نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


متعة الصيد النهري بالصنارة في مدينة كييف حيث الأسماك لا تكترث لحركة المرور




كييف - ستيفان كورشاك - يهمس ماكسيم جوربنوف صائد الأسماك بمدينة كييف وهو يبحث عن علامات تشير إلى وجود سمك الكراكي النهري قائلا : " حذار من الخطأ فهذه الأسماك تقبع تحت صفحة الماء هناك " ، ويصف بنبرة احترام هذا النوع من الأسماك " بالتمساح " وفقا للهجة المتداولة بين الصيادين بالمنطقة، كما يصفه بأنه ذكي حيث حاول آلاف من الأشخاص صيده بالصنارة طوال عدة سنوات ولكنه مازال يسبح في مياه المنطقة.


صائدو الأسماك يزدانون ضفة نهر الدنيبر بمدينة كييف منذ الصباح الباكر
صائدو الأسماك يزدانون ضفة نهر الدنيبر بمدينة كييف منذ الصباح الباكر
وقد عاش جوربنوف / 58 عاما / طوال حياته في كييف ويمضي معظم أيامه وهو يضع برشاقة الطعم الذي يصنعه بنفسه في الصنارة التي تأخذ مكانها وسط صف طويل من الصنارات على ضفة نهر الدنيبر أطول رابع نهر في أوروبا.
والهدف الذي يضعه جوربنوف نصب عينيه هو اصطياد نوع من سمك الكراكي الشمالي وهو سمك ذو رأس طويل مستدق الطرف، وهذا النوع بالذات يطلق عليه اسم إسوكس لوسياس وهو مفترس يتغذى على اللحوم ومن الشائع تواجده في المجاري المائية بأوكرانيا على الرغم من التلوث الصناعي والاتجاهات الحضرية المتزايدة في هذه الدولة التي كانت في السابق جزءا من الإتحاد السوفيتي. ومن النادر العثور على سمكة من الكراكي تزن أكثر من ثلاثة كيلوجرامات وتعرف بلغة الصيادين المحلية باسم " التمساح ".

ويوضح جوربنوف طريقة صيد هذه السمكة فيقول إنه ينبغي عليك أن تضع الطعم في خطاف الصنارة وتلقي بها بالقرب من نبات الغاب لمسافة مترين تحت سطح الماء وتجعلها تسبح على صفحة الماء ليبدو الطعم حقيقيا، مشيرا إلى أن السمكة الصغيرة من هذا النوع سرعان ما تقع في الشرك وتلتهم قطعة من اللحم المعلب المشبوكة بالصنارة بعكس السمكة الكبيرة الناضجة ذات الخبرة التي يحتاجها الصياد لتقديمها في عرض مسرحي فإنها تحتاج إلى مزيد من الجهد.

وتزدان ضفة نهر الدنيبر بعشرات من صائدي الأسماك معظمهم من الرجال ومن بينهم قلة من النساء في ساعة العصر، ويحتل الصيادون أفضل المواقع فوق رصيف من الأحجار ممتد داخل الماء وذلك منذ الساعة السادسة صباحا.
ويمكن رؤية مزيد من الصنارات وهي عائمة مدلاة من القوارب داخل مياه النهر في مواقع مفضلة وتبدو ثابتة بلا حراك وسط طيور النورس والغربان ذات الألوان السوداء المختلطة بالبياض والتي تحوم فوق رؤوس الصيادين.
ولكن جو الصيد الصامت الذي كان يتسم بطبيعته القديمة البدائية لم يعد موجودا.

فيسمع الصيادون أثناء انهماكهم في الصيد أزيز لوحات التزلج على الماء تندفع فوق صفحة النهر وكذلك محركات الزوارق، ويمكن من بعيد سماع أصوات فرقة موسيقية وهي تتدرب استعدادا لإحياء حفل للزواج وصياح الأطفال وبكاء الرضع في ملعب قريب وكل هذه الأنشطة تتم على مسافة بضع مئات من الأمتار من الموقع الذي يجلس فيه جوربونوف.

وعلى جسر موسكوفسكي القريب وهو أحد الجسور السبعة التي تربط بين ضفتي نهر الدنيبر الذي يخترق كييف تزمجر السيارات العابرة وقت الذروة المرورية. ويقول جوربونوف إن الأسماك اعتادت على كل هذه الضوضاء ولم تعد تهتم بها على الإطلاق غير أن الضجيج يثير الضيق في نفسي أحيانا. وفي معظم الأيام سواء انهمر المطر أم سطعت الشمس يقف الصيادون دوما عند ضفة النهر على مسافة ثلاثة كيلومترات من الجسر بينما ينساب الدنيبر عبر حي أوبلون الذي تتكدس فيه المباني وتتزايد فيه أسعارها.

ويبدو الصيادون كما لو كانوا قد انتشروا في كل مكان بالعاصمة الأوكرانية، فهم يحملون عدة الصيد في حقيبة على ظهورهم وهم يركبون المواصلات العامة أو يتسللون عند حافة الماء متخفين عن أنظار أفراد الأمن في حي كونشا زاسبا الراقي بكييف أو ينتظرون بفارغ الصبر أمام كل بحيرة صغيرة بمتنزهات المدينة والتي تكون عميقة بما فيه الكفاية لتحتوي على الأسماك.

ويقول روسلان بيلوبرود المتحدث باسم الرابطة الأوكرانية لصائدي الأسماك إن أحدا لا يعلم على وجه الدقة عدد صائدي الأسماك في العاصمة كييف، ولكن الرابطة متأكدة من العدد يدور حول واحد من كل أربعة مواطنين أي نحو مليون صائد.

ستيفان كورشاك
الاثنين 12 أكتوبر 2009