نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


مذهبية أم مالية؟. رئاسة الحكومة تخرج الانقسام بين السنة في لبنان إلى العلن




طرابلس - ناتاشا يزبك - اخرج تكليف نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله الشيعي تشكيل حكومة جديدة في لبنان، الانقسام داخل الطائفة السنية الى العلن بعدما بدت موحدة على مدى سنوات


الزعيمان السنيان اللبنانيان نجيب ميقاتي وسعد الحريري
الزعيمان السنيان اللبنانيان نجيب ميقاتي وسعد الحريري
وفي مدينة طرابلس الشمالية، التي تعتبر معقلا للسنة في لبنان، يبرز يوما بعد يوم هذا الانقسام داخل الطائفة التي ناصرت رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية.

ويقول مراون ابراهيم لوكالة فرانس برس "الكل كانوا يتحدثون عن ان ايران وسوريا ستحاولان احداث انقسام بين السنة في لبنان، وانهما ستقومان بذلك عبر حزب الله".

ويضيف ابراهيم (40 عاما) وهو صاحب محل للمجوهرات ولد وتربى في طرابلس "الآن تم هذا الامر، والاخ اصبح في مواجهة مع اخيه".

ودعم حزب الله ترشيح ميقاتي لترؤس الحكومة، بعدما قام الحزب المسلح المدعوم من ايران وسوريا باسقاط حكومة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير اثر استقالة 11 وزيرا بينهم عشرة وزراء يمثلون حزب الله وحلفاءه.

وجاء اسقاط الحكومة المدعومة من الغرب بسبب خلاف مستحكم حول المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري.

ويريد حزب الله، الذي يتوقع ان تتهمه المحكمة بالجريمة، من الحكومة المقبلة ان تقر الغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة، وسحب القضاة اللبنانيين منها، ووقف تمويلها.

وتم تكليف ميقاتي، الذي فاز في انتخابات عام 2009 بترشحه على لائحة الحريري، بتاليف الحكومة الجديدة بعد حصوله على تأييد 68 نائبا من 128 خلال الاستشارات بداية الاسبوع الحالي، في حين حصل الحريري على تأييد 60 نائبا.

واثار تكليفه حركة احتجاجات واسعة بين مناصري الحريري الذين نددوا ب"الخيانة" وبتجاوز زعيمهم، الشخصية الاكثر شعبية في الطائفة السنية، نتيجة ما اعتبروه "فرض حزب الله لمرشح" لاعلى منصب حكومي سني في البلاد.

ويرى ناصر الاحدب (23 عاما) ان "حزب الله استطاع من خلال تسمية ميقاتي ان يحدث شرخا بين السنة، والمواجهة لم تعد بين السنة والشيعة، بل اصبحت تدور بين السنة والسنة".

ويامل الاحدب في "الا تتسع الهوة. لكن بصراحة، الناس لا تتبع المذهب، بل تسير خلف المال، وميقاتي يملك الكثير منه".

ويتمتع ميقاتي المتحدر من طرابلس بصيت جيد في مدينته، ويطلق عليه لقب المحسن اذ انه بنى مساجد عديدة وانشأ عيادات طبية مجانية وجمعيات خيرية واقام الخيم الرمضانية التي تقدم الطعام للمحتاجين في المدينة التي طالما تجاهلتها الدولة.

وخارج مسجد العزم الذي شيده ميقاتي، يقول حسين حمود (40 عاما) المناصر للحريري انه لا يحمل "اي ضغينة شخصية" ضد ميقاتي.

ويوضح "انه رجل طيب، وقام بامور جيدة لمدينتنا. لكن تسميته من قبل حزب الله امر لا يمكن ان نقبل به ابدا".

ويتابع "في ايار/مايو 2008، ذبحوا (حزب الله) السنة في شوارع بيروت، ونحن لن ننسى ذلك ابدا وسنبقى نتظاهر حتى تسقط الحكومة التي ستشكل"، مشيرا بذلك الى المواجهات التي قتل فيها حوالى 100 شخص بين انصار حزب الله وحلفائه وانصار الحريري.

في مقابل ذلك يرى البعض ان اختيار ميقاتي، رجل الاعمال الذي يملك ثروة تقدرها مجلة "فوربس" بنحو 2,5 مليار دولار، يمثل تغييرا مرحبا به.

ويوضح فواز حمزة (60 عاما) "قبل ست سنوات، قتل واحد منا، رفيق الحريري. وضعنا خلافاتنا جانبا ودعمنا وصول سعد الحريري الى موقع رئاسة الوزراء" ويضيف "الآن حان الوقت كي يتقبلوا خيارنا".

وتحت صورة لميقاتي معلقة في دكان لبيع السجائر والقهوة، يتحدث حمزة واصدقاؤه عن ان طرابلس، ثاني مدن لبنان من حيث الكثافة السكانية، ظلت وطيلة عقود مهملة من جانب السياسيين السنة ويقول حمزة "لطالما سألنا انفسنا عما فعله الحريري لنا".

ويشدد على ان "لبنان ليس بلدا ديكتاتوريا، والوقت حان لاستبدال حكم آل الحريري المستمر منذ نهاية الحرب الاهلية" (1975 - 1990) ويتابع "رفيق الحريري اورث ابنه الملايين وليس قيادة السنة".

وشهدت طرابلس الثلاثاء احتجاجات في "يوم غضب" على خلفية فوز ميقاتي بالتكليف، حيث قام مناصرو الحريري باحراق سيارة نقل تلفزيوني تابعة لقناة الجزيرة القطرية وحطموا محتويات مكتب النائب محمد الصفدي، الذي دعم ميقاتي.

وفيما عادت الحياة الى طبيعتها في المدينة، يتخوف مروان ابراهيم من ان يخرج السنة مجددا الى الشارع.

ويقول "نحن محكومون بعواطفنا. لكن الشيعة منظمون، ومدربون، وكل خطوة يتخذونها تبدو محسوبة" ،ويضيف "انه (التنظيم) امر يدفعك الى ان تحترمه وان تبدي اعجابك به، رغما عنك".

ناتاشا يزبك
الجمعة 28 يناير 2011