نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ


مسرحيتان جريئتان ...المهاجرات المسلمات يتحدثن عن الجنس أكثر من الغربيات في بروكسل




بروكسل - وسيم ابراهيم - مهاجرات غير شرعيات يعانين في السجن الاسباني بعد عبورهن في "قوارب الموت" ومسلمات خلعن الحجاب عن رغباتهن وافصحن عن تفكيرهن بالجنس كن بطلات مسرحيتين عرضتا في مهرجان "مسرح الغجر" الذي اختتم في بروكسل


مسرحيتان جريئتان ...المهاجرات المسلمات يتحدثن عن الجنس أكثر من الغربيات في بروكسل
والمسرحيتان اللتان بنيتا على شهادات شخصية، وتوصفان بالجرأة عرضتا في اطار الدورة الثالثة من المهرجان التي بدأت في 20 آب/اغسطس وقال منظمها المخرج والممثل البلجيكي المغربي الاصل جمال يوسفي ان محورها الاساسي كان "النساء والمساواة".
واوضح يوسفي ان هدفه الاساسي هو "جعل الناس تحترم وتقدر الاختلافات التي تغني الثقافة والمجتمع"، مؤكدا ان المهرجان "بات يستقطب اهتماما متزايدا عبر تقديم مسرح سياسي واجتماعي ملتزم يتيح عروضا مجانية تستطيع ان تحضرها مهما كان اصلك ودخلك".
وقدمت فرقة يوسفي "المفقودون الجدد" عرضا بعنوان "عبور الموت" عن خمس نساء يجتمعن في سجن اسباني بعد اعتقالهن اثر هجرتهن "غير الشرعية" الى اسبانيا.
ويركز العرض على مفارقة هي ان هؤلاء النساء من المغرب والجزائر وتونس كن "هربن لتكن حرات (...) لكننا وجدنا انفسنا في وضع يشبه الذي هربنا منه" كما تقول احدى شخصيات المسرحية موجهة كلامها الى زميلاتها اللواتي اردن الاحتفال.
وتبرر زميلاتها الوضع بالقول "بالنسبة للناس في بلداننا نحن الان في اوروبا حتى لو كنا في السجن، وهذا هو المهم"، وذلك قبل ان تتملكهن الخيبة ويبدأن بسرد قصص معاناتهن التي صارت "مزدوجة" بعدما بتن امام مصير مجهول.
ويقول مخرج المسرحية التي لعبت ادوارها خمس ممثلات من المغرب وبلجيكا وفرنسا واسبانيا انه امضى لكتابة نصها سنة في جنوب اسبانيا وشمال المغرب قابل خلالها نساء عبرن الحدود بشكل غير شرعي، بعضهن بقين في اسبانيا واخريات سجينات هناك وبعضهن تم ترحيلهن الى المغرب.
وما دفع مخرج المسرحية الى الخوض في موضوعها كما يقول، انه خلال زيارة لاهله في المغرب فوجئ بان جارتهم الشابة قتلت برصاص حرس الحدود الاسبانية خلال محاولتها عبورها.
ويعلق يوسفي انه نادرا ما يجري الحديث عن "كثير من النساء المهاجرات (غير الشرعيات) تقوم السلطات الاوروبية باغتصاب حقوقهن مثلما تفعل سلطات بلادهن".
ويضيف بلهجة انفعالية "في لحظة معينة لا نستطيع ان نغطي اعيننا ونصم اذاننا ونخرس...".
واستضاف المهرجان الذي اقيم في مسارح موقتة في منتزه عام وسط العاصمة البلجيكية، عرضا آخر ناقش احد محظورات المجتمع الاسلامي، وهو عرض "المونولوجات المحجبة" الذي قدم قصص نساء مسلمات يتحدثن بحرية عن علاقتهن بالجنس واسراره.
وهذا العرض هو النسخة الفرنسية من العرض الذي كانت قدمته المخرجة الهولندية ادلاييد روزن بلغتها الام قبل ان تقوم مع اربعة ممثلاث عربيات بلجيكيات، كما يقدمن انفسهن، بترجمة المسرحية واعادة اعدادها باللغة الفرنسية مع تضمينها اغان من تراث المغرب العربي.
المسرحية تدخل في صلب موضوعها مباشرة وبدون مقدمات. فالمشهد الاول هو لامراتين تعقدان الحجاب لامراة اخرى لا تلبث ان تخلعه لتتدفق الحكايات على شكل 12 مونولوجا كل منها لممثل واحد يسانده البقية.
قدمت الممثلات الحكايا "السرية" للجنس باسلوب اتسم غالبا باداء كوميدي جعل الجمهور الذي ملأ الصالة لا يكف عن الضحك والقهقهة على مدار العرض باستثناء المشاهد التي تحدثت عن حكايات مؤثرة وحزينة.
المونولوجات كانت لنساء مسلمات مقيمات في اوروبا معظمهن عربيات. تمر قصة امرأة يقلقها تفكير مجتمعها بالعذرية كشرط اساسي في الزواج، ففكرت بحلول "لاثبات العذرية" ليلة الزفاف مثل "وضع بالون مليء بدم الماعز".
وثمة قصة اخرى لصبية مراهقة تشعر بالرغبة تجتاحها لكنها لا تستطيع ان تكون مع رجل لان مجتمعها يرفض ذلك فتصير لترضي رغبتها تحلم ان هناك رجلا يغتصبها لان "الاغتصاب يعني ان ذلك حدث رغما عني ولا يجعل العائلة تنقم علي" كما تقول.
وتثير الحوارات ايضا قضايا مثل الختان وعجز المراة عن التعبير عن رغبتها في الرجل، اضافة الى مونولوج ساخر تحدث عن "اوهام" الفروقات "التشريحية" بين المرأة العذراء وغير العذراء وتلك التي انجبت اطفالا.
وهذه المونولوجات استقتها مخرجة المسرحية من مقابلات اجرتها مع سبعين مسلمة مقيمة في هولندا، من اصول عربية وتركية وغيرها.
واوضحت الممثلة جميلة دريسي التي لعبت في المسرحية لفرانس برس انهن حاولن توخي "الدقة الشديدة" لانهن يقدمن "قصص لنساء واقعيات".
واضافت ان "النساء المسلمات منفتحات كثيرا بين بعضهن ويتحدثن عن الجنس اكثر من النساء الغربيات اللواتي يشعرن انه محظور بعض الشيء"، معبرة عن رغبة الممثلات الشديدة في تقديم المسرحية في العالم العربي.
من جهتها، اعتبرت الممثلة حسيبة حلبي التي شاركها الاداء ايضا مرجيان البوبسي وهناس كودجاك، ان النساء اللواتي تحدثن الى المخرجة "لم ينسين قصصا عايشنها في الماضي، لكنهن استطعن اخذ مسافة منها وحكين عنها بحرية وكن قويات يمتلكن روح الفكاهة".
واشارت الى ان ذلك ساعد الممثلات على لعب الادوار "بحرية وبدون ان نحس طوال الوقت بالشفقة تجاه النساء الشجاعات".
مهرجان "مسرح الغجر" قدم ايضا عروض كوميديا لممثل واحد (ستاند آب كوميدي) وعروض لكوميديا ديلارتي وعروض للاطفال اضافة الى اقامته "خيمة بدوية" عرضت اطعمة ومنتجات مغربية

وسيم ابراهيم
الاثنين 24 غشت 2009