نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مهرجان الفيرومونات في برلين وشعاره "اعثر على شريك عمرك من رائحته "




برلين - لافينيا ميير إيفرت - ينتشر في الجو عبق عرق إنساني. يلتف نحو عشرين من الصحفيين والمصورين حول طاولة في الجزء الخلفي من حانة بحي الموضة البرليني الشهير فريدريخشيان، بينما استقرت كومة من الأكياس البلاستيكية على الطاولة. بحسب المنظمين، يجري الإعداد هناك للنسخة الأولى من مهرجان الفيرومونات في ألمانيا.


مهرجان الفيرومونات في برلين وشعاره "اعثر على شريك عمرك من رائحته "
الغرض من المهرجان هو العثور على رفيق يصلح لأن يكون شريك العمر عن طريق شم رائحة عرقه في الجو. كل كيس من الأكياس الموضوعة على المنضدة يحتوي على قميص تم استخدامه في الفراش لمدة ثلاث ليال، قبل أن يلصق عليه بطاقة تعريف: زرقاء في حالة الذكر ووردية في حالة الأنثى.  
 
جدير بالذكر أن الفيرومونات (Pheromone) هي كيماويات  تتركب من جزيئات عضوية معقدةيفرزها الانسان والحيوان على السواء. تستعمل لنقل الإشارة من كائن لآخر، وهي أكثر تخصصاً من الروائح بحيث يستطيع الكائن المستهدف استكشافها بكميات ضئيلة جداً وهي محمولة بالهواء، وعادة تكون مخففة جدا وتتميز بتنوع تأثيرها على الأحياء.
 
تهدف الفيرومونات في جذب الحيونات لبعضها كلٌ حسب نوعه في موسم التزاوج، أو للتنبيه من خطر محدق أو للتوجيه لوجود غذاء، وتعتبر أحد أنواع البروتينات تستخدمها الحشرات لأغراض متعددة.
 
بحسب الباحثين يغزر إفراز الفيرومونات في لحظات التوتر، الخوف أو المتعة، كما ويؤكدون أهمية دورها في العثور على النصف الآخر.
 
في عام 1995 أجرى البروفيسور كلاوس فيدكيند عدة تجارب في جامعة بيرن بسويسرا على قمصان مستعملة من قبل أشخاص مختلفين لم يتم غسلها، ليكتشف أنه بصفة عامة تميل النساء للرجال الذين يكون لديهم جهاز مناعة مختلف عنهن، مما يزيد من احتمالات إنجاب نسل يتمتع بتركيبة صحية متباينة.
 
بدأ رواج مهرجانات الفيرومونات من الولايات المتحدة لينتقل منها إلى أوروبا، وفي هذا السياق يؤكد لوكاس بروسيدر، مسؤئول وكالة التعارف (Shop A Man) والتي ترعى تنظيم المهرجان في برلين، "لقد بدت لنا فكرة رائعة".
 
يوضح بروسيدر أن 24 من إجمالي 40 مشتركا في مهرجان الفيرومونات في نيويورك، قد ارتبطوا ولا تزال العلاقة مستمرة، "لم اسمع من قبل عن معدل نجاح بالغ الارتفاع بهذه النسبة".
 
بالرغم من ذلك يرى خبير علاقات التعارف بين الجنسين أنه ليس مؤهلا لتأكيد إذا كان هذا النجاح يمكن نسبته في المقام الأول للفيرومونات أم لا. "الناس يستمتعون بالأمر، وقول عبارة: (رائحة طيبة) يعد صيغة جيدة لبدء محادثة أكثر استرخاء ".
 
السؤال الأكثر شيوعا خلال الفترة التحضيرية للمهرجان كان: "هل أنت مدعو أم من صحافة؟". يُلاحظ بعض الإحباط على المصورين: هناك سيدتان جالستان إلى طاولة ويتعين عليهما أن يشما مرتين كل قميص للتأكد من أن الجميع لديهم صورة جيدة، ولكنهما بالكاد يقربان الملابس من أنفيهما بسرعة.   
تقول إحدى السيدات "هناك مرحلة تكون فيها الرائحة مريعة"، بينما تعلق الثانية أنه لا يروقها أن الكثير من الرجال يفضلون تعطير قمصانهم قبل ارتدائها، متسائلة "لماذا يتعين عليّ أن أقضي بقية عمري مع شخص يريد منذ البداية أن يخدعني؟".
 
على العكس من ذلك، نجد أن روبرت وفابيو، وهما من المتسابقين يأخذان الأمور ببساطة أكثر. يجلس الشابان أصحاب الأربعة والعشرين ربيعا على أريكة، يتطلعان إلى الصور التي يعرضها بورجكتور تباعا على أحد جدران الحانة. تقوم كل سيدة تروقها رائحة بالتقاط صورة لها حاملة الكيس الذي يحتوي على قطعة الملابس التي شمتها، حتى يتمكن صاحبها من رؤية الرقم الخاص به على الشاشة كما هو مبين على بطاقة التعريف الملصقة على الكيس، فيقترب ليبدأ الحديث مع السيدة التي راقتها رائحته.  ومع ذلك يبدو أن عنصري المظهر والتكوين الجسماني للرجل لا يزالا يلعبان دورا كبيرا في نجاح المهمة.
 
يقول لوكاس بروسيدر "سيظل المظهر عنصرا هاما دوما، واعتقد أن هذا هو ما يريده الناس". وجد روبرت بالفعل قميص السيدة التي راقته رائحة عرقها والذي يحمل الرقم (7) والتي قال عنها "رائحتها طيبة للغاية"، لم يعرف بعد صاحبتها، لأنه حتى الآن لم تقترب أي سيدة للتحدث معه.
 
تحمل الملابس التي يستعملها الرجال روائح نفاذة أكثر من روائح ملابس السيدات. ويمكن وصفها بأنها خلاصة رائحة فراش غير مرتب، ومزيج بين العرق وعطر الديودران (مزيل العرق). وفي هذا السياق يؤكد لوكاس أن "هذا لأن الرجال التزموا بتطبيق القواعد التي قيلت لهم وما يتعين عليهم أن يفعلوه، بينما قامت النساء بغسل ملابسهن سرا".
 
بعد جلسة تصوير تمتد لثلاث ساعات، اختفى المصورون وانتقل الاحتفال لخارج الحانة من أجل التدخين. الجو العام مفعم بالمرح، ولكن لا أثر بعد لرفقاء مرتبطين، لا يزال هناك نحو 30 عازبا على الأقل، بخلاف العشرات من الصحفيين، فيما تحول الموضوع لمناسبة جيدة للحديث عن الفيرومونات، وأثرها الطيب في التكاثر بين حشرات ذبابة الفاكهة في موسم الربيع.

لافينيا ميير إيفرت
السبت 18 يناير 2014