نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كيف أثر مقتل "الصماد" على واقع الحوثيين والحرب في اليمن ؟




صنعاء - أمل اليريسي - أثارت حادثة مقتل صالح الصماد، الرجل الأول في الجناح السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، موجة كبيرة من الاهتمام والجدل في صفوف مختلف المكونات.
وأعلنت جماعة الحوثي في 23 نيسان/أبريل الماضي، أن الصماد قتل بغارة جوية لطيران التحالف العربي، في محافظة الحديدة، الواقعة تحت سيطرة الجماعة، غربي البلاد.


  

والصماد كان يشغل منصب رئيس ما يسمى" المجلس السياسي الأعلى"، الذي يعد بمثابة رئاسة جمهورية، في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وأكد زعيم الجماعة، عبد الملك بدر الدين الحوثي، في يوم إعلان مقتل الصماد، إن الأخير قتل مع ستة من مرافقيه، مهددا بمحاسبة من قاموا بقتله.
وكانت المملكة العربية السعودية، قد أعلنت قبل أشهر دفع 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه، تؤدي للقبض عليه.
وتسببت حادثة مقتل الصماد، بموجة من السخط لدى جماعة الحوثي، التي أعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام لمدة أربعين يوما، حزنا عليه.
وأعلن الحوثيون اختيار مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم الجماعة، خلفا للصماد، وتعهد المشاط في أول تصريح له بحرب مفتوحة، ضد ما أسماه العدوان على اليمن، في إشارة لقوات التحالف العربي.
واتهمت جماعة الحوثي، على لسان زعيمها عبد الملك الحوثي، الولايات المتحدة الأمريكية، بالمشاركة بشكل مباشر في حادثة اغتيال الصماد، حسب قوله.
وفي اليوم السادس من إعلان مقتل الصماد، قامت جماعة الحوثي بتشييعه، بمشاركة الآلاف من أنصارها في العاصمة صنعاء، ودفنه قرب ميدان السبعين(أكبر ميادين العاصمة)".
وبالتزامن مع تشييع الصماد، أعلن الحوثيون، إطلاق ثمانية صواريخ باليستية على مواقع حيوية واقتصادية في جازان السعودية، في حين أفاد التحالف العربي، أنه تم اعتراض أربعة صواريخ حوثية.
ضربة موجعة للحوثيين
حادثة مقتل الصماد المفاجئة، والتي كانت غير متوقعة، أحدثت ضربة موجعة لجماعة الحوثي، غير أنه قد لا يُحدث ذلك تأثيرا سلبيا كبيرا على واقع الجماعة المسلحة على الأرض.
وفي هذا السياق، قال فؤاد مسعد، وهو محلل سياسي يمني، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن مقتل الصماد باعتباره رئيس المجلس السياسي الأعلى (بمثابة الرئيس في مناطق الجماعة)، "شكل ضربة موجعة للحوثيين".

وأضاف أن" موقع الصماد يعد ثانويا في التركيبة القيادية لجماعة الحوثي، حيث أن قيادة الجماعة تعتمد في الأساس على الرابطة الأسرية لزعيمها، عبد الملك الحوثي، ومعروف أن الصماد ليس ضمن هذه الرابطة".
واشار مسعد إلى أن جماعة الحوثيين كبقية التنظيمات المسلحة، تعتمد منهجية قتالية غير نظامية وغير رسمية، وهو ما يجعل مقتل الصماد، مؤثرا على الجماعة بشكل محدود من الناحية العملية وعلى الأرض.
وأوضح بالقول " إن مقتل الصماد أيضا، سيكون له تأثير محدود، على عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الحكومة والحوثيين".
وتوقع مسعد استمرار المواجهات في اليمن، خاصة إن لم يبدأ المجتمع الدولي بممارسة ضغوط مستمرة للدفع بالطرفين إلى طاولة الحوار، وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة بهذا الجانب.
لا تأثير على المستوى القريب
رحيل الصماد بواسطة ضربة جوية للتحالف العربي، قد يفتح شهية الأخير باستهداف قيادات حوثية أخرى، في إطار تحقيق أهدافه في اليمن، المتمثلة بإنهاك الجماعة، من أجل الضغط على الحوثيين، في العودة إلى طاولة المفاوضات.

