
ومن الأنشطة الجانبية التي يمارسها الجد ويلي بيع المربى والعصائر التي يصنعها في منزله. ويضيف ويلي الذي يبلغ من العمر 89 عاما في جهد للترويج لبضاعته إن إنتاجها يستلزم عملا كثيرا ولكنها طبيعية تماما. ويطلب من زبائنه من الشباب المتوجهين لحضور مهرجان الموسيقى شراء منتجاته التي يبيعها في نفس المكان في فصل الصيف على مدى سبع سنوات متواصلة.ومنذ عشرين عاما أضحت بلدة فاكن الصغيرة تستضيف "فاكن في الهواء الطلق" وهو مهرجان سنوي لموسيقى هيفي ميتال . وإلى حد ما لا تواجه هذه البلدة الصغيرة التي يقطنها نحو 1800 نسمة مشكلات مع هذا الهجوم السمعي السنوي والذي بلغت شهرته انه يجذب 75 ألف ضيف من أنحاء العالم نهاية تموز ـ يوليو من كل عام.ويقول الجد ويلي :"أحب الموسيقى ، ولكن موسيقى هذا المهرجان لا تتناسب معي ، فأنا أحب الأغاني والألحان الألمانية" ، بينما يتقاطر من حوله عشرات من هواة الموسيقى يحملون حقائب أمتعتهم على ظهورهم أو على عربات خفيفة تجرها الخيل ويصيحون :"فااااكن"، ويشيرون بأصابعهم مشكلين علامة تعني التحية العالمية للميتال.وبالنسبة لويلي وغيره من سكان البلدة فإن وصول عشرات الآلاف من عشاق موسيقى الميتال يعد بمثابة "أفضل حقنة مقويات مالية يأخذونها في الذراع" لتحسين الأوضاع الاقتصادية بالبلدة خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية.وعادة ما تبدأ عروض المهرجان بفريق "فاكن فاير فايترز" بينما تعلق لافتة عليها "كن مرحا فأنت في فاكن".بدأ المهرجان عام 1990 في مرعى للبقر حفلا موسيقيا أقيم في الهواء الطلق كنوع من الترفيه ثم تطور ليصبح أكبر مهرجان في العالم لموسيقى هيفي ميتال لجذب الهواة المستعدين لدفع 130 يورو لتتاح لهم فرصة لمشاهدة ما يصل إلى 90 فرقة موسيقية. ويحضر المهرجان في المتوسط 2500 صحفي معتمد.وتتكلف إقامة المهرجان نحو ثمانية ملايين يورو ويبيع سكان البلدة منتجاتهم عادة بما يقدر بنحو مليون يورو.ووصف توماس جينسن المهرجان الذي بدأ تنظيمه بالإشتراك مع صديقه هولجر هوبنر والذي لا يزال ينظم فعالياته بأنه مضاد للأزمات ، موضحا أن عدد الزوار في أول عام من بدء المهرجان كان 800 ضيف وإنه كان يعزف مع فرقته ويقدم الجعة كنشاط جانبي.ويضيف جينسن ، وهو يقود سيارته متوجها إلى منطقة المهرجان التي تعادل مساحة 270 ملعبا لكرة القدم ، إن المهرجان يعد بالنسبة لمعظم الزوار خروجا رائعا عن نمط الحياة اليومية المألوفة ، فيمكنهم هنا أن ينفسوا عما يتعرضون له من ضغوط في حياتهم اليومية.ويقف سكان فاكن في صفوف تمتد بضعة مئات من الأمتار لتحية الضيوف بود وعرض بعض المنتجات.وتصف إحدى سكان البلدة وتدعى إلفريده بوللز ـ 73 عاما ـ الزوار هواة الموسيقى بأنهم يتسمون بالود ، وتقول إنهم يساعدونها عندما يرونها تسير في الشارع وهي تستند على عكازها.وتضيف بوللز ، وهي تجلس أمام مخبز ، إنها تحب هذا المهرجان وإنها تقوم بإغلاق النافذة عندما يعلو صوت الموسيقى بشكل صاخب.وتمتلئ شوارع البلدة الجانبية بالأطفال الذين ينقلون براميل الجعة والخيام إلى المنطقة التي يقام فيها المهرجان. وتتكلف عملية النقل من المخبز حتى مكان المخيم خمسة يورو.وتؤكد ساندرا ، وهي شابة تقوم بأنشطة تجارية صغيرة أن الأسعار مستقرة ولم تختلف عن العام الماضي ، واعتبرت أن سر نجاح المهرجان هو أن جميع أبناء البلدة يشاركون في فعالياته ويرحبون به باعتباره تغييرا سارا في إيقاع الحياة