نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


ما هو أبعد من عون والحريري .....لا حياد في الصحافة اللبنانية والحقائق تتعدد بتعدد الأحزاب




بيروت - هانيكة دي يونغ - الصحافة هنا ليست حيادية. كصحفي عليك اتباع الخطوط العامة التي ترسمها الصحيفة التي تعمل فيها والتقيد باتجاهها السياسي فالصحف في لبنان تدعم بشكل علني هذا الحزب السياسي أو ذاك، وهي تخلو من أي هامش وإن ضئيل للرأي الآخر


ما هو أبعد من عون والحريري .....لا حياد في الصحافة اللبنانية والحقائق تتعدد بتعدد الأحزاب
ولتقديم صورة عن الظروف التي تمر بها الصحافة اللبنانية قد يكون من المناسب الاستشهاد بالمراة اللبنانية التي جاورتني على ذات الطائرة المتجهة الى لبنان، فعلى الرغم من الحوار اللطيف الذي جمعني وأياها للحظات، إلا أن ملامحها تغيرت وصارت تنظر اليّ نظرات حادة تشير الى تدهور العلاقة بيني وبينها حينما طلبتُ من المضيّفة تزويدي بنسخة من صحيفة المستقبل لم أفهم في بادىء الأمر السبب الذي جعلها تتخذ موقفا حادا مني، بعد برهة، استأنفت الحوار:"إنه يحظى بشعبية واسعة خصوصا بين الشباب"، همست ذلك في أذني ثم أشارت بإصبعها الى صورة ميشيل عون متحدثاً إلى منافسه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري. هذا الأخير هو الذي يحظى بالفعل بشعبية واسعة، حسب ما فهمته حتى الآن، حيث يعدّ رمزاً للتقدم والحرية. "أم إنني على خطأ؟" سألت رفيقة الرحلة. لكن رفيقة الرحلة هذه لم تعد لديها رغبة للنقاش في المواضيع السياسية، خصوصا في ما يتعلق بالحريري، إما عون.. أو لا نتحدث. يبدو أنني طلبت الجريدة الخطأ.. جريدة مؤيدة للحريري.. لم نتحدث بعد ذلك.. لا أمل!
مع أو ضد

المشهد السياسي في لبنان مشطور، ببساطة، إلى معسكرين لا ثالث لهما: مع الحريري أو ضد الحريري، والصحف تتبع بشكل علني سياسة الأحزاب السياسية، وهي بذلك صحف مع الحريري أو صحف ضد الحريري، ولا مجال فيها لآراء الطرف الآخر. الوضع نفسه ينطبق على القنوات التلفازية، ففي هذا البلد الذي تبلغ مساحته ربع مساحة هولندا تقريبا ولا يتجاوز تعداد نفوسه الأربعة ملايين نسمة، ثمة اثنتا عشرة صحيفة واسعة الانتشار والعديد من القنوات التلفازية والمحطات الفضائية المحكومة هي الأخرى بالتبعية للأحزاب والتشكيلات السياسية.
"نحن الصحافيين غير محايدين" يقول منير. "لكن ما هي الصحافة الموضوعية والمحايدة؟" أجيبه متسائلة، "فالعمل الصحفي هو جهد انساني ولا يمكن أن يكون محايدا مائة في المائة، والصحافي محكوم باختيارات وتحيزات حتى على الصعيد الشخصي، مع ذلك فانك كصحافي تسعى الى الموضوعية ومعالجة القضية بحيادية تسمح بتسليط الضوء على جميع الجوانب للحيلولة دون الوقوع في فخ النظرة الأحادية."
"بالضبط" يقول منير "هذا هو الفرق الجوهري، فنحن لا نحاول أن نفعل ذلك أصلاً، نحن نكتب وفقا لمواقف الصحيفة التي نعمل فيها، وأحيانا نختلق شيئاً ما من عندنا." حاولتُ استيعاب الصدمة، قبل أن أسأله: "هل تصدق ما تنشره صحيفتك؟" أجاب بحزم: "كلا!"
قراءة الصحيفة اختيار حزبي
مع ذلك يعتقد "منير" أن هناك تحسناً طرأ في الأشهر الأخيرة يمكن وصفه بإنجاز بسيط في مسار الصحافة المحايدة، وهو السماح بنشر أخبار مختصرة بخصوص نشاطات زعماء الأحزاب الأخرى، وفي الصفحات الداخلية من الصحيفة التي يعمل فيها وليس في الصفحة الرئيسية، أخبار من قبيل سافر زعيم حزب ما الى بلد ما، انه بحد ذاته انجاز، يقول منير ذلك ضاحكاً.
ما هو الخطأ في أن تطلب صحيفة معينة؟ لعل مفردة خطأ ليست هي المفردة المناسبة، ولكن حين تطلب جريدة معينة فأنت تعلن انحيازك إلى طرف ما. هذا ما أوضحه لي اللبنانيون في كل مرة.. أنت لا تقرأ صحيفة الحزب الآخر، بل صحيفة حزبك.. وفي النهاية لن تقرأ الصحيفة لتعرف الحقيقة، بل لتعرف وجهة نظر الحزب.. وهكذا يكون لكلٍ حقيقته

هانيكة دي يونغ - إذاعة هولندا العالمية
الاحد 1 نونبر 2009