نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


متحفٌ فريدٌ بالرباط يعرضُ آلاف الدُّمَى من مختلف أنحاء العالم




يشكّل التنقُّل بين أروقة معرض الدُّمَى بالرباط، سفراً ممتعاً نحو تاريخ وثقافات الشعوب، إذ يؤوي بين أروقته ما يزيد على 2500 دمية فلكلورية وتقليدية وجهويّة.
داخل منزل تقليدي أصيل وسط الأزقّة الضيّقة للمدينة العتيقة بالرباط، متحفٌ فريد من نوعه، باتَ محطة ثقافية وفنّية يتوقّف عندها زوّار العاصمة المغربية الراغبين في استكشاف الحضارات والثقافات إذ يضمّ تشكيلةً مميّزة من الدُّمَى التي تعود إلى حقب زمنية وتاريخية مختلفة من نحو مئة بلد حول العالم.
يشكّل التنقُّل بين أروقة معرض الدُّمَى بالرباط، سفراً ممتعاً نحو تاريخ وثقافات الشعوب، إذ يؤوي بين أروقته ما يزيد على 2500 دمية فلكلورية وتقليدية وجهويّة، تعكسُ بأزيائها وحليّها التنوع اللا نهائي للخيال ونمط العيش الإنساني.


 
الدُّمَى القادمةُ من القارات الخمس والمعروضة تحت سقف واحد، تتميّز كلّ واحدة منها من الأخرى، حسب جنسها وسنها، والطقس والثقافة والفترة التاريخية التي تنتمي إليها، كما تعطي عبر أزيائها فكرةً عن وضعها الاجتماعيّ ومكانتها الطبقية.
وإلى جانب بُعده الجمالي نظير التنوع البصريّ المدهش الذي يتفرّد به، يمثّل متحف الدُّمَى توثيقاً مهمّاً لثقافات إنسانية ولفترات من التاريخ المعاصر والقديم، من خلال تقديمه صوراً عن واقع حضارات بعضها اندثر وبعضها لا يزال يقاوم.
حكاية البدايات
رحلةُ تجميع الدُّمَى الألفين، استمرت لخمسة عقود من البحث والولع بالدُّمَى لدى أسرة عبد الجليل حفار وزوجته الفرنسية ماري ميشيل، فبعد حصول الأخيرة وهي طفلةٌ على دُميتها الأولى من جدّها خلال ستينيات القرن الماضي، بدأ حبها للدُّمَى يتشكّل وبدأت تجميع مجموعتها الأولى، وبلقائها زوجها المغربي الذي كان يتابع دراساته العليا بليون الفرنسية خلال الثمانينيات،
سنة 1985، سيقرّر الزّوجان العودة للعيش بالمغرب ومعهما مجموعة من نحو مئة دمية، أُغنِيَت خلال العقود اللاحقة باقتناء وحدات جديدة ومستعملة في زياراتهما المتوالية لفرنسا وسفرهما إلى دول أوروبية وأجنبية أخرى، مثل إسبانيا والبرتغال وسويسرا وإنجلترا ومصر وألمانيا وهنغاريا وإيطاليا والتشيك ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية، ثم يكمل أبناؤهما الرحلة بزيارتهم نحو 52 بلداً آخر.
يكشف عبد الجليل في تصريح لموقع TRT عربي أنه "إضافةً إلى تجميعاتنا الخاصة، حصلنا على مجموعة من الهدايا من أصدقائنا وعائلاتنا الذين يعرفون ولعنا واهتمامنا بتجميع الدُّمَى، إذ إنّ من بينهم من يزور بلداناً لم نتمكن من السفر إليها فيحصل على الدُّمَى الخاصة بتلك المنطقة ويهديها إلينا"
