مدينة إربد الشمالية " إننا نرى جميعا الحال الذي وصلت إليه الحياة في العراق وأفغانستان الآن، فليس هناك أمن أو استقرار بل توجد سيارات مفخخة وحرب لا تنتهي".

ويتعين على خالد أن يعيل أسرته الكبيرة العدد التي وصلت إلى المخيم قادمة من مدينة درعا السورية بعد أن شعرت بالخوف من حدوث هجمات جديدة بالأسلحة الكيماوية ويضيف خالد " إننا لا نريد هذه النوعية من الحياة لأطفالنا ".
ومع تزايد المخاوف من طول أمد الصراع العسكري مع القوى الغربية يقول كثير من اللاجئين السوريين إنهم يهدفون الآن إلى إعادة توطين أنفسهم في دول أخرى حيث يأملون في الحصول على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.

أما محمود الرواض فيقول وهو يضع غلاية الشاي فوق موقد يعمل بالغاز داخل خيمته بمخيم الزعتري " إننا كنا نرغب في الانتظار داخل خيمة طوال حياتنا لمجرد أن تتاح لنا الفرصة لكي نرى قريتنا التي تقع بالقرب من درعا مرة أخرى". واعتبر الرواض وأسرته التي تضم خمسة أشخاص الخيمة التي يقيمون فيها وطنا لهم منذ أن فتح مخيم الزعتري أبوابه أمام اللاجئين منذ عام.
ويؤكد أنه إذا تحولت سورية إلى عراق آخر " فسوف نبدأ في التفكير في بدء حياة جديدة في مكان آخر ".

غير أن أندرو هاربر ممثل وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن يرى أن هناك إدراكا متزايدا داخل المجتمع الدولي بأنه على الرغم من أنه يود من الناحية المثالية أن يتم عودة جميع السوريين إلى وطنهم إلا أن البعض من أسرة المجتمع الدولي يرى أن ذلك ليس ممكنا.

وبدأت الدول الأوروبية في استضافة آلاف من السوريين المعرضين للخطر خاصة المسيحيين، غير أن ما تستضيفه هذه الدول هو مجرد جزء صغير من بين أكثر من مليوني سوري اضطروا إلى اللجوء خارج وطنهم بسبب أعمال العنف أو الملايين الستة تقريبا الذين نزحوا من أماكنهم داخل سورية. ويقول حامد إن المجتمع الدولي لم يفعل شيئا على الإطلاق في الوقت الذي كان النظام السوري يدمر فيه بيوتنا وبلدنا.
ويضيف إن أقل شيء يستطيع أن يفعله حاليا هو أن تستضيفنا دول العالم.

تايلور لوك
السبت 19 أكتوبر 2013