وعلى الرغم من موجة الحزن الكبيرة التي انتابت الحوثيين، بسبب قتل الصماد، إلا أنه من المعروف أن الجماعات المسلحة القائمة على بعد عقائدي، لا تتأثر كثيرا برحيل قادتها.
ويقول الصحفي اليمني، هشام الشبيلي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الصماد رجل عقائدي من الرعيل الأول، فقد كان مرافقا لحسين بدر الدين الحوثي، الزعيم الأول للجماعة، الذي قتل إبان الحروب السابقة مع القوات اليمنية الحكومية، في العام 2004.
وأوضح الشبيلي، وهو صحفي مهتم بالقضايا العسكرية أن" الصماد يعتبر واحدا من أعمدة الجماعة الحوثية سياسيا وعقائديا وعسكريا، وهو رجل قبلي، وتعد قبيلته داعما للحوثيين في معقل الجماعة بمحافظة صعدة ".
وتابع أن" طبيعة الجماعات المسلحة التي تنطلق من منطلق عقائدي، لا تتأثر برحيل قادتها بعكس الجيوش النظامية".
وأفاد أنه "على المستوى القريب لم تتأثر جماعة الحوثي بمقل الصماد؛ لكن قد نشهد على المستوى البعيد انقسامات داخل الحركة الحوثية".
وذكر الشبيلي أن" ما يلفت النظر، هو أن الجماعة الحوثية، اختارت خلفا للصماد أحد أشد المتطرفين فيها المقرب من زعيم الجماعة، هو مهدي المشاط ، وهذا ما يؤكد استمرار الجماعة في حربها التي ليست في صالح اليمنيين".

وحول مدى إمكانية استهداف التحالف لقيادات أخرى حوثية كبيرة، قال الشبيلي إن" التحالف قادر عن أن يحلق الضربات الموجعة للحوثيين، عن طريق استهداف مزيد من القيادات الكبرى".
وفيما يتعلق بواقع الأزمة اليمنية على المستوى القريب، بين أنه" في ظل انحراف التحالف العربي عن أهدافه في اليمن المتمثلة في التحرير العاجل للبلاد من الحوثيين، تبدو المرحلة المقبلة ملبدة بالغيوم ومن الصعوبة، التوقع بأي سيناريو قادم".
وأوضح في هذا السياق أن" الحكومة الشرعية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي، التي تواجه مسلحي الحوثي بالداخل، لازالت تتلقى عراقيل من بعض أطراف التحالف( في إشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتهم بالتوسع على الأرض اليمنية)".
صدمة حوثية كبيرة
مراسيم التشييع للصماد التي تمت في العاصمة صنعاء، والتي ظهرت بمشاركة كبيرة لأنصار الحوثيين، جعلت العديد من المتابعين، يشيرون إلى أن جماعة الحوثي، تلقت صدمة كبيرة، جراء مقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى.
ويقول محمد إسماعيل، مواطن يمني لـ (د.ب.أ) إنه" من خلال متابعته لواقع جماعة الحوثي بعد مقتل الصماد، وجد أنها تلقت ضربة كبيرة من قبل التحالف".

وأضاف" بعد ساعات من مقتل الصماد، انتشر الحوثيون بشكل مكثف في العاصمة صنعاء، وكانت هناك حالة من الرعب في صفوفهم، خشية استهداف قيادات حوثية أخرى".
وأوضح قائلا" لقد تابعت مراسيم تشييع الصماد، التي بدت عليها الحزن الكبير من قبل جماعة الحوثي، التي لم تكن تتوقع رحيله بهذه الصورة".
ومضى بالقول" حتى زعيم جماعة الحوثي، ظهر في يوم إعلان مقتل الصماد، وعليه الحزن الكبير، وهو تأكيد على صدمة الجماعة بذلك".
أما على مستوى تأثير مقتل الصماد على واقع الجماعة العسكري، فأشار إسماعيل إلى أنه لن يحدث تأثيرا كبيرا، سيما أنه ليس قياديا عسكريا على الأرض، فهو رجل سياسي تم اختيار خلفا له بشكل سريع.

أمل اليريسي -
السبت 26 ماي 2018