حكاية الدُّمَى ستتواصل خلال السنين التالية لانتقال الزوجين للعيش معاً بالرباط، ومع تزايد أعدادها لتتجاوز الألف، بدآ يفكّران في تقاسمها وعرضها للعموم. يصرّح عبد الجليل: "كنا نستقبل عدداً من معارفنا وأصدقائنا في البيت، قبل أن نقرّر تنظيم معرض بالمكتبة الوطنية سنة 2012 تحت عنوان (ألف دمية ودمية)، بعدها سنشارك بنفس المعرض سنة 2016 بمدينة مراكش، ضمن أروقة القمة الدولية للمناخ (كوب 22)، إضافة إلى مشاركات أخرى، في مجموعة من المعارض الصغيرة".
تأسيس المتحف
الإقبال الذي عرفته معارضهما والاهتمامُ الكبير الذي تلقّياه من الزوار، فضلاً على الرغبة في تقاسم هوايتهما مع الآخرين، دفع الزوجين إلى التفكير في تأسيس معرض دائم ومفتوح للعامة، ليقرّرا بذلك إنشاء متحف يجمع الألفين والخمسمئة دمية بالعاصمة المغربية
يقول المشرف على المتحف: "السبب الأساسي وراء تأسيسنا هذا المتحف، كان الرغبة في تقاسم ومشاركة شغفنا مع الآخرين"، مبرزاً أن تجسيد هذه الرغبة "مرّ عبر عدد من الصعاب والإكراهات، أبرزها الحصول على مقر مخصَّص لهذا الغرض وينسجم مع موضوع وفكرة المتحف، لنقرّر بيع منزلنا وسط العاصمة واقتناء رياض قديم بالمدينة القديمة".
"الاهتمام بالتراث والثقافة، سبب تجميعنا هذه المجموعة الكبيرة"، يشدّد صاحب المتحف، "لم يكن الجمع، عملية ميكانيكية بهدف جمع أكبر قدر أو عرضه، بقدر ما كان اهتماماً وشغفاً بثقافات البلدان ورغبة في اكتشاف عادات وتقاليد البلدان، عبر البحث المتواصل، والتوق الدائم إلى الحصول على دُمىً جديدة".
"سفر شائق"
السعدية أكناو، زائرة للمعرض وباحثة في مجال العلوم الإنسانية، تؤكدّ أنّ هذا المعرض يشكّل قيمة مضافة إلى العاصمة الرباط، ويوفّر فرصة وسفراً خاصّاً نحو ثقافات وعادات البلدان الأخرى، إذ تعكس هذه الدُّمَى وأزياؤها وحليّها جزءًا من ثقافة البلد وصورته
وتُبرِز الزائرة في حدثيها لموقع TRT عربي أن تجوُّلها داخل أروقة هذا المعرض، مثّل لها "تجربة خاصَّة، لتَعرُّف تُحَف عدد من البلدان" مشيرةً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تشاهد فيه هذا الكمّ الكبير من الدُّمَى والأزياء، الأمر الذي وجدت فيه سفراً شائقاً".
بخصوص إقبال الزائرين على المتحف، يكشف عبد الجليل حفّار أنّ تدشين المتحف يعود إلى نحو سنة ونصف، إذ نجح خلال مدّة قصيرة في جذب سكان الرباط وسُيّاحها، بالإضافة إلى التلاميذ والطلبة الذين يأتون إلى المتحف في رحلات مدرسية، غير أنه منذ شهر مارس/آذار ومع أزمة كورونا تراجع عدد الزوار بشدة، غير أنّ هذا لم يؤدِّ إلى إغلاق أبوابه.
وتابع المتحدث في السياق ذاته، بأنّ الغاية وراء المتحف لم تكن مادّية نهائياً، لأنّ ثمن الدخول يبقى رمزياً للمساهمة فقط في مصاريف تسييره، مؤكّداً أن إنشاء هذا المزار السياحي "هدفه تقاسم أفراد عائلته عشقهم الخاصّ ومحاولة تقريب ثقافات بلدان قد تبدو بعيدة جغرافياً، إلى المغاربة وزواره".

هشام بوعلي - تي ار تي
الخميس 21 يناير 2021